سورية

اعتبرت مجازر التحالف الدولي عدواناً موصوفاً على الشعب السوري … الخارجية: ادعاءات واشنطن حول سجن صيدنايا عارية من الصحة

| وكالات

أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن اتهامات الإدارة الأميركية للحكومة السورية بما سمته «محرقة» في سجن صيدنايا، «عارية من الصحة جملة وتفصيلاً»، واعتبرت أن قيام «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة بقتل العشرات من المدنيين السوريين الأبرياء في قرية العكيرشي بالرقة ومدينة البوكمال بدير الزور يشكل عدواناً موصوفاً على الشعب السوري وانتهاكاً صارخاً لسيادة ووحدة أرضه.
وقالت الوزارة في رسالتين وجهتهما أمس إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: «قامت قوات التحالف الدولي غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية بتاريخ 15/5/2017 بقتل ما يزيد على 26 شخصاً في قرية العكيرشي التابعة لمحافظة الرقة وهذا العدد مرشح للزيادة نتيجة الإصابات البليغة بين الجرحى والدمار الكبير في منازل الأهالي».
وأضافت: «كما أن ضربات قوات هذا التحالف طالت بالأمس «الإثنين» المدنيين في مدينة البوكمال حيث استشهد جراءها أكثر من 31 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء إضافة إلى عدد من الجرحى حالة بعضهم حرجة حيث أدى الدمار الكبير الذي أحدثه الاعتداء إلى سقوط المباني السكنية فوق رؤوس قاطنيها إذ ما زال يوجد عدد من المفقودين تحت الأنقاض».
وتابعت: «وما استمرار حفلات القتل التي ترتكبها قوات التحالف دون رحمة بحق النساء العاملات في قطاف حقول القطن ناهيك عن قتل الأطفال وكبار السن والأبرياء في منازلهم إلا دليل على أن طائرات هذا التحالف لا ترتكب هذه الجرائم عن طريق الخطأ وإنما وفق سياسة لا يمكن تبريرها أو قبولها تحت أي منطق أو أعذار كانت».
وبعد أن أوضحت الوزارة أن سورية تدين بأشد العبارات عمليات التحالف غير المشروعة في الأجواء السورية وكذلك أي عمليات مشابهة تتم دون إذن الحكومة السورية والتنسيق معها قالت إنها «تعتبر ذلك عدوانا موصوفا على الشعب السوري وانتهاكاً صارخاً لسيادته ووحدة أرضه».
وأشارت إلى أن سورية تقدمت بالكثير من المعلومات حول الاعتداءات المتكررة لقوات التحالف التي يدينها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وخاصة أنها لا تستهدف بشكل مخلص الإرهابيين ومن يدعمهم ولم تؤد إلى أي نتيجة تذكر سوى تمكين الإرهابيين من اقتراف جرائمهم بحق سورية.
وقالت: إنه «وفي هذا المجال فإن سورية تكرر انطلاقاً من مسؤوليتها عن حماية شعبها وحدودها بأن العدو الحقيقي للسوريين هو التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة التي تقوم قوى التحالف وغيرها بما في ذلك السعودية وتركيا وقطر وبريطانيا بمدها بالسلاح والمال بهدف وحيد وهو تدمير سورية وقتل شعبها وإطالة أمد الحرب فيها خدمة لسياسات أصبحت معروفة ويتم تنسيقها على أعلى مستويات صنع القرار في البلدان التي أشرنا إليها أعلاه وغيرها».
واختتمت الوزارة رسالتيها بالقول: إن «سورية تطالب مرة أخرى مجلس الأمن بوقف اعتداءات التحالف الدولي غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة على الشعب السوري وعدم تجاهل اعتداءات هذا التحالف الذي يقوم بعملياته من خارج قرارات مجلس الأمن وفي إطار مخالفات صارخة لميثاق الأمم المتحدة مؤكدة أن عالم اليوم يتطلب مزيدا من احترام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وليس أعمالا يقوم بها تحالف غير شرعي بعض الفاعلين فيه أعضاء دائمون أو غير دائمين في مجلس الأمن».
وفي سياق آخر، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين وفق ما نقلت «سانا» أمس: إنه «كما دأبت الإدارات الأميركية المتعاقبة على تلفيق الأكاذيب والادعاءات لتبرير سياساتها العدوانية والتدخلية في الدول الأخرى ذات السيادة خرجت علينا بالأمس الإدارة الأميركية برواية هوليودية جديدة منفصلة عن الواقع ولا تمت للحقيقة بأي صلة حول اتهام الحكومة السورية بما سمته هذه الإدارة محرقة في سجن صيدنايا إضافة إلى الاسطوانة القديمة التي تتكرر دائماً حول استخدام البراميل المتفجرة والسلاح الكيميائي».
وأضاف المصدر: إن «حكومة الجمهورية العربية السورية إذ تؤكد أن هذه الادعاءات عارية من الصحة جملة وتفصيلاً وما هي إلا من نسج خيال هذه الإدارة وعملائها فإنها لا تستغرب مثل هذه التصريحات التي اعتادت على إطلاقها قبيل أي جولة سياسية سواء في جنيف أو أستانا حيث باتت مكشوفة الأهداف والنوايا بشكلها ومضمونها وتوقيتها».
وفي سياق متصل، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف، وفق ما نقلت وكالة «تاس»، أن «المزاعم الأميركية بوقوع عمليات إعدام جماعي في سجن صيدنايا قرب دمشق ليست جديرة بالثقة».
ولفت إلى أن «الأميركيين يحاولون مرة أخرى تحويل الانتباه إلى الحكومة السورية لتقويض جهود حل الأزمة في سورية وخصوصاً مع انطلاق جنيف6».
وبحسب ما أوردت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء، فقد نشرت وزارة الخارجية الأميركية الإثنين صوراً «نُزعت عنها السرية» والتقطت عبر الأقمار الصناعية لما قالت إنه مجمع سجن صيدنايا. وتُظهر الصور عدداً من المباني، وكُتب في أسفل إحداها عبارة «السجن الرئيسي»، وفي أسفل صورة أخرى عبارة مبنى «يُحتمل أنه محرقة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن