ثقافة وفن

نقابة المهندسين تكرم ملكة أبيض … أبيض: يوم الشهداء يوم لا ينسى في حياة السوريين

| سارة سلامة

لا تقتصر في عملها على تشييد الأبنية وإنشائها فقط بل كان من أبرز أهدافها هو العمل على بناء الإنسان وإقامة النشاطات الثقافية والعلمية والهندسية، وبمناسبة يوم السادس من أيار عيد الشهداء، وما لهذه المناسبة من قيمة كبيرة سعت خلالها لتقديم شيء ولو كان بسيطاً تخليداً لأرواح شهدائنا، حيث قامت نقابة المهندسين السوريين بتكريم عدد من الجهات والشخصيات الثقافية والفنية والنقابية والإعلامية التي شاركت في معرض الكتاب العلمي والهندسي، الذي أقيم في التكية السليمانية بدمشق الشهر الفائت، وذلك تحت عنوان «المهندسون بناة حقيقيون للفكر المتنور والحضارة»، من خلال حفل أقامته في مقرها، وتضمن الحفل توقيع كتاب جديد للدكتورة ملكة أبيض تحت عنوان: «بوق طائر التم»، وفُتح باب التبرع لأسر الشهداء من الجهات المشاركة.

تكريم للفكر والثقافة
اعتبر نقيب المهندسين الدكتور غياث قطيني أن «نجاح معرض الكتاب بكل فعالياته وأنشطته جاء حصيلة تعاون العديد من الجهات والشخصيات مع النقابة التي تحرص على استمرار هذا التعاون مستقبلاً مع الجميع»، مبيناً أن «هذا التكريم هو تكريم للفكر والثقافة وقيم الشهادة والتضحية في سبيل وطن معافى وقوي بمساهمة جميع أبنائه».
وأضاف قطيني أنه: «واحتفاءً بيوم السادس من أيار عيد الشهداء دعونا المشاركين بالمعرض وقدمنا لهم شهادات تقدير على مشاركتهم، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه بهذه المناسبة، ومن خلال حضورهم تبرعوا بجزء من وارداتهم في المعرض لأسر الشهداء»، لافتاً إلى أن «أحد أهم أهداف نقابة المهندسين هو إقامة النشاطات الاجتماعية والثقافية والعلمية، ونحن كنقابة لا نفضل الحضور فقط في إنشاء الأبنية إنما من الواجب علينا المشاركة بالفعاليات والنشاطات المختلفة، بالإضافة لموضوع الإعمار الذي لنا باع طويل فيه».

النضال وحّد كلمة الأمة
وبدورها لفتت الدكتورة ملكة أبيض إلى أن «النشاطات التي تقيمها نقابة المهندسين ما هي إلا بعد من أبعاد المقاومة ضد الأفكار الظلامية التي تستهدف الأجيال»، مشيرةً إلى أهمية الكتاب الذي قامت بترجمته من خلال تقديم أفكار تربوية بناءة ومفيدة للفتيان إلى جانب تقديمها لكتابين آخرين من تأليفها هما: «أضواء على الثقافة العربية الإسلامية» و«سليمان العيسى.. ذاكرة اللواء».
وأشارت أبيض إلى أن: «يوم السادس من أيار يذكرنا باليوم نفسه من عام 1916 أي قبل مئة عام، وهو تاريخ لا ينسى في تاريخ أهل الشام من سوريين ولبنانيين، ففيه علق المحتل العثماني المشانق في ساحتي المرجة بدمشق، والبرج ببيروت، لإعدام واحد وعشرين سياسياً من مختلف مدن سورية ولبنان، ومختلف طوائفها الدينية، وبذلك كان النضال ضد السلطة العثمانية قد وحّد كلمة الأمة حول هدف الانفصال عن الإمبراطورية العثمانية وتشكيل دولة عربية مستقلة».
وأضافت أبيض أنه «ومنذ تلك الفترة المظلمة تبقى لنا شهادة مؤثرة تصوّر المظالم التي تعرّض لها الأدباء ورجال الفكر الذين رفعوا صوتهم للمطالبة بحقوق أبناء شعبهم، إنها شهادة الأديبة الصحفية ماري عجمي التي امتلكت من الجرأة ما جعلها تقتحم مقر جمال باشا السفاح وتطالبه بإجراء محاكمة عادلة للمعتقلين السياسيين، وتحسين ظروف سجنهم، وفصلهم عن المجرمين، ولكن مطالبها لن تلق آذاناً مصغية».
ورددت أبيض بعضاً من الأبيات لقصيدة خصها الشاعر سليمان العيسى بعنوان: «أعراس الدم» في مناسبة يوم السادس من أيار:
أيارُ.. عرسك معقود على الجبل
دم الشباب كتاب الحب والغزل
كلاهما مهرك العطشان: مشنقتي».
فجر الهوى، ومغاويري على التلل
وأوضحت أبيض أن «اليوم أقف لتوقيع كتاب صدر لي حديثاً، وهو كتاب مترجم للفتيان والفتيات بعنوان «بوق طائر التم»، والتمّ هو ذكر البجعة، المعروف بصوته الرنان الذي يشبه صوت البوق، وهو رواية تعالج مشكلة غياب الصوت، أو التبويق عند أحد هذه الطيور والموقف الذي اتخذه الطائر المعوق ومساعدة أبويه له في معالجة هذه الإعاقة الجسدية، وهذه المشكلة تواجه الإنسان وتسمى الخرس أو البكم».

صناعة العقل وبناؤه
من جهته نوه رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح بالتضحيات التي قدمها شهداء سورية على مدى تاريخها من أجل الذود عن تراب سورية واستقلالها، لافتاً إلى الشراكة القائمة بين اتحاد الكتاب العرب ونقابة المهندسين في البناء المرتبط بقيم الجمال وصناعة وبناء العقل.
ووجه الصالح الشكر لنقابة المهندسين وقال: «هذه المنظمة التي يقال إنها تعنى بالبناء لكن لا تلتفت إلى بناء آخر نهضت به هذه المنظمة في الأيام القليلة التي مضت، وأعني بذلك الفعاليات الثقافية التي تستهدف بناء العقل وهذه خطوة مهمة في أن تبادر المنظمات الشعبية في سورية في تثمين وتثمير ما يتعلق ببناء الوعي».
وأضاف الصالح: «كل التحية والتقدير والإجلال لشهداء سورية شهداء السادس من أيار الذين قدموا أمثولة عظيمة في ما يعني الدفاع عن قيم العروبة والانتماء إلى قيم الحق والخير والجمال، الذين يتابع أبناؤهم وأحفادهم هذه المسيرة في دفاعهم عن سورية على ما يزيد على 6 سنوات».
ولفت الصالح إلى أن « توقيع كتاب ومجموعة من الكتب في رحاب نقابة المهندسين، هو تأكيدٌ جديدٌ من النقابة على قيمة بناء الوعي، ونحن في اتحاد الكتاب العرب نتشرف بأن نكون شركاء مع نقابة المهندسين في إعداد ما أستطيع أن أصفه بالمصفوفة المعرفية التي تمكن المواطن السوري من مواجهة هذه الحرب المجنونة والطائشة ضده، والكتب التي سيتم توقيعها اليوم صادرة عن مؤسسات ثقافية متعددة، وهذا يؤكد أهمية التكامل بين المؤسسات والمنظمات المعنية بالبناء وأعني بذلك بناء الإنسان أي البشر والحجر في وقت واحد».

التكريم هو تتويج للمشاركة
ومن جانبه قال مدير الشركة السورية لتوزيع المطبوعات آدم محمد إن: «هذا النشاط بدأ منذ نحو الشهر وهو عبارة عن مجموعة من المعارض قامت بها نقابة المهندسين، وشاركت بها الشركة السورية لتوزيع المطبوعات، والآن يتم تتويج هذا النشاط بهذه الاحتفالية بالتزامن مع مناسبة عظيمة وغالية على كل السوريين وهي مناسبة عيد الشهداء».
وأضاف محمد: «كنا في الشركة السورية للمطبوعات جزءاً من المعرض وذلك من خلال عدد الكتب المشاركة محققة نجاحاً لافتاً في بيعها واقتنائها، وبما أننا أحد المشاركين في المعرض دعتنا نقابة المهندسين للتكريم»
وتضمن الحفل تقديم عدد من شهادات التقدير على المشاركين في معرض الكتاب العلمي والهندسي والتي ساهمت في إنجاحه وإنجاح مؤتمر نقابة المهندسين السنوي الذي أقيم على مدى يومي 24 و25 الشهر الماضي في فندق الشام بدمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن