سورية

موسكو تجدد إدانتها لعدوان التنف.. و«عدم التصادم» مع «التحالف» تعمل

| وكالات

أعلنت روسيا أمس أن آلية منع وقوع حوادث جوية بين روسيا والولايات المتحدة في سورية لا تزال تعمل، مجددة إدانتها للعدوان الأميركي على قوات الجيش السوري وحلفائها في منطقة التنف. وشددت على أن عملية أستانا سائرة على نحو فعال، على الرغم من رفض واشنطن الاعتراف بإيران كدولة ضامنة لمذكرة «مناطق تخفيف التوتر» في سورية والتي تم التوصل إليها في الجولة الرابعة من محادثات أستانا.
والخميس الماضي، اعتدى طيران التحالف الدولي على إحدى نقاط الجيش السوري على طريق التنف في البادية السورية ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء إضافة إلى بعض الخسائر المادية. وفي اليوم التالي، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا الاعتداء بـ«غير شرعي وغير قانوني».
والشهر الماضي، سارعت روسيا إلى تعليق العمل باتفاقية «عدم التصادم» رداً على العدوان الأميركي على مطار الشعيرات. وتوصلت وزارتا الدفاع الروسية والأميركية إلى اتفاق عدم التصادم في خريف عام 2015. وعشية زيارة لافروف إلى واشنطن أعادت روسيا العمل بالاتفاقية.
وعلق نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على الاعتداء أمس، بالقول: «العسكريون، كانوا على اتصال»، مؤكداً أن آلية «تخفيف النزاع» لا تزال تعمل.
وأشار إلى الاعتداء الأميركي لم يتم على قوات الجيش السوري، إلا أن ذلك لا يؤثر في الموقف الروسي المبدئي بشأن الحادث المذكور، وقال إن «الجانب الأميركي انتهك مجدداً القانون الدولي بشكل صارخ واستخدم القوة حيال دولة ذات سيادة، دون طلب من الحكومة الشرعية لهذا البلد».
من جهة أخرى، اعتبر ريابكوف أن الجولة الأخيرة من المحادثات السورية في أستانا أكدت فاعليتها في تخفيف العنف في سورية، وأضاف: «لا أرى مشكلة في تنفيذ المذكرة الموقعة في أستانا».
وقال: إن الجولة السادسة من المفاوضات السورية في جنيف أثبتت فعالية العمل الهادف إلى الحد من الأعمال القتالية في سورية والذي جرى في أستانا 4، لافتاً إلى عدم وجود أي مشكلات في تنفيذ المذكرة الخاصة بـ«مناطق تخفيف التصعيد» في سورية في حال عدم الالتفات إلى موقف نظرائنا الأميركيين الذين لا يريدون الاعتراف بإيران كدولة ضامنة للمذكرة.
وبيّن أن الجولة السادسة من المحادثات السورية في جنيف «أثبتت أنه في الواقع لا توجد أي تساؤلات أو شكوك بشأن فعالية ونتائج عملية أستانا».
إلى ذلك، استقبل المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، السفير السوري في موسكو رياض حداد، تلبية لطلب الأخير.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بأن الطرفين تبادلا الآراء «بشكل معمق حول تطورات الوضع في سورية، مع التركيز على تنفيذ مذكرة إقامة مناطق خفض التوتر، الموقعة يوم 4 أيار في أستانا من أجل خفض مستوى العنف في سوريو وتخفيف وطأة الحالة الإنسانية للسكان».
وبحث بوغدانوف وحداد، حسب البيان، «توفير الظروف المواتية لإعادة بناء الهياكل الأساسية في البلاد، والعودة الطوعية للاجئين، والمساعدة على تنظيم عملية التسوية السياسية للأزمة السورية». كما ناقش الجانبان نتائج الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف.
في واشنطن، شن داعية الحرب على سورية السيناتور الجمهوري جون ماكين هجوماً كلاميا جديداً على الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته.
وعلق ماكين على لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير مع لافروف، بالقول: إنه «لم يكن للافروف ما يفعله في المكتب البيضاوي»، ووصف الوزير الروسي بأنه «مجرد وسيط دعائي» للرئيس الروسي، متهما الأخير باستخدام «أسلحة روسية عالية الدقة لضرب مستشفيات في حلب».
وفي أول رد على تصريحات ماكين، ذكر دميتري نوفيكوف، عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب (الدوما) الروسي، أن السيناتور الجمهوري «جندي قديم في الحرب الباردة» ومعروف باستفزازه، ولذلك لا أحد ينتظر منه شيئاً سوى الوقاحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن