دير الزور في خطر؟
| عبد اللـه علي
لا بد من طرح تساؤل حول توقيت العدوان الأميركي على مطار الشعيرات في هذا الوقت بعد أن انسحب داعش من مساحات شاسعة من الشريط الحدودي مع الأردن، وبالتزامن مع التحضير لمعركة مشتركة أردنية بريطانية أميركية من المتوقع إطلاقها قريباً من الجنوب السوري وصولاً لمدينة البوكمال الحدودية مع العراق، ليكون هدفها الأول.
ولا شك في أن العدوان على الشعيرات يتعلق في بعض جوانبه بتهيئة الأرضية المناسبة لإطلاق هذه المعركة ومنع الجيش السوري ليس من مراقبتها أو التشغيب عليها وحسب، بل ربما منعه من أن يكون له موطئ قدم في المنطقة الشرقية برمتها، لأن أي وجود للجيش السوري في دير الزور ومهما كان رمزياً فإن من شأنه أن يشكل خطراً على الإستراتيجية الأميركية المرسومة للشرق السوري تحت اسم «فصل المسارح».
إن الفصل بين سورية والعراق غايته هي قطع الحزام البري الذي يربط بين إيران ولبنان عبر سورية، فهذا الحزام هو الهاجس الأكبر الذي يشغل بال «التحالف الدولي» لأسباب بعضها يتعلق بالتواصل الجغرافي بين دول محور المقاومة، وبعضها الآخر يتعلق بالكيان الكردي المزمع إنشاؤه شمال سورية، إضافة إلى كون المنطقة غنية بالنفط والغاز.