هبنا محبة يا يسوع..
| إسماعيل مروة
قدموا أرواحهم قرابين لسورية العظيمة، لم يبخلوا بالجسد والروح والمال من أجل وطن يستحق، تقدموا قرابين، ناولوا ما يملكون لوطن كان يشهد قيامته من تحت رماد الاحتلال والاستعمار البغيض.. فحققوا قيامة الوطن بعد ستة وعشرين من الآلام والأعوام العظيمة والجمع الحزينة.. في ذلك اليوم قام الوطن، وحقاً قام طارداً رماد سنوات، طاوياً آلام أرض وتراب وإنسان.. قام الوطن بمسلميه ومسيحييه، ولن يتنازل عن قيامته في علاه..
بالأمس كانت البشارة، فقد قام يسوع، حقاً قام، وصعد إلى مرتبة لا يرقى إليها أحد، هناك له المجد، هناك يدعو بالسلام، يزرع المحبة، يناول قربانه لكل من سكن روح القيامة وسكنته، كان خلاصاً، علّمنا أن نكون قرابين، وأن نقدم دمنا، علمنا أن نحب أعداءنا لأنهم منحونا القدرة على العطاء، لأنهم منحونا أن نناول بعض موتنا ودمنا، وأن نقاوم الموت بالموت، وأن نهب الحياة للآخرين الذين يدرجون داخل قبورهم أو خارجها..
بشارة قيامة يسوع، بشارة قيامة وطن
لك يا يسوع المخلّص
لك يا صاحب القرابين والمناولة، نغمض أعيننا لنراك حارساً شام
حامياً لنا من ملكوتك أمام الأعداء
فامسح يا يسوع رؤوسنا لنكون نحن
وفي يوم الجلاء نرفع القرابين كما أمرت
ونناول دمنا لتراب وطن أسمى وأعظم
كلنا قرابين لخلود شام
من رسول إلى رسول
رسل محبة وسلام
ناولنا يا يسوع المحبة
أرشدنا طريق الخلاص
قمت إلى مكان لا ندركه
ترقب آلامنا أيها المخلص
ترقب درب آلامنا
اجتمع الأعداء في درب آلامنا
عرفتهم أنت وسخرت من جهلهم
وجهلناهم فسكنوا بنا
خلصنا أيها المخلص من أهوائنا
ازرعنا محبة في درب آلامنا الطويل
يا يسوع المحبة
يا شهيد الوطن
هبنا غداً ووطناً ومحبة.