سورية

اتصالات بين باقري وأيوب.. وشمخاني ومملوك.. وروحاني وبوتين … تكثيف التنسيق بين سورية وحلفائها وتأكيد العزم على مكافحة الإرهاب

| وكالات

تكثفت الاتصالات بين المسؤولين الروس والإيرانيين وعلى أعلى المستويات وبين المسؤولين الإيرانيين والسوريين في أعقاب العدوان الأميركي على مطار الشعيرات العسكري بريف حمص، في مؤشر على تنسيق مواقف الدول الثلاث الحلفاء في الحرب على الإرهاب إزاء العدوان الأميركي.
وتلقى العماد علي عبد اللـه أيوب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة اتصالاً هاتفياً من اللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبر فيه عن وقوف إيران إلى جانب سورية وإدانة العدوان الأميركي على مطار الشعيرات، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
واعتبر اللواء باقري أن العدوان الأميركي «عدوان صارخ على بلد مستقل ويتعارض مع القوانين الدولية»، موضحاً أن «حادثة خان شيخون مشكوك بها وهي مؤامرة ضد الشعب السوري وقيادته وأن إيران تؤمن بضرورة إجراء تحقيق ميداني محايد يكشف حقيقة ما جرى».
بدوره أعرب العماد أيوب عن شكره وتقديره لمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعمها للشعب السوري ولجيشه وقيادته في مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية التي تتعرض لها، مؤكداً أن العدوان الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية «زاد من تصميمنا وعزمنا على مواصلة الحرب على الإرهاب حتى القضاء عليه».
وأول من أمس، أعلن كل من اللواء باقري ونظيره الروسي الجنرال فاليري غراسيموف خلال اتصال هاتفي عزمهما على مواصلة مكافحة الإرهابيين في سورية بعد العدوان الأميركي على مطار الشعيرات، حسب ما ذكرت وكالة «أ ف ب» للأنباء.
وخلال الاتصال ندد اللواء باقري والجنرال غراسيموف بالعدوان، معتبرين ذلك اعتداء سافراً على بلد مستقلّ.
وفي السياق اعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني، في اتصال أجراه، مع رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك وفق صحيفة «الرأي اليوم» الإلكترونية، أن هذا العدوان مؤشر على انتصار الحكومة السورية سياسياً وعسكرياً.
وقال شمخاني: «إن القصف الصاروخي الأميركي لمطار الشعيرات يهدف إلى رفع معنويات المجموعات الإرهابية»، مجدداً عزم بلاده على القضاء الكامل على الإرهابيين المدعومين خارجياً.
وأضاف: «إنه في حال تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق فإن فضيحة جديدة ستضاف إلى قائمة الممارسات الأميركية المناهضة للأمن الدولي».
وفي وقت سابق بحث شمخاني مع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف هاتفياً العدوان الأميركي على مطار الشعيرات والهجوم الكيميائي في خان شيخون، حسب «روسيا اليوم».
وأعرب شمخاني عن ثقته بأن طرفاً ثالثاً يقف وراء الهجوم الكيميائي في خان شيخون رغبة منه في اختلاق ذرائع لمهاجمة سورية عسكرياً.
وأشار شمخاني إلى أن الحكومة السورية قد دمرت كامل ترسانتها الكيميائية، خلال عملية إخلاء السلاح الكيميائي من سورية التي جرت بمبادرة من روسيا وبإشراف من الأمم المتحدة في عام 2013. وأكد ضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة لإجراء التحقيق في حادث استخدام الكيميائي في خان شيخون.
من جانبه ندد باتروشيف بالعدوان الأميركي باعتباره انتهاكاً للقوانين الدولية وسيادة بلد مستقل، مشدداً على أن عمليات واشنطن كهذه تقوي التنظيمات الإرهابية ليس إلا.
واعتبر أن التطورات الأخيرة حول سورية تهدف إلى تقويض مسار الحل السياسي للأزمة السورية.
وشبه باتروشيف اتهام الولايات المتحدة للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون بالاتهامات الواهية التي وجهتها واشنطن في حينها ضد العراق حين ادعت امتلاكه أسلحة الدمار الشامل.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية اعتدت فجر الجمعة على مطار الشعيرات بـ59 صاروخ «توماهوك» بحجة ما سمته الرد على استهداف الجيش العربي السوري بالأسلحة الكيميائية المزعومة الثلاثاء الماضي على بلدة خان شيخون بريف إدلب.
في الأثناء، أفاد المكتب الإعلامي للكرملين في بيان، نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث هاتفياً مع الرئيس الإيراني محمد حسن روحاني الأوضاع في سورية، وأن الرئيسين شددا على عدم قبول الخطوات العدوانية الأميركية ضد الدولة السورية ذات السيادة، والتي تخالف القوانين الدولية، كما أنهما دعوا إلى إجراء تحقيق نزيه وغير منحاز في جميع ملابسات استخدام السلاح الكيماوي بمحافظة إدلب يوم (الثلاثاء) في 4 من هذا الشهر.
وحسب البيان فقد أكد رئيساً البلدين أهمية مواصلة التعاون الوثيق بين موسكو وطهران لحل النزاع المسلح في سورية بطرق سياسية دبلوماسية.
وأفاد الكرملين بأن المكالمة الهاتفية التي بادر إليها الجانب الإيراني جرى خلالها التركيز على جوانب التعاون الثنائي بين روسيا وإيران في مجال مكافحة الإرهاب وتعميقه بهدف ضمان الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط. كما جاء في البيان أن الرئيسين أعربا عن استعدادهما لتعميق التعاون بين موسكو وطهران في هذا المجال، بهدف ضمان الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
والسبت أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العدوان الأميركي على الشعيرات «يخدم الإرهاب»، وذلك في أول اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون منذ تنفيذ هذا العدوان، وفق ما أفادت الخارجية الروسية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن