قضايا وآراء

سلة مكافحة الإرهاب خطوة مهمة باتجاه الحل

| عبد السلام حجاب 

بعد جهد سياسي ودبلوماسي بذله وفد الجمهورية العربية السورية في محادثات جنيف الخامس بإدارة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، جرى اعتماد سلة مكافحة الإرهاب وأعلن دي ميستورا أنه ستتم مناقشة هذه السلة بالتوازي مع السلال الثلاث الأخرى خلال محادثات جنيف السادس.
ما يطرح السؤال التالي:
هل ستكون سلة مكافحة الإرهاب من أجل مزيد من الحوار الفاعل والمؤثر الذي يؤدي إلى نتائج ذات قيمة في إطار الحل السياسي للأزمة الذي يعمل من أجله الجميع إذا صدقت النيات؟ أم إنه سيكون رقماً إضافياً في عدد السلاسل، وهو ما لا يريده بصورة أكيدة من يتطلع بإرادته وتفكيره وقناعاته إلى مكافحة الإرهاب من دون ازدواجية معايير ولا أجندات مخفية.
ولقطع الطريق أمام مثل هذه المحاولات تم توجيه الدعوة إلى الولايات المتحدة الأميركية بإدارتها الجديدة برئاسة دونالد ترامب، لحضور جنيف، وأيضاً لحضور اجتماع أستانا الرابع، حيث يمثل محطة تمهيدية إضافية على طريق نجاح جنيف في مكافحة الإرهاب وتحقيق ما يبنى على أساسه، ويشكل الحوار السوري السوري، كما نص القرار الدولي 2254، الأساس الذي يعتمده للوصول إلى الحل السياسي المطلوب من دون شروط مسبقة أو تدخل خارجي يفخخ الحلول السياسية، بالإرهاب وتنظيماته سواء بأسماء سرية أو بأسماء مدجنة أم بأسماء معروفة فات زمان فعلها الإجرامي.
وأكدت سورية أن عدم تضافر الجهود الدولية المشتركة للخلاص من الإرهاب بتجفيف مصادر تغذيته وتمويله، سيزيد الأمر سوءاً وسيعم الخطر على الجميع، نتيجة التكاثر الكثيف للجماعات الإرهابية وتوالدها.
منذ دخول ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني الماضي، لم تتوقف التحديات السياسية والاجتماعية الداخلية، في طول البلاد وعرضها للضغط عليه داخلياً وخارجياً، وإذا كانت تصريحاته على قلتها، سبباً مباشراً، فإن قراراته كانت سبباً إضافياً، في إثارة ردود فعل سلبية وانتقادات واسعة داخلية وخارجية طالت حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه ساهم في حملة التصريحات السلبية ضد ترامب بمشاركة من الرئيس السابق باراك أوباما إلى جانب السيناتور المتطرف جون ماكين، أما تصريحات ترامب بشأن محاربة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، فبقيت كلاماً من دون فعل.
إن ردود الفعل جاءت بالاتجاه الآخر وكانت النتائج خاطئة لحد أثارت حفيظة مجموعة سياسية في واشنطن في مقدمتهم وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون التي فشلت في الانتخابات الرئاسية أمام ترامب، وذلك بحسب اعترافاتها في المذكرات التي تحدثت فيها عن اعترافات بإنشاء التنظيمات الإرهابية ودعمهم سياسياً ومالياً ولوجستياً.
وقد استبقت موسكو استضافتها المؤتمر الدولي السادس للتخلص من الإرهاب بحضور ممثلي 85 دولة بعقد لقاء ثلاثي لوزراء الدفاع في سورية وروسيا وإيران.
وجرى التأكيد بلسان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الإرهابيين في سورية يستغلون عدم تنسيق العمليات العسكرية الأميركية مع القوات السورية.
وفي رسالة للرئيس الروسي بوتين إلى المؤتمر اعتبر أن المناقشات يجب أن تتركز بالدرجة الأولى على مسائل التسوية السياسية للنزاعات في الشرق الأوسط، معرباً عن الأمل بأن يشهد المؤتمر حواراً مباشراً حول محاربة الإرهاب، وقال الجنرال شويغو في كلمة أمام الحضور المشارك: إن سورية في مقدمة الدول التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي محذراً من أن الإرهابيين في سورية يستغلون بعض الثغرات السياسية والعسكرية في المواجهة.
إن مما تتطلبه المواجهة الفعلية الجماعية، التي تطالب بها روسيا، للقضاء على الإرهاب، هو أن يكون وفق تنسيق يضع في مقدمة اعتباره التعاون مع الجيش العربي السوري في سياق الجهد الدولي المشترك لمحاربة الإرهاب حتى القضاء عليه.
وعليه ليس جديداً أن يكون وفد الإرهابيين متخبطاً سواء حضر إلى أستانا أم لم يحضر، ذلك أن التخبط وغياب الرؤية الوطنية فضلاً عن فقدانه البوصلة الوطنية في محاربة الإرهاب لمن أعطى الأطراف الخارجية من الرعاة والمشغلين مثل نظام أردوغان ونظام بني سعود ومشيخة قطر عقلاً لو كان يملك أصلاً وبندقيته المأجورة بالدرهم والدولار والفنادق المريحة التي توازي بالنسبة لهؤلاء حرية وطن وكرامة شعب على حساب دمائه وتاريخه.
كل هذا وغيره غير منظور وأن تبدو دلالاته واضحة أصبح سمة بارزة للوفود التي يتم تشكيلها من الإرهابيين الذين تحتفظ المخابرات التركية والإسرائيلية والسعودية بنسخ عنها في سجلات لن تتغير وإن تغير العالم بأسره واتضح أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإخواني لن ينسلخ عن جلده الإرهابي وأن الوهابية السعودية هي صنو الإرهاب التكفيري الذي يرفع أمام أي اجتماع أو محفل دولي في أستانا تمهيداً ثم لاحقاً في جنيف الذي لابد أن يكون له استمرارية بحسب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أولوية محاربة الإرهاب بكل مسمياته وتخليص العالم من شروره التي أصبحت تهدد الجميع في المنطقة وخارجها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن