رياضة

التلميذ والأستاذ صراع الجبابرة في قلعة برنابيه .. ليستر على أبواب التاريخ في الشامبيونزليغ

تتجه أنظار جمهور المستديرة في العالم قاطبة بداية من العاشرة إلا ربعاً مساء اليوم نحو قلعة برنابيه حيث الصدام الثاني بين الأستاذ أنشيلوتي والتلميذ زيدان بصافرة الحكم المجري كاساي، وكانت مباراة الذهاب شهدت فوز النادي الملكي على العملاق البافاري بعقر داره 2/1 بعد مباراة غريبة الأطوار كان ممكناً أن تكون نتيجتها في الاتجاه المعاكس لو استثمرت تفاصيل صغيرة بمفعول كبير أتيحت للبايرن، ولكن الملكي المدريدي قناص ماهر للفرص وعرف من أين تؤكل الكتف فكان الفوز المبين المستحق في الشوط الثاني، ونجزم أن البايرن كان ممتناً للخسارة بهذه النتيجة التي أبقت الأمل قائماً لمباراة اليوم.
المباراة الثانية سيكون مسرحها ملعب كينغ باور في مدينة ليستر الإنكليزية بين ليستر وأتلتيكو مدريد بصافرة الحكم الإيطالي روكي، حيث الآمال الإنكليزية كبيرة على حامل لقب الدوري كي يواصل تحقيق نتائجه الإيجابية على أرضية ميدانه أوروبياً وعندها سيدخل تاريخ البطولة من أوسع أبوابه مذكراً الجماهير الأوروبية بما فعله فياريال موسم 2005/2006 وللعلم فإن نادي ليستر هو النادي الخمسون الذي يحضر في ربع نهائي البطولة وهو النادي الثامن من إنكلترا كأكثر دولة أفرزت أندية لهذا الدور، ولكن هذه المهمة صعبة للغاية بمواجهة أتلتيكو مدريد الفائز في مباراة الذهاب بهدف مقابل لا شيء، وإذا أخذنا بالحسبان أن النادي الإسباني خسر نهائيين من النهائيات الثلاثة الأخيرة مع المدرب ذاته الأرجنتيني سيميوني بوجود نوعية من اللاعبين المصنفين من الطراز العالمي، فإننا نتوقع تأهل الأتلتي الذي حرمته ظروف خاصة من التتويج ثلاث مرات، ولكن عزاءه الوحيد أنه خسر أمام عملاقين هما بايرن ميونيخ وريال مدريد.

الشخصية والعراقة
إذا كان بايرن ميونيخ يمتاز بقوة الشخصية وعدم الاستسلام واللعب حتى صافرة النهاية مؤمناً بحظوظه كعادة ألمانية متأصلة على صعيد الأندية والمنتخب، فإن ريال مدريد هو العملاق الأول للبطولة والزعيم التاريخي، وصداماتهما التاريخية تميل للتكافؤ بدليل فوز الريال 10 مرات والبايرن 11 مقابل تعادلين والأهداف 34/33 للبايرن ولكن الأفضلية عطفاً على نتيجة مباراة الذهاب تميل لصاحب الأرض الذي لم يخسر في آخر 12 مباراة أوروبية على ملعبه محققاً الفوز في عشر منها، وعلى الطرف المقابل نجد أن البايرن اكتفى بفوزين فقط في قلعة برنابيه خلال 12 زيارة ذاق فيها المتاعب إجمالاً، وسبق للمدريدي أن استضاف الأندية الألمانية 31 مرة حقق الفوز في 23 منها مقابل 3 هزائم، بينما زار البايرن الأراضي الإسبانية 25 مرة عاد بخفي حنين مهزوماً في 14 مباراة مقابل ستة انتصارات.
بعيداً عن المفردات التاريخية نجد أن البيت البافاري مفعم بالتفاؤل، فها هو ليفاندوفسكي العائد من الإصابة يعترف بصعوبة المهمة وقوة الملكي بأرضه لكنه يؤمن بحظوظ فريقه الذي سيلعب مباراة هجومية مصحوبة بالتركيز الدفاعي، وها هو بواتينغ يضحي على نفقته الخاصة كي يلحق باللقاء عندما اصطحب طبيب المنتخب إلى منزله، والمدافع هوميلز خضع لعلاج مكثف كي يكون لائقاً، والمهاجم توماس مولر والمدافع الكابتن لام أعلنا التحدي بقولهما: إن البافاري يمتلك الخيارات المطلوبة لتحقيق الفوز، والمدرب أنشيلوتي اعترف بصعوبة المهمة ولكنه أردف قائلاً: نمتلك الثقة وأمامنا فرصة يجب استثمارها وسنبذل قصارى جهدنا لبلوغ مرامنا.
على الطرف الآخر يقول غاريث بيل إن الملكي لم يصل إلى قوته الحقيقية بعد، والدون كريستيانو تواق لبلوغ الهدف المئة في البطولة وهو الذي صنع الفرح المدريدي في الذهاب بتسجيله الهدفين، وتبدو الأسلحة الفتاكة في الملكي جاهزة بعدما كسب زيدان الرهان بتحقيق الفوز المطلوب بأرض خيخون بتشكيلة احتياطية كسب من خلالها الرهان، ووفق كل هذه المعطيات فإننا على موعد مع صخب كروي لا يضاهى بلقاء ثانٍ بين التلميذ النجيب زيدان والأستاذ أنشيلوتي.

التاريخ ينادي ليستر
لم يراهن أحد على تتويج ليستر بلقب الدوري الإنكليزي الموسم الفائت، كما لم يراهن أحد على بلوغه هذا الدور مقاطعة مع مسيرته في الدوري المحلي، ولكن المدرب شكسبير وريث رانييري عرف كيف يقلب الطاولة على إشبيلية في الدور الفائت فكسب الاحترام من العالم أجمع، لدرجة أن أتلتيكو مدريد لم يبالغ في احتفالاته بمباراة الذهاب لأنه مدرك لقوة خصمه وهذا أشار إليه سيميوني صراحة معتبراً أن الاحتمالات المفتوحة والكفة متوازنة، أما شكسبير فأقر بصعوبة المباراة وبسلاح أتلتيكو الفتاك في الهجمات المرتدة.
التاريخ يميل لأتلتيكو مدريد الذي تأهل في ست مناسبات مقابل خروجين بلقاءاته الإقصائية مع الإنكليز، وهناك مفردة تقول إن ليستر شارك ثلاث مرات أوروبية من قبل وكان الخروج على يد أتلتيكو مدريد مرتين وصداماتهما المباشرة تشير إلى تعادل وأربعة انتصارات لأتلتيكو، وإذا كان ليستر حقق العلامة الكاملة بأرضه في أربع مباريات فإن أتلتيكو فاز بثلاث من المباريات الأربع التي لعبها خارج أرضه، وآخرها في الدور الفائت على حساب ليفركوزن الألماني بأربعة أهداف لهدفين.
للتذكير فإن هذين الناديين لم يفوزا بلقب البطولة حالهما حال موناكو وربما شهدنا البطل الثالث والعشرين للمسابقة من بين هذه الأندية الثلاثة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن