ثقافة وفن

جولة مفاجئة..

| د. اسكندر لوقا

ليس بيننا من لا يقدر قيام رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس بجولة مفاجئة بتاريخ 26/3/2017 على المصالح العقارية في دمشق.
أقول ليس بيننا من لا يقدر هذه الجولة لأنها تعني الكثير في سياق سعي أي مسؤول في الدولة لتطوير عمل الإدارة التي يدير شؤونها، وزارة كانت أم مؤسسة عامة تابعة للدولة، خصوصاً في زمن صعب كالذي نعيشه أفراداً وجماعات، بغية التوصل إلى نقطة التلاقي بين الموظف والمواطن.
رؤية رئيس مجلس الوزراء المهندس خميس، كانت، كما في العنوان الذي يتصدرها لإيجاد «رؤية جديدة لتبسيط الإجراءات والتخفيف من البيروقراطية». هذا المرض الذي تضاعف خطره في وطننا في الزمن الصعب الذي أشرت إليه، وبات لزاما علينا جميعاً الحد من استفحاله أكثر فأكثر فتضيع فرص التقدم المنشود في نهاية المطاف.
إن الروتين والبيروقراطية من عوامل وضع العصي في عجلات التقدم ومن هنا واجب المسؤول مكافحة هاتين العلتين في المجتمع الراغب في حرق المراحل بعيداً عن العصي. ونحن نعلم، كما يعلم الجميع، أن كل عمل في أثناء التحرك توجد فيه ثغرات، والمهم أن يحاول المرء سدّ هذه الثغرات، وذلك اعتمادا على قناعته وثقته بنفسه لأن نظام العمل كما وصفه لي قائدنا المؤسس في سياق حديث شخصي بتاريخ 18/6/1989 «العمل يعني الشخص والشخص يعني هذا النظام».
البيروقراطية، بهذا المعنى، لا تقف حائلا دون تقدم المجتمع فحسب بل تعيده إلى الخلف، وبمقدار ما تؤثر في جسم العمل يكون ضررها في الزمن الراهن وفي المستقبل.
إن جولة رئيس مجلس الوزراء على المصالح العقارية، نتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار، وتصبح عادة، في سياق تحديات الحرب التي يخوضها وطننا في مواجهة أدوات التخريب المتعمد، بما في ذلك تخريب نظام العمل، حتى يتأصل داء الروتين والبيروقراطية في جسم الوطن، ويساهم في إضعافه.
وحبذا لو نقرأ شيئاً مفيداً، بين اليوم والآخر، حول قيام وزير أو مدير بخطوة كهذه، أعني قيامه بجولة مفاجئة بغية تحسين أداء العمل في إدارته وتوطيد العلاقة بين الموظفين العاملين لديه والمواطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن