رياضة

الفرسان الثلاثة والتنافس على صدارة الدوري الممتاز … حظوظ الجيش قوية باستثناء المفاجآت غير المحسوبة

| نورس النجار

ثمة تساؤلات عديدة: من الأقدر على الفوز ببطولة الدوري هذا الموسم؟ هل هناك مفاجآت جديدة ستقلب الطاولة على البطل (الجيش) ووصيفه (الوحدة) اللذين اعتادا تبادل بطولتي الدوري والكأس في المواسم السابقة؟ أم إنهما يسيران بالمنافسة دون منازعة من فريق الاتحاد المنافس الوحيد لهما هذا الموسم؟
كل شيء وارد في عالم كرة القدم، هذه المستديرة التي حيرت العالم بمفاجآتها فلم تمتثل للمنطق في الكثير من الأحيان.
في الملاحظة الأولى على التوقعات القادمة نجد أن البطولة ستبقى محصورة بين قطبي دمشق بنسبة بسيطة عن المتصدر الحالي فريق الاتحاد مع التنويه أن الاتحاد لعب مباراة أكثر ويتقدم بفارق نقطة واحدة فقط على سلم الترتيب.
والأسبوع الأخير كان مملوءاً بالمفاجآت فتعرضت الفرق الثلاثة إلى انتكاسات غير مسبوقة، لكننا نرى من وجهة نظرنا أن انتكاسة الاتحاد كانت أكبر من تعادل الجيش مع الوثبة وخسارة الوحدة أمام تشرين والسبب أن الاتحاد تعادل على أرضه مع أحد فرق المؤخرة حطين بالدقيقة القاتلة وهذا يوحي بشيئين اثنين، أولهما عدم قدرة الاتحاد على التسجيل ولولا ركلة الجزاء لكانت المباراة سلبية، وثانيهما عدم قدرة الفريق على الحفاظ على الفوز! وكل هذه المؤشرات تدل على ضعف واضح على جبهة المنافسة.

العامل المشترك
هناك عوامل مشتركة بين الفرق الثلاثة في المباريات المتبقية، الفرق الثلاثة ستلعب مع الطليعة والشرطة والمحافظة، وهي متفاوتة القوة والمستوى فالجيش سيلعب بحماة بينما منافساه سيلعبان معه على أرضهما والعكس صحيح بلقاء الشرطة فسيلعب الاتحاد مع الشرطة بدمشق وستكون صعبة على الاتحاد بينما يلعب الجيش والوحدة بطبيعة الحال بدمشق، والمحافظة سيلعب المباريات الثلاث بأرض خصومه، ولا أجد هناك صعوبة للفرسان الثلاثة في مباريات المحافظة.
الصعوبة ستكمن بلقاء فرق الوسط الطليعة وتشرين والشرطة وهي تبحث عن بصمة في الدوري وهي التي ستحدد البطل بشكل مباشر.
لكن المباراة الأهم والتي ستكون فاصلة وقد تحدد معالم المنافسة هي مباراة الاتحاد مع الوحدة بحلب في الأسبوع 21 وستكون قمة المباريات وفي ضوء نتيجتها سيتحدد مصير الاتحاد أو الوحدة والتعادل سيخدم الجيش حتماً.

لا تراخ أو هزل
بالمنظور ونحن ندخل في صلب الحديث عن فريق الجيش فإن أنصاف الحلول يجب أن تكون ملغية من ذهن الفريق، فلا تراخ في أي مباراة ولا هزل، والمفترض أن يلعب الفريق بكامل الجدية وكل مباراة يجب أن تعادل مباراة كأس بكل الاعتبارات.
لا ندري إن كان التغيير الفني بالفريق سيمضي في علاج مشكلة الهجوم واللمسة الأخيرة وهي التي تقف في الكثير من المباريات عائقاً أمام تحقيق الفوز المضمون أو الفوز المريح، فالكثير من المباريات بقيت النتيجة معلقة حتى الصافرة النهائية للمباراة وهذا أمر جعل الفرق الأخرى تتعملق في مبارياتها مع الجيش لتحقيق مفاجأة أو نصف مفاجأة، وهذا الأمر لن يكون ساراً للفريق في مبارياته القادمة.
مهمة حسين عفش لن تكون سهلة فالجهاز الفني السابق للفريق لم يغادر بسبب الدوري بل بسبب مباريات كأس الاتحاد الآسيوي، وموقع الفريق بالدوري جيد ومنافس، وما على العفش إلا أن يتابع المسيرة نحو البطولة.
نحن ننتظر فكر العفش الهجومي، لكن عليه ألا ينسى المهام الدفاعية، فمباراة الوثبة تعرض الفريق لهدفين قد يرسمان مستقبلاً العديد من إشارات الاستفهام إن تناسى الحفاظ على قوة الفريق الدفاعية؟
الخلطة السحرية تؤمن ببقاء الدفاع الرصين القوي والحلول يجب أن تتجه نحو الفاعلية الهجومية.

ميزان المباريات
الجيش أنهى مباراتيه مع الوحدة والاتحاد فخسر مع الوحدة بهدف لكنه فاز بالذهاب بهدفين وهذا يعني أن الأفضلية للجيش في حال تعادل الفريقين بالنقاط، وفاز على الاتحاد ذهاباً وإياباً 1/صفر و2/1، أيضاً هنا الأفضلية للجيش، وهذه نقطة لمصلحة الجيش في إطار المنافسة مع الوحدة والاتحاد.
سيلعب الجيش مع فرق الوسط الطليعة وتشرين والشرطة، ومع فرق المؤخرة سيواجه الحرفيين والمحافظة والمجد والكرامة وحطين، كل المباريات سيلعبها على أرضه باستثناء لقاءي الطليعة في حماة والكرامة في حمص.
المباراة القادمة هي المؤجلة مع الشرطة وانتهت ذهاباً إلى التعادل 3/3 وكلنا يذكر كيف أدرك الجيش التعادل بالدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، وهذا يدل على قدرة الشرطة على المجابهة والتحدي.
اللقاء الأقوى سيكون بمواجهة الطليعة في حماة في الأسبوع 21، الطليعة إعصار على أرضه وقوي بجمهوره وهو يكبر لمصاف الكبار بمثل هذه اللقاءات النارية، والفوز يحتاج إلى مهارة وتكتيك خاص وجدية من اللاعبين وحضور وتركيز ذهني طوال المباراة، الجيش فاز ذهاباً 1/صفر، وفي حماة قد تتغير كل المفاهيم.
لقاء تشرين في الأسبوع 24 بدمشق، وهو قوي وصعب وخصوصاً أن تشرين يلعب من أجل المتعة والفوز وإرضاء جمهوره واللقاء لن يكون بالسهولة المتوقعة والفوز به يحتاج إلى جهد خاص ومباراة الذهاب انتهت إلى التعادل السلبي.
بقية المباريات هي أقل وطأة من حيث القوة والمهارة ولكنها تخفي في طياتها الكثير من المفاجآت باعتبار بعض الفرق واقعة تحت تهديد الهبوط ويبرز في المقدمة فريق المحافظة الذي سيقابله فريق الجيش في الأسبوع العشرين، والمحافظة يقاتل من أجل النقطة في سبيل البقاء، وعلى لاعبي الجيش ألا ينسوا خسارتهم ذهاباً 1/2 في أهم مفاجآت الدوري فالقضية لن تتوقف عند مفاجأة واحدة إن تعامل الفريق باستهتار مع خصمه.
المباراة الأخرى ستكون مع الحرفيين بدمشق في الأسبوع 22، ولا أعتقد أنها ستشكل أي صعوبة للفريق بتجاوزها وسبق للجيش أن فاز ذهاباً بهدف.
في الأسبوع الذي يليه سيواجه الجيش جاره المجد في الذهاب فاز الجيش بهدف، والمباراة ستأخذ طبيعة التنافس وخصوصاً إن بقي المجد (لا معلق ولا مطلق) بين التهديد والنجاة، والتوقعات أن تكون المباراة بقبضة الجيش لأسباب عديدة منها حالة التفوق الفني للجيش.
المواجهة في الأسبوع ما قبل الأخير ستكون في حمص مع الكرامة، وهي مباراة قوية ستأخذ طابع الإثارة والتنافس لطبيعة مباريات الفريقين، المشكلة في الرهان على الكرامة، فالكثير من المباريات الحاسمة فشل الكرامة فيها على أرضه، وهو طوال الدوري لم يؤد المباريات بنسق واحد أو وتيرة تصاعدية، فمرة فوق ومرات تحت، ولا ندري مزاج الكرامة في هذه المباراة، وطبقاً للحالة النفسية ستكون نتيجة المباراة في الذهاب فاز الجيش 2/1.
لن تكون مباراة الجيش الأخيرة بالدوري مع حطين عسيرة وخصوصاً أن الفرق تكون قد استقرت في مواقعها، والمواجهة قد تكون حاسمة للجيش لذلك سيلعبها بشكل كبير ومؤثر وقد يفوز بها إن كان الفوز سيهديه اللقب، وبكل الأحوال فإن التفوق بكل شيء هو بمصلحة الجيش الذي فاز ذهاباً 2/صفر.

مساعدة صديق
الجيش هو الأقرب للبطولة وبكل الأحوال بحاجة إلى مساعدة صديق، بطولة الدوري ستتحقق إن فاز بكل مبارياته القادمة بغض النظر عن نتائج منافسيه، لكن كلما طبّ في مباراة يجب أن يطب منافسوه، والنتيجة التي يتمناها تتعلق بحلب بلقاء الاتحاد والوحدة الذي يأمل أن ينتهي بالتعادل فيخسر كل فريق نقطتين ويكسب الفارق الجيش, والسؤال الأخير: في ضوء كل ما ذكرنا هل سيكون الطاقم الفني الجديد للفريق فأل خير عليه، أم إنه سيدمر كل ما أنجزه السابقون؟ الإجابة في المباريات القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن