سورية

منابرها تحولت إلى حلبة لترويج توجهات الأطراف بمختلف أيديولوجياتها…مساع لـ«جيش الإسلام» للسيطرة على مساجد الغوطة

 الوطن – وكالات : 

اقتحم عناصر تابعة لميلشيا «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية مسجداً في مدينة زملكا قبيل إقامة صلاة الجمعة بقليل بغية تغيير الخطيب المعتمد في المسجد وهو الشيخ ماهر شاكر وتعيين خطيب تابع للجيش بدلاً منه، ما أدى إلى حصول مشادات بين الخطيبين، انتهت باعتقال شاكر من عناصر «جيش الإسلام».
وروى الناشط «معاذ الزملكاني» بحسب موقع «زمان الوصل» المعارض: إنهم وعند ذهابهم إلى مسجد «أبي سعيد الخدري» لأداء صلاة الجمعة فوجئوا بإقامة الخطبة قبل موعدها واعتلاء المنبر لشخص يدعى «أبو عاصم الدباس» وهو يتبع لـ«جيش الإسلام»، وكان قد انتشر على مداخل المسجد عشرات العناصر المسلحة التابعة للواء «سيف الإسلام» التابع «لجيش الإسلام» علماً أن المسجد يخطب فيه عادة رئيس الهيئة الشرعية لدمشق وريفها الشيخ شاكر.
وعند وصول شاكر محاولاً استيضاح ما حصل جرت ملاسنة بينه وبين الشيخ الدباس وعناصر المرافقة له، كما أفاد «الزملكاني» بأن عناصر المرافقة هددوا باستخدام السلاح قائلين: «الخطيب في هذا المسجد هو الشيخ الدباس من الآن وصاعداً.. ومن لم يعجبه فليذهب.. وبأن الخطبة ستستمر وبقوة السلاح»، ما أدى إلى انكفاء الشيخ شاكر وجمع من المصلين وإقامة الصلاة في الشارع خارج المسجد، في المقابل أقام الشيخ الدباس خطبته داخل المسجد بعد إغلاق الأبواب. وعند الانتهاء هاجم المسلحون التابعون لـ«جيش الإسلام» المصلين في خارج المسجد وسط إطلاق نار كثيف في الهواء، كما اعتقلوا الشيخ شاكر وعدداً من صحبه، على حين لاذ بقية المصلين بالفرار خوفاً من اعتقالهم.
وفي الغوطة أيضاً ولكن في بلدة «دير العصافير» حصل أمر مشابه بعد إقدام عناصر من «جيش الإسلام» على محاولة السيطرة على مسجد يخطب فيه عادة شيخ يتبع لـ«جبهة النصرة» وتغييره في محاولة منهم تعيين شيخ يتبع لـ«جيش الإسلام» على أن يكون هو الإمام والخطيب من الآن وصاعداً، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباك بالأيدي بين مناصري الطرفين وإشهار السلاح للتخويف، ما أدى إلى فرار المصلين وإلغاء صلاة الجمعة هناك. ويرى مراقبون أن «جيش الإسلام» يسعى من خلال هذا إلى فرض توجه معين يخدم مصالحه وتوجهاته عبر السيطرة على المساجد وأئمتها وتعيين دعاة تابعين له، ويستشهدون على هذا بهيمنة خطباء من «جيش الإسلام» على معظم مساجد دوما والكثير من مساجد الغوطة، حيث تحولت منابر الغوطة إلى حلبة لترويج توجهات الأطراف بمختلف أيديولوجياتها.
على حين أفاد شهود عيان بأن «النصرة» عمدت بشكل ما إلى استقطاب مؤيدين لها عبر خطب الجمعة، وتنامت هذه الظاهرة بعد طرح «النصرة» مشروعها الأخير بتشكيل «جيش الفتح» الذي لاقى استهجاناً لدى مجموعات ما يسمى القيادة الموحدة وعلى رأسها «جيش الإسلام». وحسب شهود عيان في الغوطة، فإن «النصرة» عمدت خلال الأسبوعين الأخيرين عبر خطبائها إلى إلقاء اللوم على «جيش الإسلام» في إفشال مشروع «جيش الفتح»، وفي الجهة المقابلة استنكر خطباء ودعاة تابعون لـ«جيش الإسلام» وعبر منابر المساجد أيضاً دعوات «النصرة» لهذا التشكيل معتبرين أنه دعوة لـ«بث الفتنة» بين الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن