رياضة

في الدوري ديربي جديد في جرمانا بين المجد والمحافظة … الجيش ضيف على الحرية في مباراة الحسم

| نورس النجار- فارس نجيب

تقام اليوم مباراتان متأخرتان من مباريات الجولة الأولى من إياب الدوري الممتاز الذي انطلق يوم الجمعة الماضي، فيلعب في حلب على ملعب رعاية الشباب فريق الجيش المتصدر مع فريق الحرية الأخير، ويلعب على ملعب جرمانا المجد مع جاره المحافظة.
ليس من الضرورة بمكان أن يكون الفوز من نصيب المتصدر وخصوصاً إذا كان الطرف الآخر في أسفل الدوري ويعاني مشاكل جمة إدارية وفنية وغير ذلك، فمن أراد الفوز فعليه احترام خصمه واحترام كرة القدم، والمباريات الأخيرة التي لعبها الجيش دلت على عزيمة كبيرة يملكها الفريق لمواصلة المشوار نحو الأمام ولا أظن أن الفريق سيفرط بنقاط مباراته مع الحرية ليخسر الفارق المتسع من النقاط الذي يفصله عن خصومه المطاردين، فبعد خروجه من البطولة الآسيوية خالي الوفاض صار تركيز الفريق على الدوري عالياً حتى لا يخرج من مولد الموسم الحالي بلا جوائز وبطولات.
الحرية يعاني الكثير من الهموم والمتاعب وقد استقر حالياً في المركز الأخير، وهو اليوم بوضع لا يحسد عليه عندما يجابه فريقاً شديداً وقوياً يتفوق عليه بكل شيء، لكن كرة القدم عودتنا على المفاجآت المستمرة، وما فوز الجزيرة على حطين إلا باكورتها في الإياب، وقد يفعلها الحرية إن تماسك القائمون على النادي ونبذوا خلافاتهم خارجاً ولعب الفريق بروح جماعية مخلصة لقميص النادي محبة وولاء ووفاء.
بكل الأحوال المباراة تسير للجيش وغير ذلك من مفاجآت الدوري، وسبق للجيش أن فاز على الحرية بالذهاب بهدف محمد الواكد من جزاء الدقيقة الأخيرة.

مباراة حاسمة
في جرمانا يلتقي فريقا المجد والمحافظة في أول مباراة تلعب في الدوري الممتاز على ملعب بريف دمشق بناء على طلب نادي المجد الذي اختاره ملعباً له في الإياب عوضاً عن ملعب تشرين باعتبار أرضية ملعب جرمانا تتناسب مع ملعب نادي المجد الذي يمارس عليه الفريق تدريباته.
المباراة بكل الأحوال ساخنة ومثيرة والحسم يأتي من بوابة المجد الذي يريد الإقلاع من مركزه الخطر والمهدد الذي أوصله قريباً من القاع وخصوصاً أن زملاءه في المتاعب بدؤوا الهروب ونجحوا مثل الجزيرة والكرامة.
فريق المحافظة في موقع أفضل ويقوده هجوم قوي اعتاد التسجيل في كل مباراة، لكنه لا يملك الصمود للنهاية، وقد يتعثر في شوط المباراة الثاني كما حدث مراراً في ذهاب الدوري وآخرها مع فريق الجزيرة الذي خسر تقدمه في الشوط الأول بهدفين ليخرج في النهاية متعادلاً 2/2، وهذا قد يكون مؤشراً إلى أحد شيئين اثنين، أولهما ضعف المخزون البدني للفريق في نهاية المباراة أو الاستهتار بالخصم بعد التقدم وكأن المباراة قد حسمت بمجرد تسجيل الفريق أو تقدمه.
المجد في موقع أسوأ وهو يعاني الكثير من المشاكل والعثرات ومنها عدم وجود الرديف المناسب في ظل النقص الذي يعانيه الفريق لأسباب عديدة، بكل الأحوال فإن الفوز على المحافظة ليس بالشيء العسير والمباراة ستكون مفتوحة فالفريقان معتادان اللعب في ملاعب صناعية، فميزة الملعب لن ترفع فريقاً على حساب آخر، هناك الكثير من الثغرات في صفوف الفريقين فمن استغلها كان الفوز من نصيبه، والطريق نحو الفوز يبدأ من الهدوء واستثمار الفرص المتاحة.

الحظ والتوفيق
مدرب فريق المحافظة أنس السباعي أشاد بلاعبيه وأدائهم في الدوري، وقال: لم يحالفنا الحظ والتوفيق في الذهاب، وسيكون الفريق في الإياب مختلفاً وسنقدم مباريات أفضل ونأمل أن تكلل جهود الفريق بالنجاح من خلال تحقيق الفوز، العلة التي يعانيه فريقي وكل فرق الدوري هي اللمسة الأخيرة، وعملنا ما بوسعنا للوصول إلى النهايات السعيدة، ولو تمكن فريقي من استثمار نصف الفرص المتاحة لدخلنا قائمة المنافسين على اللقب وهذا ما نسعى إليه في الإياب.

معاناة دائمة
مدرب المجد فراس معسعس يقول: ما زلنا نعاني الأخطاء الفردية وسوء الملاعب، بلقاء الجيش خطأ بسيط من الحارس كلفنا هدفاً ولم يصح الفريق إلا بعد أن سجل علينا ثلاثة أهداف في ست دقائق، عدنا للمباراة وسجلنا هدفين ولم نتمكن من إدراك التعادل، ما حدث بلقاء فريقي مع الجيش هو مثال لبعض معاناتنا، هناك أيضاً الملاعب التي مازلنا نعاني منها، طلبنا نقل مبارياتنا إلى ملعب جرمانا لأنها تتناسب مع ملعبنا من ناحية الأرضية، عسى أن تكون الأرض فألاً حسناً علينا، مباراتنا مع المحافظة ستكون مثل كل المباريات التي سنخوضها في الإياب، فمباريات الإياب لن نتساهل معها أبداً لأن موقعنا على سلم الترتيب خطر جداً وسنهتم بكل مباراة على حدة حسب ظروفها وطبيعتها، فريق المحافظة جيد ومن الفرق التي يحسب لها حساب، وتلعب كرة قدم جيدة، درسنا كل الأمور التي تهمنا بالمباراة وأعطينا اللاعبين التعليمات المناسبة ونأمل أن يكون الفوز من نصيبنا، لنبدأ أولى خطوات الإقلاع والابتعاد عن المؤخرة.
فوارق كبيرة
الفوراق واضحة بين الحرية والجيش، فصاحب الأرض في أسوأ حالاته والكل بات على يقين أن الحرية يدخل غرفة العناية المشددة وبحاجة ماسة لأوكسجين الحياة الذي ربما يمنحه أمل البقاء بدوري المحترفين وهذا شيء يبدو غاية في الصعوبة حتى الآن وليس بمتناول اليد اللهم أمنيات فقط، الحرية يعاني الأمرين من مشاكل فنية وإدارية مع شبه تمرد لبعض لاعبيه الذين كانوا عالة بكل أمانة وسط دخول بعض المحرضين على الخط لصب الزيت على النار ويبدو أن الحرية أمام اختبار غاية في الصعوبة فالجيش فريق يملك عناصر هي نخبة الكرة السورية ويعيش أريحية واستقراراً لا مثيل له بعد خروجه من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وتفرغه لبطولة الدوري وما دليل ذلك إلا انتصاراته التي يحققها تباعاً وتبدو فرصة الحرية ضئيلة بالصمود أمام خصم قوي يمتلك أسلحة فتاكة قادرة على هز شباك النجار الذي سيتحمل مع خط دفاعه كثيراً من الضغط في ظل شهية هجومية يصعب الحد من خطورتها ونعتقد أن مدرب الحرية مصطفى حمصي مطالب بتحقيق نتيجة لأنه يلعب على أرضه لكن بالمقابل خياراته متواضعة لعدم امتلاكه لاعبين مؤثرين يمكن لهم تغيير سير المقابلة، هذا إذا استثنينا الأشقر والأحمد المنضمين للمنتخب الأولمبي ولكن وحدهما غير قادرين على صنع الفارق وهذا ما ظهر في المواجهات السابقة التي لعبها الأخضر على ميدانه.

التعادل يرضي المضيف
الحرية خرج من مرحلة الذهاب وهو متذيل الترتيب في حين أقرب الفرق له بدأت تحصد نقاطاً مهمة لترتقي على سلم الترتيب لذلك هو مدعو للخروج بنتيجة جيدة وربما التعادل مقبول بناء على الواقع الحالي لأنه يصعب المطالبة بأكثر من ذلك في نزال ترجح الكفة به للجيش الذي لن يفوت الفرصة على نفسه حتى يبقي فارق النقاط بينه وبين منافسيه وهو ما يصعب الموقف على المستضيف الحرية الذي بات في دائرة يصعب الخروج منها مع عدم توحد البيت العرباوي وبقاء نهج الضرب من تحت الحزام ونشر الغسيل على صفحات الفيسبوك بعد تغريدات غير مقبولة لبعض اللاعبين الذين هددوا وتوعدوا وكأنه لا كبير يلجم تلك الأشخاص، ما أدى لفسخ عقودهم في سياسة نعتبرها صحيحة ونشدد عليها فلا يمكن لشخص أن يتحكم بالفريق والنادي مهما كان اسمه.

الأرجحية للضيف
المباراة تصب دون مجاملة في مصلحة الضيف الجيش وخاصة أن المقارنة تبدو مستحيلة بين الطرفين ورغم أن الحرية يلعب على أرضه وبين جماهيره لكنه خرج بخيبات كثيرة مع فرق متواضعة فكيف أمام المتصدر الذي سيهاجم منذ البداية ولن يترك للحرية أي مبادرة ونتوقع أن يخرج الجيش بغلة وفيرة من الأهداف ولن يجد صعوبة في تحقيق انتصار وثلاث نقاط تبدو في المتناول منذ الآن، البعض قد يعتقد أننا نبالغ كثيراً لكن من يقترب من فريق الحرية ويتلمس معاناته من النواحي كافة يع تماماً مدى التفكك الذي أصابه من الداخل نتيجة الانقسامات والولاءات التي تتبع لأشخاص معينين لأن الفريق لا يملك أحد عشر لاعباً مثالياً والأغلبية يسير حسبما يرسمه له من في الخارج.
إذاً الجيش يقابل فريقاً مفكك الأوصال مشتت الذهن قد يصمد خلال ربع أول من المباراة لكن بعد ذلك سيسلم بما هو مكتوب له ويلقى مصيره بهزيمة قد تزيد الأخضر غرقاً، ما يعني الحفاظ على موقعه بقاع الترتيب تسليماً بقدره من خلال دور ثانوي سيكمله حتى نهاية مرحلة الإياب والتذكرة هي نحو الهبوط إلا إن حدث شيء يقلب الطاولة وهذا يبدو ضرباً من الخيال من وجهة نظرنا عبر رؤية مبنية على أحداث ووقائع يصعب التخلص منها بسهولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن