من دفتر الوطن

أصدقاء الشر!

| عبد الفتاح العوض 

ميزان الصحيح والخطأ في منطقتنا واضح وصريح ولا يمكن لأحد المجادلة بدقته، والخطأ والصواب يتعلقان بإسرائيل، من ضد إسرائيل على صواب، ومن معها على خطأ، ولا حاجة للتذكير بالتاريخ والجغرافيا، ولا بالماضي القريب ولا بالحاضر، ولا حتى بخطط المستقبل.
في العدوان الأميركي على سورية يبقى هذا الميزان صحيحاً جداً، فأي موقف يتماهى مع الموقف الإسرائيلي هو موقف بالغ السوء والشر، والذين تطابقت رؤاهم مع موقف إسرائيل هم أصدقاء الشر.
قائمة الدول التي أيدت العدوان هي ذاتها التي كان لها موقف من الأزمة السورية يزيد من حدتها ويصب الزيت على نيرانها، وهي الآن ساهمت في إثارة الرئيس الأميركي الجديد مستفيدة من تهوره وعدم اتزانه.
وليس لنا الحق في لوم أعداء سورية، سواء تلك العداوات القديمة والمتجذرة بالتاريخ أم تلك العداوات الطارئة التي أحدثتها الأزمة، لكن اللوم الرئيس يقع على أولئك السوريين الذين فرحوا بالاعتداء على بلدهم، وصار بطلهم «القومي» دونالد ترامب!
كيف لهم أن يجدوا أنفسهم مع إسرائيل في موقف واحد وفي خندق واحد؟
هذا السؤال موجه لما تبقى من ضمير يمكن أن يستفيق قليلاً ليجيب عن السؤال البديهي؟
لا أتحدث عن ضمائر السياسيين الذين انخرطوا في كونهم جزءاً من اللعبة الأممية ولكن أتحدث عن الناس الطبيعيين والمثقفين الذين اتخذوا مواقف سياسية بدواع شخصية وليس لهم دور في النار المشتعلة في سورية إلا بالنظر إليها من بعيد والاقتراب منها عبر الفيسبوك.
هؤلاء كيف يستطيعون التسويغ لأنفسهم ولأبنائهم أنهم رحبوا بعدوان على بلدهم، وكيف تطابق رأيهم وموقفهم مع رأي وموقف إسرائيل عدوهم المصر على عداواتهم؟
الشيء الآخر الذي ينبغي أن يكون محوراً رئيساً في تحديد موقفنا من أي عمل في سورية الآن هل هو يساعد في حل الأزمة السورية أم تعمقها؟ وفي هذا الميزان أيضاً، هذا العدوان ليس إلا إضافة أخرى لمدة الأزمة، وإن بدا عملاً استعراضياً ومسرحياً، إلا أنه بالمحصلة يؤخر الوصول إلى الحلول ويزيد من تعنت الأغبياء والحمقى.
التقليل من «أثر الثور الهائج» ليس عملاً حكيماً، لكن المبالغة في قدراته ليس عملاً منطقياً، في كل هذا، إسرائيل تربح والشعب السوري يخسر، والمؤيدون للعدوان وأي عدوان هم مقدمات لهذه النتيجة المؤلمة.

أقوال:
• تجنّب الخطر ليس أكثر أماناً على المدى الطويل من التعرض للخطر.
• في بعض الأحيان تقع لنا بعض الأحداث غير الطيبة، لكنها في الحقيقة تفسح المجال أمام الأحداث الطيبة كي تأتي.
• يجب أن ترى الأشياء على حقيقتها، وليس كما تريد أو تتمنى أن تكون.
• ذات يوم حياتك ستعرض أمام عينيك، فتأكد من أنها تستحق المشاهدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن