رياضة

منتخبنا يتحدى الشمشون الكوري ضمن تصفيات كأس العالم .. الحلم المونديالي يقترب والحذر واجب

| محمود قرقورا

تتجه الأنظار بداية من الواحدة ظهر اليوم إلى الشاشة الصغيرة حيث القمة غير العادية بين منتخبي سورية وكوريا الجنوبية ضمن الجولة السابعة من الدور الحاسم على طريق المونديال، ولا شك أن عوامل عديدة أرخت بظلالها على المواجهة لتعطيها بعداً جماهيرياً كبيراً يتعدى حدود القارة الصفراء، ويا لها من مواجهة قريبة كل القرب من مباراة سورية والعراق ضمن تصفيات مونديال 1986!
نسور قاسيون بدوا خلال التصفيات متفوقين على أنفسهم من حيث القوة والصلابة ورباطة الجأش، فكبروا مع الحدث متحدين الصعاب مؤمنين بأن الكرة تعطي من يعطيها، وكأن المدرب أيمن حكيم بث فيهم روحاً جديدة، لدرجة أنها من المرات النادرة التي نشاهد فيها صلابة دفاعية مصحوبة بثقة بالنفس، وكل ذلك من دون أن يُقدم للمنتخب شيء من المواد الأولية المطلوبة، وبناء عليه لا فضل لأحد على المدرب واللاعبين والإنجاز يجير لهم وحدهم.
ثماني نقاط من فم حيتان آسيا لعمري هي حصيلة ترفع لها القبعات.
هدفان فقط بمرمانا خلال ست مباريات أمام صناديد القارة لعمري هي حصيلة تتحدى التوقعات.
الفوز على أوزبكستان بغياب المعسكرات التحضيرية والمباريات الودية لعمري هو خارج الحسابات.
ووفق هذه المقدمات يلعب منتخبنا بسيئول مباراة العمر حيث نقطة التعادل تزن ذهباً في حين النقاط الثلاث تعني أننا في روسيا ويتحقق حلم الملايين المؤجل، ونعتقد أن الضغوط على المنتخب الكوري الذي لم يغب عن المونديال منذ مونديال 1982 يجب استثمارها جيداً، ويكون ذلك بتجنب هدف مبكر.
وأياً كانت النتيجة يجب استقبال اللاعبين استقبال الأبطال فما فعلوه يكفي ولو ضللنا الطريق نحو الهدف الأعظم، فالوصول إلى المونديال يحتاج إلى ميزانيات ضخمة وأرضية ملاعب حريرية وجماهير تدب الرعب في قلوب المنافسين وتزلزل أقدامهم، فما بالنا وكل ذلك غير موجود؟

حذار من الغرور
الغرور يهدم في ساعة ما يبنى في أعوام وهو السم الزعاف الذي يصيب لاعب الكرة، وفوزنا على أوزبكستان أصبح من الماضي، ويجب ألا يعمينا عن أخطاء كثيرة يجب تلافيها، فبقاء الأقدام على الأرض سبيلنا نحو دخول مباراة كوريا متحررين من أي ضغوط، ولذلك نخشى أن يكون الغرور تسرب للمدرب واللاعبين تماماً كما حدث أمام قطر ذهاباً بعد الفوز على الصين فأدينا المباراة الأسوأ في مرحلة الحسم.
ومن يعد بالذاكرة إلى نهائيات أمم آسيا 2011 يتذكر أننا لم نستثمر الفوز على السعودية فخسرنا أمام اليابان والأردن مع أن اليابان أكملت المباراة بعشرة لاعبين وبالغنا يومها في التصريحات الإعلامية في حالة مشابهة لما نحن عليه اليوم.

مفاتيح
المدرب أيمن حكيم درس المنتخب الكوري الجنوبي وأوضح للاعبين نقاط قوته وضعفه التي استشفها من مباراته الأخيرة مع الصين التي انتهت بخسارة غير متوقعة للكوريين، وقال: إن منتخبنا جاهز للتحدي بالطريقة المناسبة وكله ثقة باللاعبين لصنع الفارق المطلوب, ومن وجهة نظرنا فإن كي سونغ يونغ لاعب سوانزي سيتي (90 مباراة دولية) وكو جا تشول لاعب أوغسبورغ (58 مباراة دولية) وسون هيونغ مين لاعب توتنهام (52 مباراة دولية) أبرز مفاتيح الشمشون، وإذا استطعنا تعطيلها فالخروج بنتيجة إيجابية نراه وشيكاً، وفي مباراة الذهاب غاب سون هيونغ مين الذي سجل 52 هدفاً في الدوريين الألماني والإنكليزي خلال 186 مباراة وهذا معدل مرتفع للاعب آسيوي في دوريين كبيرين.
ويغيب جي دونغ ون لاعب أوغسبورغ (43 مباراة دولية) وهو من المفاتيح التي يفتقرها المدرب شتيلكيه الذي يخوض مباراة مفصلية.

جيل استثنائي
إذا نظرنا للاعبي المنتخب الحالي بعيداً عن العواطف والنرجسية التي غالباً ما اتصفنا بها فإنه أفضل جيل بتاريخ الكرة السورية، فخمسة عشر لاعباً محترفاً رقم لا يستهان به، والحلول بيد المدرب وافرة في الخطوط الثلاثة، فضلاً عن الحارس المتمكن إبراهيم عالمة ونجزم أنه لو امتلكنا عاملي الأرض والجمهور لكان بالإمكان أفضل بكثير مما هو كائن حتى اللحظة.
حيرة مؤكدة
حالياً سيكون ناخبنا الوطني أيمن حكيم في حيرة من أمره بشأن فراس الخطيب السبب المباشر في خطفنا النقاط الثلاث أمام المنتخب الأوزبكي، ففي المباراة الماضية بدا لنا أنه لم تكن هناك نية للزج به لولا الخروج الاضطراري لمحمود المواس، ولكن هذه المرة سيجد الحكيم نفسه مجبراً لأن الإعلام لا يرحم والخطيب حالياً بطل استعاد مكانته في قلوب السوريين ومواجهة الشمشون تتطلب لاعبي خيرة ورجولة بآن معاً.
أما مسألة غياب عمرو ميداني فنعتقد أن هادي المصري الحل الأمثل ولن نستبعد الزج بحسين جويد ولا خيار ثالثاً للمدرب.
ونظن أن علاء الشبلي سيستعيد مكانه على الجهة اليمنى مع الشكر لعمرو جنيات الذي شغل المركز بإتقان أمام أوزبكستان.
وظهر النكدلي متميزاً في الدقائق التي لعبها في المباراة الماضية ولن يكون غريباً التبكير بدخوله نظراً لقوته البدنية في الالتحامات.
واللافت كما قلنا عند التقديم للمباراة الفائتة عدم الثبات على التشكيل في الخطين الأماميين بدليل أن مدربنا استعان بخدمات ستة وعشرين لاعباً في ست مباريات فقط وهذا رقم كبير وخاصة إذا علمنا أن 18 منهم في الخطين الأماميين، والملاحظ أن خمسة لاعبين حضروا مع الحكيم للمرة الأولى أمام أوزبكستان وهم اليوسف ومردكيان والجفال والنكدلي والخطيب.
بطاقة المباراة

الزمان: 28/3/2017.
المكان: ستاد سيئول كأس العالم في كوريا الجنوبية.
المنتخبان: كوريا الجنوبية × سورية.
الحكام: يقود المباراة طاقم تحكيم أردني مؤلف من أدهم مخادمة للساحة بمساعدة أحمد مؤنس وعيسى العماوي وأحمد فيصل حكماً رابعاً.
مراقب الحكام: شيونغ يم ياو من هونغ كونغ.
المراقب الإداري: السنغافوري سيفا كومار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن