مصدر فلسطيني: «النصرة» طلبت الانسحاب من اليرموك والدولة تريد اتفاقاً جديداً
كشف مصدر فلسطيني مطلع عن أن «جبهة النصرة» المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، أبلغت الدولة السورية بجاهزيتها لتنفيذ اتفاق قديم بالانسحاب من مخيم اليرموك جنوب دمشق، لكن الحكومة رأت أن الانسحاب يجب أن يتم بموجب اتفاق جديد انطلاقا من حالة الضعف التي تعاني منها «النصرة».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه: «قبل ثلاثة أيام مقاتلو النصرة طلبوا تنفيذ الاتفاق والانسحاب (من مخيم اليرموك) بعد مقتل زعيم مجموعة القراعين (قبل أيام قليلة) وذلك من خلال اتصالات عبر وسطاء مع الجهات المختصة» السورية.
وتم أواخر العام 2015 التوصل إلى اتفاق بين الجهات المعنية السورية والمسلحين يقضي بإخراج ما بين 3500 إلى 4000 شخص بينهم أكثر من ألفي مسلح أغلبيتهم من تنظيم داعش و«جبهة النصرة» من مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وحيي القدم والعسالي جنوب دمشق.
لكن تنفيذ الاتفاق تعثر حينها بسبب حصول خلافات بين المسلحين ومقتل قائد ميليشيا «جيش الإسلام» في غوطة دمشق الشرقية زهران علوش، ذلك أن «جيش الإسلام» الذي كان يسيطر حينها على منطقة بئر القصب في القلمون الشرقي منع مرور القوافل التي تنقل المسلحين وعائلاتهم.
وأكد المصدر الفلسطيني المطلع، أن «النصرة» أبلغت الجهات المختصة عبر الوسطاء «أنهم جاهزون للانسحاب». وأوضح المصدر، أن رد الجهات المختصة السورية كان بأن الدولة ستقوم بـ«دراسة الموقف»، واشترطت أن يتم الانسحاب «ليس وفق الاتفاق القديم» وإنما «بموجب اتفاق جديد لأن هناك شروطاً جديدة باعتبار أن النصرة ضعيفة». ونقل المصدر عن مصدر سوري مسؤول ومعني بملف مخيم اليرموك قوله: «الاتفاق القديم شيء.. والآن نريد أن يسري عليهم ما نريده وهم متهافتون للانسحاب». وبعد أن أكد المصدر عدم اطلاعه على شروط الدولة السورية للسماح لـ«النصرة» بالانسحاب من اليرموك أعرب عن اعتقاده بأن الدولة تريد «اختيار التوقيت المناسب» و«لن تسمح ببقاء مسلحين في المخيم ومن سيبقى يجب أن يسلم سلاحه ويسوي وضعه»، كما «لن تسمح بخروج المسلحين بسلاحهم».
وأوضح المصدر، أن «النصرة» هي من طلبت تنفيذ الاتفاق القديم وأن تنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على مساحة واسعة من المخيم «ليس له علاقة بالموضوع».
ويسيطر تنظيم داعش على كامل مدينة الحجر الأسود المجاورة للمخيم من الجهة الجنوبية. وبعد معارك عنيفة مع «النصرة» منتصف العام الماضي بات يسيطر على نحو 80% من المساحة التي كان يتقاسم مع الأخيرة السيطرة عليها في مخيم اليرموك، على حين تسيطر الأخيرة على الـ20%. كما تسيطر فصائل تحالف القوى الفلسطينية على المنطقة الممتدة من ساحة الريجة حتى مدخل المخيم الشمالي وتقاتل التنظيمات المسلحة في المخيم. وتقع منطقة سيطرة النصرة في وسط المخيم وتمتد من جامع الوسيم جنوباً وحتى ساحة الريجة شمالاً حيث يسيطر داعش جنوباً، ومن شارع جلال كعوش شرقاً وحتى المحكمة غرباً، حيث تسيطر الفصائل الفلسطينية من المنطقة الممتدة من الريجة وحتى المدخل الشمالي للمخيم.
ونقلت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي أمس عن مصدر مسؤول في الجناح العسكري لحركة فلسطين حرة أن انسحاباً سيجري خلال الأيام القادمة لمسلحي جبهة النصرة من مخيم اليرموك.
وقلل المصدر الفلسطيني المطلع من أن يكون انسحاب النصرة في الأيام القريبة وقال: «من سيملأ الفراغ الفصائل.. وهذا الأمر لم يدرس مع الفصائل.. إذا كان الانسحاب خلال أيام فعلى الفصائل أن تجهز قوة لتنتشر في الأماكن التي ستنسحب منها عناصر النصرة لأنه من غير المسموح أن يسيطر على المناطق التي سنسحب منها النصرة تنظيم داعش.. وبالتالي الجهات المختصة تريد ضمان عدم انتشار داعش في المناطق التي سينسحب منها عناصر النصرة».