العدوان الأميركي لم ولن يحقق أهدافه
| ميسون يوسف
بكل فجور وانتهاك للقانون الدولي شنت أميركا عدواناً صاروخياً على مطار الشعيرات قرب حمص، عدواناً بررته بأسباب واهية مختلقة ورمت منه إلى تحقيق أهداف ومقاصد مختلفة.
لقد ادعت أميركا أن سورية قامت باستعمال الأسلحة الكيماوية في خان شيخون ما أدى إلى قتل وإصابات المئات، وهو ادعاء كما بات معروفاً عند القاصي والداني من العقلاء والموضوعيين كاذب وملفق يحمل الحكومة السورية مسؤولية فعل ارتكبه إرهابيون نشؤوا برعاية وتوجيه من معسكر العدوان على سورية، ولكن أميركا التي اعتادت الكذب والتلفيق تصر مرة أخرى على تكرار كذبتها في العراق يوم وقف كولن باول في مجلس الأمن مدعياً بأن لدى حكومته معلومات مؤكدة عن وجود أسلحة دمار شامل ليبرر العدوان والاحتلال، ثم عاد وبعد ارتكابهم لجرائمهم في العراق والتي أودت بأكثر من مليون قتيل ليعترف بأنه أخطأ ولكن بعد ماذا؟
واليوم تحاول أميركا تكرار التجربة، لكن أميركا كما يبدو لا تريد أن تعرف أو لا تعمل بما تعرف، إن اليوم غير أمس والقوى غير القوى والنظام العالمي الجديد الذي يتشكل على أساس التعددية القطبية كما قال المندوب الروسي في مجلس الأمن، هو نظام يختلف عن نظام الأحادية القطبية الذي استباحت فيه أميركا سيادة الدول وأهدرت دماء الشعوب وحقوقهم. لقد شاءت أميركا المعتدية على سورية أن ترتكب عدوانها غير المشروع من أجل أن توقف اندفاعة الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان وتحول دون تحقيقه المزيد من الانتصارات في سياق حرب تطهير سورية من الإرهاب، كما شاءت أن تضغط على سورية من أجل التنازل والتفريط بالحقوق الوطنية السورية وإعطاء الإرهابيين ممثلي دول العدوان على سورية ما لا يستحقون وتسليطهم على الشعب ليمارسوا الاستعمار المقنع لمصلحة دول العدوان. لكن سورية ومعسكر الدفاع عنها فاجأتها مفاجأة لم تكن كما يبدو تنتظرها، حيث أعلنت سورية الموقف القاطع.. أن لا تراجع ولا مهادنة ولا تسويف في حرب تطهير سورية من الإرهاب ولا يمكن التوقف في الميدان قبل اجتثاث الإرهاب منها، كما أن سورية لن تفرط مهما كان الثمن في أي حق ومصلحة سورية ولن ينال الإرهابيون وموكلوهم في معسكر العدوان عليها أي مصلحة أو مطلب. لقد صفق حلفاء أميركا وأدواتها وعملاؤها للعدوان الأميركي ومنهم مدعو العروبة والإسلام، ولكن نرى أن هؤلاء شهدوا على أنفسهم بالخيانة والعمالة والفجور وأن أمر هؤلاء الساقطين من حكام الأعراب والمتأسلمين ينبغي أن يكون بيد شعوبهم التي يجب أن تحاسبهم على خياناتهم وعمالتهم، فإن فعلت كان الصواب وإن قصرت فإن سورية وحلفاءها في معسكر الدفاع عنها وعن المنطقة وعن الحق والعدالة ماضية قدماً في مسيرة التحرير والتطهير تقدم الأنموذج الفذ كيف تحمى الكرامات وتصان السيادة والاستقلال مهما كانت التضحيات وسيرى المعتدون أن خيبتهم أكبر من توقعهم.