شؤون محلية

عقوبة تصل إلى عامين لمن يتسول أو يستخدم الأطفال أو القاصرين

| حماة- محمد أحمد خبازي

أمسى التسول في المحافظة عموماً ومدينة حماة خصوصاً ظاهرة متفشية، وحالة مألوفة لم تعد تثير الفضول أو الاستغراب، حيث ترى أطفالاً متسولين أمام دار المحافظة في ساحة العاصي، ونسوة يمتهن التسول على مواقف السرافيس، على حين المتسولات كبيرات السن يفترشن الأرصفة في الشوارع الرئيسية والحدائق العامة وأمام بعض الدوائر الرسمية والجوامع، وبالطبع يستخدمن الأطفال الرُّضع أو المعوقين كإكسسوارات مثيرة للعطف والشفقة، ومدرّة للإحسان.
ومعظم المتسولين من الأرياف والمناطق الساخنة ومن المحافظات القريبة كما يرى مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في حماة كامل رمضان، الذي عزا تنامي الظاهرة إلى مشكلات الفقر والنزوح والهجرة بفعل الإرهاب، وإلى ارتفاع إيجارات المنازل والغلاء الفاحش الذي يضرب أطنابه في كل شيء.
وقال لـ«الوطن»: لا توجد مجموعات تسول منظمة، وإنما المتسولون الذين يمتهنون التسول هم من خارج مدينة حماة، وهم من القاطنين في مشاعات على أطراف المدينة، وأغلبهم لا يحمل هوية شخصية، يستخدمون وسائل مختلفة لإثارة عطف المارّة، منها إحضار طفل معوق أو مريض، أو محاولة تشويه الأعضاء لطلب المساعدة، لأن هذه المهنة تدر دخلاً أكبر من أي عمل.
وخلال السنوات الأخيرة تنامت هذه الظاهرة بسبب هجرة آلاف المواطنين إلى حماة كونها آمنة، من مناطقهم التي غزتها قطعان الإرهابيين، ومعظمهم فقراء استأجروا منازل بإيجارات خيالية، ما جعل العديد منهم يدفع بأبنائه للتسول كي يؤمن الإيجار وقيمة ما يحتاجه من طعام وشراب.
وعن دورهم في مكافحة هذه الظاهرة قال: ليس لدينا صفة الضابطة العدلية، وعندما يتم إلقاء القبض على المتسولين والمتشردين، يسلمون إلى أقسام الشرطة وتنظم الضبوط اللازمة بحقهم، ويحالون إلى القضاء المختص أصولاً، مع إيداع الأطفال في جمعية حماية الأحداث ريثما يتم حضور ذويهم وأخذ تعهد عليهم بعدم تكرار الفعل.. أما المتسولون العجزة، فيتم تسليمهم إلى جمعية دار العجزة، وينحصر عملنا في إجراء الدراسة الاجتماعية لواقع أسرة المتسوّل وبيان ما إذا كان التسول نتيجة الفقر، أم هو مهنة تدر دخلاً على صاحبها وتقديم الدراسة المطلوبة للقضاء. ‏
مدير سياحة حماة مرهف أرحيّم قال لـ«الوطن»: كنا نكافح ظاهرة التسوّل بعناصر الشرطة السياحية بالتعاون مع الجهات المختصة ووصلنا إلى خطوات جيدة في هذا المجال، لكن بسبب الظروف الحالية الصعبة تُركَ المتسولون وغيرهم كي يعيشوا ويعيلوا أسرهم.
القاضي مصباح برازي أكد لـ«الوطن» أن القانون متشدد في مكافحة ظاهرة التسول، ولكن المحاكم المختصة تلتمس اليوم للمتسولين الأسباب المخففة نتيجة الوضع الراهن والظروف المعيشية الصعبة.
علماً أن هناك عقوبات تتراوح بين 10 أيام وعامين لمن يمتهن التسول ويستخدم الأطفال أو القاصرين بالتسول.
مصدر في قيادة شرطة المحافظة قال: إن دورياتنا تجول دورياً في الأسواق والأماكن السياحية، وتلقي القبض على المتسولين وتنظم الضبوط اللازمة وتقدمهم إلى القضاء، وإننا مستعدون دائماً لمؤازرة أي جهة لمكافحة التسول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن