التقنين يطول عقود تشغيل ذوي الشهداء
| القنيطرة – الوطن
غياب الفرص الوظيفية عن أبناء القنيطرة كررناه كثيراً، ولم يكن أمام أبناء المحافظة سوى الزراعة وتربية الماشية والوظائف الحكومية أمام غياب أي مشروع استثماري من القطاعين العام والخاص يمكن أن يستقطب اليد العاملة، وبعد أن وقع القطاع الجنوبي تحت سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة والذي تتركز فيه جميع الزراعات الصيفية والشتوية وتربية المواشي، أصبح العمل بالزراعة وبشقيه النباتي والحيواني صعباً على كثير من أبناء القنيطرة، وبقي أمام العاطلين عن العمل (وما أكثرهم) القطاع العام ولا بديل منه على الرغم من ندرة وضآلة فرص العمل التي كانت تسد حاجة كثير من العائلات عن طريق العقود الموسمية لغياب المسابقات والاختبارات عن مديريات ودوائر المحافظة، حيث إنه ومنذ عقود لم يجر سوى عدد من الاختبارات التي تكاد تعد على اليد الواحدة.
وبعد أن سحبت الصلاحية من المحافظين بالنسبة لتعيين العاملين الموسميين وحتى عوائل الشهداء فإن الصعوبة ازدادت أمام المحتاجين للعمل، فعلى سبيل المثال وليس الحصر تم الحصول على موافقة المحافظ لعقد لمدة ثلاثة أشهر في مديرية النقل لإحدى المحتاجات للعمل من بداية شباط، وتم تسجيل الطلب بالمديرية من أجل مراسلة الوزارة للحصول على موافقة الوزير، وبعد مرور نحو 50 يوماً لم تصل تلك الموافقة الكريمة علماً أن جميع من يتم تعيينهم على الفئة الخامسة أي الراتب نحو 15 ألف ليرة سورية وهذا المبلغ لا يشتري (بنطالاً وكنزة) لصاحبة العقد.
أما الأمر المستغرب وهنا بيت القصيد أن وزير الصحة يقوم بترشيد العقود الموسمية لدرجة يشعر معها المواطن أن العقود الموسمية هي التي أثرت على خزينة الدولة، والمثير واللافت بالموضوع أن ذوي الشهداء يبدو أنهم خارج اعتبارات وزارة الصحة، والدليل أن مديرية صحة القنيطرة راسلت الوزارة من أجل تعيين عدد من العاملين بعقود موسمية ومن ضمنهم 38 شخصاً من ذوي الشهداء عن الربعين الثاني والثالث والاعتمادات التي يتحجج بها البعض متوافرة، لتأتي مفاجأة وزير الصحة بعد الموافقة على تعيين عشرة فقط مستندا بذلك إلى التعميم رقم 1030/5/3 تاريخ 12/1/2017 والمتعلق بترشيد العقود الموسمية والمؤقتة.
ولن نتحدث هنا عن الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمنا لكي يبقى المسؤول في منصبه وموقعه ونترك الحكم والتعليق لأصحاب القرار، ولكن التساؤل الذي لابد من طرحه: هل ترشيد الإنفاق اقتصر على العقود الموسمية والمؤقتة وهل وزير الصحة عالج حالات الخلل في هيئات ومديريات ومشافي الصحة وكافح الهدر والفساد قبل أن يقنن عقود ذوي الشهداء؟
بقي أن نشير إلى أن مديرية الصحة خاطبت الوزارة بكتابها رقم 742/1/12 تاريخ 21/2/2017 لتعيين عدد من المواطنين بعقود موسمية لمدة ثلاثة أشهر عن الربعين الثاني والثالث إذ إنه لم يتم تعيين أحد خلال الربع الأول وبعد شهر تماما جاء رد وزير الصحة بتعيين عشرة من ذوي الشهداء ورقم الكتاب 8121/1 تاريخه 19/3/2017، علما أن مديرية صحة القنيطرة رفضت إعطاءنا أي معلومات أو كتب صادرة أو واردة ولكن تمكنا من الحصول على الكتب من مصادرنا الخاصة.