ثقافة وفن

الحياة لك.. عيش اللحظة … عندما ننظر إلى الجوار نجد البؤس والحزن والمرض… نرسم طريق العودة

| سارة سلامة

أنيتا فريج كردوس المرأة التي نراها دائماً في مواقع متعددة فهي ربة منزل بارعة، ومهندسة كهربائية، بالإضافة إلى كونها فنانة تشكيلية متميزة، درست علوم الطاقة والطب البديل منذ أكثر من عشر سنوات، درست البرانغ هيلينك، الكريستال، الريكي، الإبر الصينية، الحجامة وعن الزيوت وكيفية صنعها.
تعمل كل الأشياء في المنزل وتعلّم الطالبات وتساعد غيرها على العيش مع من يحببن، وتشجعهن على معرفة ذواتهن وما يجلب لهن السعادة والقوة التي تسيّر حياتهن وتزيد إيمانهن بالقدرات الإلهية الموجودة بالكون.
اليوم تضع بين يدينا كتابها الأول الذي يضيف إلى سيرتها المصحوبة بالأمل والاكتشاف، حيث شهدت كنيسة الصليب في دمشق توقيع أولى إنجازاتها الأدبية وسط حضور أدبي وثقافي وديني لافت، تحت عنوان «الحياة لك.. عيش اللحظة».

افتح قلبك للأمل
وتقول أنيتا: إن الكتاب هو نقطة في محيط الحياة لتدخلي رحم الحياة وتنسجي نسيجك الحي الذي هو أنت، فيعمل نسيجك بتناغم تختبرين الصحة والبشرة المشرقة والحيوية، اسألي نفسك وحضري طريقك الحقيقي حول ما يجلب لك السعادة والقوة التي تسير حياتك اليوم، ما يهمني أكثر؟ افتحي قلبك للحب والصدق والأمل واقبلي على الحياة مؤمنة بالقدرات الإلهية الممنوحة لك، تحدثي مع نفسك وعن القوة الخارقة في عقلك الباطن الذي يصلك للعيش الآن في مضارع مستمر هو اللحظة.
هذا ما كانت تشي به دائماً لكل صديقاتها المقربات ناشرة الخير بينهن والنصيحة والكلمة الجميلة، واهبة لهن الحب والطاقة الإيجابية، وجاءت فكرة طباعة الكتاب لكي توصل صوتها إلى أكبر عدد ممكن من القراء وليحقق حلمها في الانتشار وإضفاء العدل والسلام والأمان الداخلي لكل إنسان.
وتردد أنيتا في المقدمة هذه العبارات المفعمة بالحياة وتقول:
افتح يديك للحياة واقبلها بشدة
افتح قلبك للأمل
عقلك يمكنه أن يسعدك
ويدك يمكنها أن تشفي
سبح معي بالقدرات الإلهية
فما هي إلا هبة الحياة
والله يزيدنا قرباً منه
الشكر لله هو العطاء
ربما تعجبك هذه الكلمات ربما تروق للبعض ربما تجد فيها تغييراً لحياتك ربما تجد فيها الخير فلتحمد اللـه تعالى ربما هي آراء تأخذ منها ما يفيدك ربما هي مسيرة حياة تسيرها وحدك أو مع أحبائك المهم أن تكون مميزاً وليس كالقطيع.

تخفيف ألم الناس
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قالت أنيتا: إن «هذه هي التجربة الأولى لي في عالم الكتابة، واعتبرها بمنزلة تشجيع وتحفيز لكل شخص على القراءة والمطالعة، وأهديه لكل إنسان يحب أن يطور نفسه في هذا المجال، وقررت أن أطرحه بشكل كتاب لتكون الإفادة كبيرة لكل الناس من حولي».
وأضافت أنيتا: إنه «عندما ننظر إلى الجوار نرى البؤس والحزن والمرض، أردت أن أقدم شيئاً أخفف فيه من ألم الناس، وتشجيعهم للعودة إلى نبعهم الداخلي، وحياتهم في هذه اللحظة التي نعيشها الآن، وألا يعيشوا في الماضي وأن تكون وجهتهم ونظرتهم للمستقبل، أريدهم دائماً أن يكونوا مثل زنابق الحقل لا تحصد أبداً، لأن الكتاب يحمل بين صفحاته طاقة الحياة والعلاج بهذه الطاقة».

مناجاة صوفية
وفي كلمته قال اسكندر لوقا: «كتبت أنيتا كتابها برهافة حس أنثى أشبعت حناناً وحباً من أسرة احتضنتها في أحد الأيام، فآن الأوان أن ترد الجميل فتوجهت للجميع شاكرة اللـه لأنهم جميعهم في حياتها توجت الجميع بكلمة زوجي ثم أولادي ثم كل من أعرفه، الحب هو الحاجة الأساسية عند الإنسان أن يكون حبيباً وأن يكون محبوباً».
وأوضح لوقا أن «الكتاب هو رسالة مناجاة صوفية في بعض الحب الإنساني ومع اكتشاف علاقة الإنسان بحب الله، فقرأته على طريقتها لكنها أعطت بذلك عباراتٍ مختصرة هذا في البداية لكن عندما نتعمق فيه نجد به أفكاراً أخرى».

محاكاة الروح
ومن جانبه قال الأستاذ الدكتور فايز الصايغ: «أنيتا فنانة أعرفها جيداً تجيد الصمت غالباً، وعندما تتحدث تستخدم ريشتها، وفي معرضها السابق الذي أقامته في إحدى صالات دمشق، وكعادة الصحفي بفضوله طلب منها أحدهم التعليق على لوحة من أعمالها، وبعفويتها وانسجامها مع ذاتها جاوبته أنيتا بكل هدوء، لو عرفت الحديث ما رسمت، بمعنى أنها قالت بلوحتها ما لم يقله كاتب في كتاب، هنيئاً لمن تسعفه الطاقة الإيجابية على فتح نافذة من السماء بكتابٍ».
وأضاف الصايغ: «لم يتح لي قراءة الكتاب ولم أتمكن من الغوص في فلسفته، يبدو أنني كنت بحاجة إلى أن أبتعد عن عالم الضجيج الصاخب وانتقل إلى عالم التجليات، والانتقال هذا لا يمكن أن يتحقق من دون مخاض جديد يعيد المرء نفسه إلى التأمل والتجلي والسمو الذي نفتقده هذه الأيام»، مفيداً أنه «ومع ذلك أقول أنني تصفحت الكتاب وظننت وأنا أقلب الورق أنني أقلب في رسائل الرسل أو في كتاب إخوان الصفا، أو في مذكرات ناسكٍ متعبد واستنتجت أن الحالة هي ذاتها وأن السيدة أنيتا وصلت إلى هذه الحالة، ففي لحظة ما تبوأت هذه الحالة وبشفافية نقية تمكنت من محاكاة الروح».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن