سورية

الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالتي «ريا نوفوستي» و«سبوتنيك» الروسيتين: الأردن ليس بلداً مستقلاً ونمتلك معلومات عن خططه مع أميركا في الجنوب

| وكالات

جدد الرئيس بشار الأسد التأكيد، أن ما يتم الحديث عنه في خان شيخون عن هجوم كيميائي أمر مفبرك ولم يكن هناك هجوم، لافتاً إلى أن «الغرب والولايات المتحدة منعوا أي وفد من القدوم للتحقيق لأنه لو أتى مثل ذلك الوفد فإنه سيجد أن كل رواياتهم حول ما حدث في خان شيخون ومن ثم الهجوم على مطار الشعيرات كانت فبركة وكذباً في كذب».

وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالتي «ريا نوفوستي» و«سبوتنيك» الروسيتين نشرتها وكالة «سانا» للأنباء: «إذا نظرت إلى الصور، تستطيع أن ترى المنقذين «المنقذين المفترضين» ينقذون الناس من دون استخدام الأقنعة، ومن دون قفازات وكانوا يتنقلون بحرية، كيف ذلك؟ هذا يتعارض مع جميع مواصفات غاز السارين الذي تحدثوا عنه، لا يستطيعون فعل ذلك لأنهم كانوا سيموتون كالآخرين، كما أنك لا تعرف إذا ما كان أولئك الناس المستلقون على الأرض أمواتاً أم لا، يمكنك تزوير تلك الصور، فهذا سهل جداً، وبالتالي فإنك لا تستطيع بناء حكمك على صور وفيديوهات، وخصوصاً أنها صور وفيديوهات صنعت من قبل القاعدة.

وأوضح الرئيس الأسد أنه «ومنذ حدوث الهجوم الأول الذي شنه الإرهابيون قبل بضع سنوات على جيشنا في حلب، طلبنا من الأمم المتحدة إرسال وفد للتحقيق لإثبات ما قلناه من أن الإرهابيين استخدموا الغازات السامة ضد جيشنا، ووقعت لاحقاً العديد من الحوادث المشابهة، ولم يرسلوا أي وفد، الأمر نفسه يحدث الآن، بعثنا برسالة رسمية إلى الأمم المتحدة، وطلبنا منها إرسال وفد للتحقيق بما حدث في خان شيخون، وبالطبع، فإنهم لم يرسلوا وفداً حتى هذه اللحظة، لأن الغرب والولايات المتحدة منعوا أي وفد من القدوم، لأنه لو أتى مثل ذلك الوفد، فإنه سيجد أن كل رواياتهم حول ما حدث في خان شيخون ومن ثم الهجوم على مطار الشعيرات كانت فبركة وكذباً في كذب، لهذا لم يرسلوا وفداً، الاتصالات الوحيدة التي تحدث الآن، على ما أعتقد، هي بين روسيا وربما الدول الأخرى من أجل إرسال ذلك الوفد، حتى هذه اللحظة، لم نتلق أي أخبار إيجابية حول قدوم أي وفد.

واعتبر الرئيس الأسد، أن إمكانية حدوث استفزازات مستقبلية شبيهة بما حدث في خان شيخون «احتمال قائم»، وقال: «في الواقع، فإن هذا الاحتمال قائم ليس بسبب ما حدث مؤخراً فحسب، بل إنه حدث من قبل، وكان هذا الاحتمال قائماً قبل بضع سنوات، منذ المرة الأولى التي استخدموه فيها في العام 2013، منذ ذلك الحين، وهذا احتمال قائم بالنسبة لنا، أنه لم يكن مجرد احتمال، بل تم استخدامه كذريعة فعلاً، لكن في هذه المرة كانت الحملة الدعائية مختلفة، لأن الجميع كان مستعداً للهجوم، وبالتالي كان ذلك جزءاً من الأجندة، جزءاً من الخطة، كانت تلك خطة واحدة، وليس حدثين منفصلين، وبالتالي، إن الاحتمال قائم بالطبع، هذا أولاً، لأن هذا حدث من قبل، ثانياً، لأن النظام في الولايات المتحدة لم يتغير، منذ انهيار الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة تهاجم دولاً مختلفة بطرق مختلفة من دون أن تأخذ في الاعتبار مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، إذاً، فالنظام العميق لم يتغير، النظام العميق هو نفسه الذي يهاجم ويقتل ويكذب لتبرير ما يفعله، وبالتالي، فإن شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بالولايات المتحدة، يمكنهم أن يفعلوا ذلك في أي وقت، ويمكنهم أن يفعلوا شيئاً مختلفاً لأن هدفهم هو زعزعة استقرار سورية وتغيير وإسقاط الحكومة، واستبدالها بدمى تابعة لهم، وبالتالي فإنهم سيفعلون كل شيء، فبالنسبة لهم الغاية تبرر الوسيلة، ليس لديهم قيم ولا أخلاق على الإطلاق، كل شيء يمكن أن يحدث.

وأوضح الرئيس الأسد، أن تركيا هي مصدر السلاح الكيميائي الموجود بحوزة الإرهابيين، وقال رداً على سؤال إن كان هناك أي تهديد باستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الإرهابيين؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن أين يحصلون عليها، من أي بلد؟: «من تركيا، مباشرة من تركيا، وهناك أدلة في هذا الصدد، وقد عرض بعضها على الانترنت قبل بضع سنوات، كانت هناك أحزاب عدة وأعضاء عدة في البرلمان التركي ساءلوا الحكومة فيما يتعلق بتلك الادعاءات، وبالتالي، فهذا ليس أمراً خفياً، كثيرون في سورية كانوا يعرفون هذا، كما أن الطريق الوحيد كي يحضر الإرهابيون الأموال، والأسلحة، وكل أشكال الدعم اللوجيستي، والمجندين، وهذا النوع من المواد هو من خلال تركيا، ليس لديهم أي طريق آخر يستخدمونه للقدوم من الشمال، وبالتالي، فإن المصدر هو تركيا مئة بالمئة».

وأكد الرئيس الأسد، أن سورية تمتلك معلومات من مصادر مختلفة عن خطط الأردن لنشر قواته في جنوب سورية بالتنسيق مع الولايات المتحدة بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي. وقال: إن «الأردن كان جزءاً من المخطط الأميركي منذ بداية الحرب في سورية، سواء أحب ذلك أم لم يحب، عليه إطاعة أوامر الأميركيين، الأردن ليس بلداً مستقلاً على أي حال، وكل ما يريده الأميركيون سيحدث، فإذا أرادوا استخدام الجزء الشمالي من الأردن ضد سورية، فإنهم سيستخدمونه، الأمر لا يتعلق بالأردن، ونحن لا نناقش الأردن كدولة، بل نناقشه كأرض في تلك الحالة، لأن الولايات المتحدة هي التي تحدد الخطط وتحدد اللاعبين، وهي التي تقر كل شيء يدخل من الأردن إلى سورية، العديد من الإرهابيين يدخلون من الأردن، ومن تركيا بالطبع، منذ اليوم الأول للحرب في سورية».

وذكر الرئيس الأسد، أن سورية فقدت أكثر من خمسين بالمئة من دفاعاتها الجوية منذ بدء الحرب لكن روسيا، ومن خلال دعمها للجيش السوري، عوضوا جزءاً من تلك الخسارة بأسلحة وأنظمة دفاع جوي نوعية.
وإن كان هناك مفاوضات ملموسة تجري مع الروس فيما يتعلق بشراء أنظمة دفاع جوي جديدة؟، قال الرئيس الأسد: «نعم، هذا هو الحال دائماً، قبل الحرب وخلال الحرب. بالطبع، فقد بتنا نحتاج المزيد من الأسلحة بعد الحرب بسبب الاستهلاك، وهذا جزء من العلاقة اليومية بين وزارتي الدفاع في روسيا وسورية.

وعن الأنظمة التي تهتم سورية بشرائها بعد العدوان الأميركي، إن كانت «إس 300»، أو «إس400»، أو أي نوع من الأنظمة؟ قال الرئيس الأسد: «نحن مهتمون عادة بالجيل الأحدث من أي نظام، لكن ذلك يعتمد على ما هو متوافر، وعلى سياسة الجهة التي تبيعه، وهي روسيا، وعلى الأسعار، هناك العديد من المعايير، وذلك يعتمد بالطبع على المواصفات التي تبحث عنها والتي يمكن أن تكون مناسبة لنوعية الحرب التي تخوضها، ولجيشك، ولتضاريس منطقتك، وبالعديد من المعايير الأخرى المتعلقة بالدفاع الجوي.

وإن كان هناك أي حديث عن شحنات تقدم مجاناً من روسيا، أم إنها عقود تجارية؟، قال الرئيس الأسد: «في هذا الوضع، أعني في الحرب التي نخوضها، فإن روسيا تنظر إليها بوصفها أكثر من حرب سورية، وأكثر من حرب سورية وروسية، أعتقد أنها حرب كل بلد يريد حماية مواطنيه من الإرهابيين، وبالتالي، عندما تدعم روسيا جيشنا، فإنها لا تحمي المواطنين السوريين فحسب، بل تحمي أيضاً المواطنين الروس، بل أعتقد أنها تحمي الأوروبيين والآخرين أيضاً، بالنسبة لهم، فإنهم لا يعتبرونها حرباً تجارية كما يفعل الأميركيون الذين، عندما يشنون حرباً، فإنهم يحسبون عدد الوظائف التي يمكن أن يوفروها نتيجة هذه الحرب، الروس ينظرون إليها كحرب ضرورية لحماية مواطنيهم والمواطنين الآخرين، وموقع روسيا كدولة عظمى، والتوازن السياسي، والتوازن العسكري في العالم، في هذا السياق، أنت لا تنظر إلى الأسلحة من حيث كلفتها أو من حيث المزايا أو الأرباح التي تحققها».

ورداً على سؤال أنه وفي ظل التهديدات من الشمال، ومن الجزء العراقي من الحدود ومن الأردن، والهجمة العسكرية الصاروخية من السفن الأميركية، هل ستطلب سورية من روسيا المزيد من المساعدة لتعزيز الدعم الروسي، بما في ذلك على الأرض؟، قال الرئيس الأسد: «في الواقع، فإن القوات الجوية الروسية كانت فعالة وكفوءة جداً خلال العام ونصف العام الماضيين أو أكثر قليلاً، في دعم الجيش السوري، والجميع يعرف أنه منذ بداية ذلك الدعم عام 2015، تغير ميزان القوى وتمكنا من استعادة تدمر وحلب والعديد من المناطق الأخرى، وتمكنا من الدفاع عن حماة مؤخراً، حيث كان هجوماً كبيراً جداً ومنظماً لكننا تمكنا من صده، وبالتالي فإن ذلك الدعم كان كفوءاً، ولا ينبغي بالطبع أن ننسى الدعم الكفوء الذي يقدمه الإيرانيون على الأرض، إنهم لم يرسلوا جنوداً، لكن بوجود ضباطهم ومستشاريهم، لعبوا دوراً مهماً جداً، ولذلك، فإني لا أعتقد أن هناك حاجة الآن لقوى برية، في بعض الأحيان، عندما يكون هناك هجوم مكثف على عدة جبهات، كما ذكرت، من الشمال، والشرق، والجنوب، وفي الوسط، فإن صواريخ الكروز الروسية تهاجم من البحر، وفي إحدى المرات أتت قاذفة إستراتيجية روسية من روسيا لشن هجوم في سورية، وبالتالي، فإن الدعم العسكري الروسي لا يقتصر على قاعدتهم في سورية، في الواقع هم يعرفون احتياجات المعركة، الوضع متقلب، لكن حتى الآن ليس هناك حاجة لقوات برية، ربما في المستقبل، إذا غير أعداؤنا وداعموهم وإرهابيوهم ووكلاؤهم إستراتيجيتهم وأحضروا المزيد من الإرهابيين من سائر أنحاء العالم، وبات هناك جيوش كاملة من الإرهابيين، قد تصبح هناك حاجة، لكن حتى هذه اللحظة، لا أعتقد أن هناك حاجة، ما تم القيام به جيد وكاف».

وجدد الرئيس الأسد تأكيد استعداد سورية الدائم «للتعاون مع أي بلد مستعد بصدق أو يريد أو لديه الإرادة لمحاربة الإرهاب، إننا لا نحدد أي بلدان تلك، نقول أي بلد بما في ذلك الغرب آخذين في الاعتبار معرفتنا المسبقة بأن الغرب يدعم الإرهابيين وأنه لا يمتلك الإرادة لمحاربتهم».

واتهم الرئيس الأسد «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية والمدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، بتنفيذ تفجير الراشدين بحلب والذي استهدف الحافلات التي كانت تقل أهالي بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب الشمالي الشرقي والذي أدى إلى ارتقاء وإصابة العشرات منهم. وقال: «قبل بضعة أشهر، كان الاتفاق نفسه على وشك التنفيذ، لكن كما تعرف، فأنت تتحدث عن فصائل مختلفة، وجميعها مرتبط بالقاعدة أو «جبهة النصرة»، قام أحد تلك الفصائل بمهاجمة الحافلات التي كانت مخصصة لنقل المدنيين أنفسهم إلى خارج الفوعة وكفريا قرب حلب، هاجموا تلك الحافلات وأحرقوها، وظهر ذلك على الانترنت، وقالوا: «لن نسمح بحدوث هذا الاتفاق، سنقتل كل مدني يريد استخدام الحافلات»، وهذا ما حدث، عندما اعتقدنا أن كل شيء بات جاهزاً لتنفيذ الاتفاق، فعلوا ما كانوا قد أعلنوه، إنهم من «جبهة النصرة»، ولم يخفوا أنفسهم منذ البداية، وأعتقد أن الجميع متفق على أن «النصرة» قامت بذلك.

وإن كانت هناك مجموعة محددة، أم إنها «النصرة» نفسها؟، قال الرئيس الأسد: «عندما تتحدث عن «النصرة» فأنت تتحدث عن أيديولوجيتها، وكما تعرف فإن «النصرة» غيرت اسمها، وبالتالي فإن تغيير الأسماء لا يعني تغيير الأيديولوجيا أو السلوك أو مسار القتل، وبالتالي، فإن الاسم لا يهم».

وأوضح الرئيس الأسد أن الأرقام الرسمية، لأعداد الضحايا منذ بدء الأحداث في سورية هي عشرات الآلاف، وليس مئات الآلاف كما تتحدث وسائل الإعلام الغربية، وقال في رده على سؤال حول عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ بداية الحرب وحتى هذه اللحظة؟:

«في الواقع، نستطيع أن نتحدث فقط عن الأرقام الرسمية، لقد قتل عشرات الآلاف، وليس كما تسمع في وسائل الإعلام عن مقتل مئات الآلاف، نستطيع بالطبع أن نتحدث عن آلاف المفقودين الذين لا نعرف شيئاً عن مصيرهم، هذا هو العدد الرسمي، لكن في الغرب، فإنهم يضيفون عدد الإرهابيين، وبالطبع فإن عدداً كبيراً من الإرهابيين لم يسجلوا من قبل الدولة على أنهم قتلى، وينطبق الأمر ذاته على الأجانب الذين قدموا إلى سورية بعشرات الآلاف وربما مئات الآلاف للمشاركة في القتال، إذاً، فإن الأعداد التي نسمع عنها في وسائل الإعلام الغربية على مدى السنوات الست الماضية ليست دقيقة، بل يقصد منها تضخيم الأعداد لإظهار أن الوضع مروع، ولاستخدام ذلك كذريعة إنسانية للتدخل في سورية، نحن كدولة نتحدث عن عشرات آلاف الضحايا حتى هذه اللحظة.

ونفى الرئيس الأسد التقارير الصحفية التي أفادت بأنه تم القبض على زعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي من قبل القوات الروسية والسورية على الحدود بين سورية والعراق، وقال «لا، هذا ليس صحيحاً».

وأعلن الرئيس الأسد عن دعمه لما أعلنته كازاخستان حول توسيع المشاركة في عملية أستانا حول الأزمة السورية: «أعتقد أنه كلما كان عدد الدول المشاركة أكبر، فهذا أفضل من عدة جوانب، إما أن يؤدي ذلك إلى منح هذه المبادرة مزيداً من الدعم، وذلك سيحمي المبادرة ويزيد من احتمالات النجاح، أو سيكون هناك البلدان نفسها التي ستعارض المبادرة سواء كانت جزءاً منها أم خارجها، لكن إذا كانوا جزءاً منها، تستطيع أن تشير إليهم وأن تخبرهم بأنهم جزء من المشكلة وأن عليهم أن يساعدوا، وأن تقول لهم، إذا كنتم صادقين في المساعدة، وليس فقط خطابياً أو كلامياً، هذه هي المبادرة، فكونوا جزءاً منها وأثبتوا لنا أنكم ضد الإرهاب وأنكم تدعمون ما يريده الشعب السوري، وبالتالي، في كلا الحالين، من الإيجابي دعوة كل من يريد أن يأتي، وبالتالي، فأنا أدعم ما أعلنه المسؤولون الكازاخستانيون بالأمس حول توسيع المشاركة في عملية أستانا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن