سورية

واشنطن تبحث عن تبرير لعدوان «الشعيرات» وموسكو تقابلها بالسخرية … بوتين: سورية أوفت بالتزاماتها الكيميائية.. وثقتنا بترامب تدهورت

| الوطن– وكالات

جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأكيده على أن ثقة بلاده العسكرية بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدهورت، مشدداً على أن سورية تخلصت من الأسلحة الكيميائية ونفذت جميع التزاماتها بهذا الشأن، وذلك بعد مواصلة واشنطن اتهام الجيش السوري بـاستخدام السلاح الكيميائي في إدلب.
وتحدث بوتين في مقابلة تلفزيونية أمس عن «فرضيات عديدة بخصوص الكيميائي في خان شيخون موضحاً وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن الفرضية الأولى هي أن يكون قصف الطيران السوري قد صادف ورشة سرية يستخدمها المسلحون لإنتاج المواد السامة. وأشار إلى أن هذه الفرضية تعد الأقرب لأن المسلحين استخدموا مثل هذه المواد أكثر من مرة واستهدفوا بها قوات التحالف في العراق، وهذه باتت حقائق موثقة.
وأضاف: «لم أقل إن هذا (استخدام الكيميائي) كان استفزازاً من طرف داعش أنا قلت استفزازاً، دون أن أذكر من يقف وراءه، فالفرضيات عديدة»، مشدداً على أن الوقوف على حقيقة ما جرى يتطلب «إعطاء جواب نهائي، فمن الضروري القيام بتحقيق دقيق لهذا الحادث، ولا يوجد سبيل آخر».
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الجميع يعرف أنه، بمبادرة روسية وأميركية، تم القيام بعمل كبير لإتلاف السلاح الكيميائي السوري، وقد نفذت السلطات السورية كل التزاماتها، بشهادة منظمات مختصة تابعة للأمم المتحدة.
وقال: إنه في حال ظهور أي شكوك فمن الممكن التحقق من ذلك. وتابع: أن أجهزة التحليل العصرية، والخبراء، بإمكانهم الكشف عن آثار السلاح الكيميائي التي تبقى على المعدات وفي الأماكن التي كانت موجودة فيها، مشيراً إلى أنه من السهل جداً الوصول إلى المطار الذي استهدفته الصواريخ الأميركية (الشعيرات فجر الجمعة)، وزعمت واشنطن أن طائرات نفذت الهجوم الكيميائي انطلقت منه.
ورداً على سؤال عن العلاقات مع واشنطن منذ تنصيب الرئيس ترامب، قال بوتين وفقاً لنسخة من المقابلة نشرها الكرملين «يمكن القول إن مستوى الثقة على مستوى العمل خاصة المستوى العسكري لم يتحسن بل تدهور». حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
وسبق تصريحات بوتين ليل الثلاثاء مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس واصل فيه العزف على وتيرة إدارة ترامب بالقول: «ليس هناك أي شك في أن النظام (في سورية) مسؤول عن قرار شن الهجوم وعن الهجوم نفسه» في خان شيخون.
وعلى حين لم تقدم الإدارة الأميركية حتى الآن أي أدلة تثبت مزاعمها التي تتهم فيها الجيش السوري بارتكاب ما تسميه «مجزرة الكيميائي» إلا أن اللافت أن ماتيس كرر مراراً عبارة واحدة «إن الأهم هو القرار الذي صدر في واشنطن» في إشارة إلى أن إدارته ربما كانت مأزومة قبل قرار العدوان على سورية فوجدت فيه متنفساً لها.
وحرص ماتيس على التشديد على أن إستراتيجية بلاده في سورية لا تزال على حالها. وقال: إن «هزيمة داعش لا تزال أولويتنا»، لكنه اعتبر وفقاً لوكالة «أ ف ب»، أن «رداً عسكرياً موزوناً كان الخيار الأفضل لردع النظام عن تكرار فعلته»، وهو ما دفع المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أمس إلى «السخرية» من التصريحات الأميركية وقال حسب «روسيا اليوم»: إن «الأرقام التي يشيعها البنتاغون بهدف إظهار كفاءة عالية لهجومه الصاروخي على قاعدة الشعيرات الجوية، قد تنطلي على الجمهور الأميركي، ولكن ليس على العسكريين المحترفين».
وأوضح كوناشينكوف، أن جميع الأهداف التي استهدفتها الصواريخ الأميركية موجودة على رقعة ضيقة وتحت أنظار الأقمار الصناعية التي درستها طولاً وعرضاً لأنها منشآت مطار عسكري كلاسيكي. هذا في المقام الأول. وثانياً، كانت الأهداف ذاتها كبيرة بحجم ونطاق مبان ومنشآت تخزين.
وتابع الجنرال الروسي مواصلاً السخرية: «لو تم إلقاء 59 صاروخاً من نوع «توماهوك» على مطار الشعيرات من المناطيد دفعة واحدة، بدلاً من إطلاقها على بعد مئات الكيلومترات، لكانت فاعلية هذه «الضربة» على المستوى نفسه من ناحية التكلفة، التي تبلغ أكثر من 100 مليون دولار، ومن ناحية دقة الإصابات أيضاً».
وبعدما رأى كوناشينكوف، أن «التفسير المنطقي الوحيد لفكرة البنتاغون الإستراتيجية يكمن في توجهه لإضعاف القدرات القتالية للجيش السوري، الذي يحقق وبقوة انتصارات على إرهابيي داعش و«النصرة» في سورية»، أكد أن الجيش السوري لم يضعف، إنما يواصل بعزم تحرير سورية من الإرهابيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن