بوتين حذر من «استفزازات» كيميائية يجري إعدادها لاتهام الحكومة السورية … اجتماع يضم المعلم وظريف ولافروف في موسكو نهاية الأسبوع
| الوطن – وكالات
على حين أعلنت موسكو عن اجتماع ثلاثي روسي – سوري إيراني، سيعقد نهاية هذا الأسبوع في موسكو، عقب العدوان الأميركي على القاعدة الجوية السورية في الشعيرات بريف حمص بعد مزاعم قصف الجيش العربي السوري خان شيخون بمواد كيميائية، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أي «استفزازات» بالسلاح الكيميائي يجري إعدادها في سورية لتوريط الحكومة السورية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، بحسب وكالة «ا ف ب» للأنباء: «من المقرر أن يعقد اجتماع ثلاثي نهاية الأسبوع يضم وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف» في موسكو.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن مصادر دبلوماسية: أنه من المتوقع وصول المعلم وظريف الجمعة إلى العاصمة الروسية.
يأتي الإعلان عن الاجتماع الثلاثي في موسكو عقب تنفيذ أميركا عدوانا على الأراضي السورية يوم الجمعة الماضي وذلك بقصف مطار الشعيرات بعشرات صواريخ «توماهوك»، في اعتداء سافر على سيادة سورية وانتهاك خطير للقانون الدولي، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار مادية كبيرة، وذلك بعد مزاعم دول غربية وميليشيات مسلحة بأن الجيش العربي السوري قصف مدينة خان شيخون بغازات سامة ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، الأمر الذي نفاه الجيش العربي السوري نفيا قاطعا.
كما أكدت دمشق أن الجيش العربي السوري ليس لديه أي نوع من الأسلحة الكيميائية ولم يستخدمها سابقا ولن يستخدمها لاحقا، معتبرة أن إطلاق اتهامات جزافية ومسيسة ضد سورية وحلفائها في الحرب على الإرهاب تهدف إلى عرقلة وتدمير آفاق التوصل لحل سياسي للأزمة.
من جانبها، أكدت موسكو زيف مزاعم الولايات المتحدة لتنفيذ عدوانها، واعتبرت أنه لا يسهم في دفع المحادثات حول الحل السياسي في سورية، في حين هددت روسيا وإيران في بيان لغرفة العمليات المشتركة للحلفاء (روسيا إيران والقوات الرديفة) بأنهما ستردان بقوة على أي عدوان على سورية.
ومع تصريحات لمسؤولين أميركيين تحدثوا فيها عن إمكانية شن عدوان آخر على سورية قال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي سيردجو ماتاريلا: إن الوضع في سورية بات يذكرنا بما حدث في العراق عندما بدأت الولايات المتحدة حملتها على بغداد بعد كلمة في مجلس الأمن، وذلك وفق ما نقل الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأضاف بوتين: إن لدى روسيا معلومات من مصادر موثوقة بأن استفزازا يخص الأسلحة الكيميائية يحضر له على الأراضي السورية، بما في ذلك منطقة دمشق.
وتابع: «لدينا معلومات تأتي من مصادر مختلفة تفيد بأن استفزازات كهذه – ولا أجد لها تسمية أخرى – يتم التحضير لها في غيرها من المناطق السورية، بما في ذلك في ضواحي دمشق الجنوبية، حيث يدبرون لدس مادة (سامة) ما مجددا، كي يتهموا فيما بعد السلطات السورية الرسمية باستخدامها».
وأوضح بوتين، أنه تم خلال المباحثات مع ماتاريلا التطرق إلى القضايا العالمية والإقليمية والإشارة إلى أن التهديد الرئيسي للأمن العالمي متأتٍ من الإرهاب، وأن محاربته ممكنة من خلال توحيد جهود المجتمع الدولي.
واعتبر، أن الدول الغربية التي كانت قد وجهت انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية، تحاول الآن اصطناع «عدو مشترك» بينها وبين أميركا، متمثل بسورية وروسيا، لتطبيع علاقاتها مع واشنطن.
وذكر بوتين أن روسيا مستعدة للانتظار حتى تنتهي هذه الحملة المعادية لروسيا، لكنه في الوقت نفسه أعرب عن أمل موسكو في أن يظهر فيما بعد «توجه إيجابي ما نحو التعاون».
من جانبه قال رئيس إدارة العمليات المركزية لهيئة الأركان الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي، في بيان: إن وزارة الدفاع الروسية تتوافر لديها «معلومات تدل على أن مسلحين يقومون حالياً بنقل مواد سامة إلى مناطق خان شيخون ومطار الجيرة والغوطة الشرقية وغرب مدينة حلب».
وأكد رودسكوي، أن هدف هذه العمليات يكمن في اختلاق ذرائع جديدة لاتهام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية من أجل دفع الولايات المتحدة إلى توجيه ضربات جديدة على القوات السورية، مشدداً على ضرورة منع تنفيذ هذه المخططات.
وأكد رودسكوي، أنه «تم تسجيل حالة استخدام الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك يدوية الصنع، من المسلحين».