شؤون محلية

احتيال أم احتياج؟

| محمد راكان مصطفى

يبدو أنه ونتيجة لظروف الحرب التي تمر بها البلاد، وزيادة عدد السكان الذين يعيشون في حالة من الفقر، وما رافق ذلك من عوامل كالبطالة، وتأكل القيمة الشرائية للعملة والتهاب الأسعار في ظل غياب أي رقابة لضبط الأسواق، أدت مجتمعة إلى ازدياد انتشار ظاهرة التسول في مجتمعنا.
إلى جانب وجود البعض ممن اضطروا إلى استجداء تعاطف الآخرين بسبب الفقر الشديد، ظهر عدد ممن امتهن التسول من العاطلين من العمل الذين استسهلوا المعيشة على المساعدات المالية، كمهنة يومية تدر دخلاً معقولاً مستغلين تعاطف الناس باستخدام العديد من الحيل الذكية التي تتيح لهم التأثير في قلوب الناس واستغلال النساء والأطفال وحتى الرضع، لاكتساب أكبر قدر ممكن من المال، أو من خلال عرض خدمات لا حاجة لها غالباً مثل مسح زجاج السيارة أثناء التوقف على الإشارات المرورية.
وأمام ازدياد تفشي هذه الظاهرة التي لم تعد تقتصر على وجود المتسولين في أماكن العبادة والجوامع والأضرحة كمكان لممارسة عملهم، وبات بالإمكان رؤيتهم منتشرين في جميع الأماكن من أسواق وحدائق وشوارع، بات من الضرورة العمل لإيجاد حلول حقيقية عن طريق تحسين الوضع المعيشي للمواطن بما يضمن له حياة كريمة من خلال التعاون بين جميع المؤسسات الاجتماعية لمساعدة الفقراء على تأمين متطلباتهم المعيشية وخلق فرص عمل، وبذل الجهود لإعادة تأهيل الأطفال ومساعدتهم على العودة إلى المدارس ومتابعة تعليمهم، إضافة إلى ضرورة التشدد في قمع ظاهرة الاحتيال باستخدام التسول والعمل على استصدار التشريعات الرادعة لقمع هذه الظاهرة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن