رياضة

بالعين المجردة

| مالك حمود

بعيداً عن جدلية المقارنات بين المدربين الوطني والأجنبي، وما يمكن أن يفعله هذا وما يضيفه ذاك، وما يتقاضاه الوطني وما يمكن أن يدفع له، والمعطيات المتوفرة بين يديه، وما يمكن أن يوفر ويؤمن للأجنبي، فإن مبادرة اتحاد السلة السوري باستقدام مدرب أجنبي لمنتخبنا تحمل أهمية في أكثر من منحى.
وقبل الخوض في المزايا التي يمكن أن يحققها وجود الأجنبي، فإننا نأمل أن يحمل وجوده الاستمرارية في سلتنا، وألا تكون مهامه مرتبطة بمشاركة منتخبنا الآسيوية خلال آب المقبل، وأقل من شهرين وتنتهي الحكاية ولكن إلى أين الغاية؟
قلناها ونعود لتكرارها بأن منتخبنا بحاجة لمدرب متفرغ لتدريب المنتخب بعيداً عن انشغاله بالتدريب في الأندية وتفادياً لحساسية تلك المهمة وإغلاقا لباب الحديث عن ميوله للاعبي ناديه أو ما شابه رغم ثقتنا الكبيرة بمدربينا والحمل الكبير الملقى على كاهلهم وبذل قصارى جهدهم من باب الغيرة على مصلحة منتخب الوطن وإظهاره بأجمل وأفضل صورة، فالأجنبي يريح القائمين على سلتنا في أشياء كثيرة، ولكن لنبحث في مطالبه والمعطيات المؤدية لنجاحه، فاستقدام اتحاد سلتنا للمدرب الصربي نيناد غراديتش للاتفاق معه على تدريب منتخبنا الوطني خطوة تحمل الحكمة في أوجه كثيرة، وأهمها معرفته بواقعنا المالي ومساحة التحرك ضمنه وتقبله لذلك الواقع، إضافة لكونه الأعرف بسلتنا والأقرب إلى لاعبينا نظراً لتجربته الواسعة والعميقة مع السلة السورية، التي بدأها مدرباً لنادي الوحدة وقيادته لتحقيق بطولة الأندية الآسيوية، انتقلت بعدها تجربته إلى حلب حيث درب الاتحاد ثم الجلاء، ولأن غراديتش الأقرب إلى سلتنا صار الآن بيننا متفرجاً على المباريات النهائية للبلاي أوف بين الجيش والوحدة فإننا كنا نتمنى لو كان منذ بداية الموسم السلوي، أو الفاينال على الأقل كي يشاهد الفرق العشرة النخبة ويشاهد لاعبيها في مباريات رسمية وقوية، ورغم ذلك فقد يستعين بالخبراء لاستقدام المميزين في الأندية وفتح باب التجربة في تمارين المنتخب، رغم ضيق الفترة المتبقية، ويبقى النظر إلى ما بعد البطولة الآسيوية أهم من البطولة بحد ذاتها، ولاسيما بعد مبادرة اتحاد السلة لبناء منتخب شاب والاستغناء عن اللاعبين المخضرمين، والإقلاع في مشروع منتخب جديد، مع أهمية الاستفادة من الخامات التي أفرزها منتخب الناشئين الذي شارك مؤخراً في بطولة غرب آسيا وحقق نتائج فاقت التوقعات وأفرز العديد من الخامات والقامات.
منتخب الوطن مشروع متكامل والمدرب الأجنبي جزء من نجاحاته والبقية تأتي مع توفر خطط الإعداد والاستعداد بما فيها من معسكرات خارجية ومباريات تجريبية قوية ودعم ومتابعة والأهم الاستمرارية ضمن رؤية إستراتيجية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن