عربي ودولي

ولد الشيخ في اليمن لبحث هدنة إنسانية خلال الفترة المتبقية من رمضان..الغارات السعودية على اليمن تتواصل وتحصد أرواح عشرات المدنيين.. والدفاعات الجوية اليمنية تسقط طائرة سعودية من دون طيار

مئة يوم على حرب التحالف السعودي على اليمن لم تتوقف فيها أساطيل الجو والبحر، إضافة إلى أسلحة الميدان عن دكّ مدن وقرى اليمن سعياً وراء إنجاز ثلاثة أهداف رئيسية هي، تحطيم القوة العسكرية للجيش اليمني و«أنصار الله»، وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى اليمن، وفرض تنفيذ التصور الخليجي للحلّ السياسي، لكنها لم تحقق من هذه الأهداف شيئاً.
«عاصفة الحزم» التي راهن التحالف السعودي على قدرتها في انتزاع مكاسب سياسية وصلت إلى حائط مسدود حين أعلنت الرياض توقفها وإطلاق مرحلة «إعادة الأمل» التي تبين أنها استمرار للحرب الجوية بهدف تمكين قوات تابعة للرئيس هادي من الإمساك بعدن.
وصمود الجيش وحلفائه وانتقالهما إلى مرحلة ضرب القوات السعودية داخل أراضي المملكة والمأزق الإنساني والضغوط السياسية، فرضت الذهاب إلى جنيف برعاية الأمم المتحدة، لكن الآلة العسكرية السعودية مارست كل ما بوسعها من عنف لإجبار اليمنيين على الانحناء والتنازل في جنيف وعندما لم يحصل ذلك أجهضت الرياض أي أمل لسلوك طريق الحل السياسي حتى أن الهدنة الإنسانية التي طرحت لم تر النور.
والآن وعلى إيقاع تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون من حصول الكارثة في اليمن تلوح آمال بالتوصل إلى هدنة إنسانية لعلها تتحول واقعاً ولا تلاقي مصير سابقاتها في جحيم الغارات الجوية.
إلى ذلك وصل مبعوث المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد إلى صنعاء، في مسعى جديد للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان، ما يسمح بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان.
وقال المبعوث الأممي «نحن نكثف جهودنا من أجل التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة التي أصبحت اليوم كارثية للشعب اليمني».
وأضاف في تصريح مقتضب في مطار صنعاء «نبحث في التوصل إلى هدنة إنسانية في أسرع وقت ممكن»، وتكثيف الجهود «للتوصل إلى حل سلمي دائم ويسمح بالرجوع إلى طاولة الحوار».
في غضون ذلك أكدت المكونات السياسية في اليمن ترحيبها بالهدنة الإنسانية، وحمّلت السعودية مسؤولية عدم الاتفاق عليها. وأعلنت هذه المكونات في بيان لها العزم على ملء الفراغ السياسي في البلاد.
ميدانياً: أسقطت الدفاعات الجوية للجيش اليمني طائرة استطلاع سعودية من دون طيار فوق مدينة ذمار وسط البلاد، وفْق ما أفادت به وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، يأتي ذلك بالتزامن مع تكثيف طائرات التحالف السعودي غاراتها الليلية على العاصمة صنعاء.
وشنت طائرات التحالف السعودي غارات مكثفة فجر أمس على العاصمة صنعاء مستهدفة عدة مناطق فيما ارتفع عدد الشهداء إلى 43 شهيداً في الغارة التي استهدفت مطعماً وسوقاً في حرض غرب البلاد.
وأفادت وسائل إعلام بمقتل 43 مدنياً في قصف لطائرات التحالف العربي على سوق شعبي بمحافظة حجة اليمنية، وذلك بعد سقوط عدد من القتلى والجرحى في غارات أخرى على العاصمة صنعاء. وشن طيران التحالف السعودي فجر الأحد سلسلة غارات مكثفة استهدفت معسكرات خشم البكرة والجميمة ومواقع للحوثيين في طريق مأرب ومخازن أسلحة تابعة لهم شمال صنعاء.
وقالت مصادر محلية إن «طيران التحالف حلق اليوم على ارتفاع منخفض، رغم إطلاق الحوثيين مضادات أرضية بكثافة، في مناطق مختلفة من صنعاء».
وفي محافظة عمران، قال سكان: «إن طيران التحالف شن أربع غارات على مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في مديرية حرف سفيان».
وفي حجة، قصف طيران التحالف منصات صواريخ تابعة للحوثيين في مديريات حرض وعبس، ما أحدث انفجارات عنيفة، وفقا لشهود عيان.
وفي السياق أكد رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي أن الوضع الإنساني في البلاد صعب جداً ووصل إلى مرحلة حرجة لا يتحمله أغلبية السكان من ذوي الحاجة ومن هم في دائرة الاستهداف التي أعلنتها السعودية، مطالبا الأمم المتحدة بتحمل مسؤولية أخلاقية تجاه الشعب اليمني والضغط على «تحالف العدوان لوقف عدوانهم ورفع الحصار الجائر».
وذكر موقع وكالة الأنباء سبأ أن الحوثي لفت خلال لقائه بصنعاء أمس المنسق المقيم للأمم المتحدة لدى اليمن باولو ليمبو إلى أن «الحصار والعدوان السعودي الغاشم على الشعب اليمني بلغ مرحلة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية»، مضيفاً إن «مصداقية الأمم المتحدة على المحك» فمبعوثها لليمن يتنقل بين الدول دون جدوى والشعب اليمني يمر بمرحلة خطيرة تجاوزت مئة يوم تحت القصف والدمار للبنية التحتية والحصار الشامل الذي يستهدف الشعب وينتهك السيادة الوطنية وكل هذا لا يزال خارج حسابات منظمة الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن الذي «لن يكون له دور ملموس إلا بفك الحصار ووقف العدوان نهائياً».
وطالب الحوثي بهدنة إنسانية «كمقدمة لوقف العدوان وفك الحصار» على ألا تكون كالهدنة السابقة التي «لم تلتزم بها دول العدوان» التي أقدمت على اختراقها بتنفيذ أكثر من 270 غارة جوية قصفت فيها الأحياء السكنية والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس واستهدفت الطرق العامة والأهالي «بوحشية».
(الميادين – روسيا اليوم – سانا – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن