عربي ودولي

أكمل التحول لاستبدال تل أبيب بطهران عدواً لدول المنطقة .. ترامب للإسرائيليين: شعور واسع بأن قضية العالم الإسلامي المشتركة معكم هي التهديد الإيراني!

| الوطن – وكالات

استكمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس جولته الإقليمية بزيارة إلى «إسرائيل»، أراد من خلالها الإيحاء بوجود اهتمام أميركي بتحريك عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
ويأتي السعي الأميركي لتحريك عملية السلام، المتوقفة نتيجة تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كغطاء على التعاون المتنامي بين السعودية و«إسرائيل»، والذي يستهدف إيران وحلفاءها في محور المقاومة، وبهذه الزيارة أكمل ترامب التحول الذي أطلقه في المنطقة بعد توليه السلطة والذي باتت بموجبه إيران وحلفاؤها أعداء لدول المنطقة و«إسرائيل» حليفة يتم طلب ودها لقتال «الإيرانيين التوسعيين».
وفي إيماءة تطبيع فائقة الدلالات سمحت السعودية لطائرة الرئيس الأميركي بالتوجه مباشرة من مطار الرياض إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي، وقال ترامب في كلمة موجزة بعد وصوله: «خلال سفري في الأيام القليلة الماضية وجدت أسباباً جديدة للأمل».
وتابع: «أمامنا فرصة نادرة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لهذه المنطقة ولشعوبها وهزيمة الإرهاب وبناء مستقبل يسوده الانسجام والرخاء والسلام لكن لا يمكن أن يتحقق ذلك سوى بالعمل معاً، ما من سبيل آخر».
وخلال الزيارة التي تستغرق 28 ساعة اجتمع ترامب مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس كل على حدة، كما صلى عند الحائط الغربي وزار كنيسة القيامة في القدس، على أن يسافر اليوم الثلاثاء إلى بيت لحم.
وخلال زيارته للرياض التي استغرقت يومين، لقي ترامب ترحيباً حاراً من الزعماء العرب الذين ركزوا على رغبته في القضاء على نفوذ إيران في المنطقة وهو التزام افتقدوه لدى سلفه الديمقراطي باراك أوباما.
ولم يتمكن ترامب من منع نفسه من الإشارة إلى أن بعض الدول العربية باتت أقرب إلى «إسرائيل» ولم تعد ترى فيها عدواً، وفي تصريحات علنية خلال اجتماع مع نظيره الإسرائيلي، قال ترامب: «ما حدث مع إيران قرب كثيراً من أجزاء الشرق الأوسط من إسرائيل»، وأردف: «ويمكنكم القول إن هذه إحدى الفوائد، إن كان هناك فوائد في الأمر، لأنني لمست مثل هذا الشعور المختلف حيال إسرائيل من دول كما تعرفون لم تكن لديها مشاعر طيبة نحو إسرائيل منذ وقت ليس ببعيد»، وشارك الإسرائيليين ما استخلصه من زيارته إلى الرياض، إذ قال: «هناك شعور واسع في العالم الإسلامي، بأن لديهم قضية مشتركة معكم في التهديد الذي تشكّله إيران، وهي بالتأكيد تهديد ولا شك في ذلك».
وأوجز سياسة إدارته حيال إيران بالقول: «الأهم هو أن تعلن الولايات المتحدة وإسرائيل بصوت واحد أنه يتعين عدم السماح لإيران على الإطلاق بامتلاك سلاح نووي وأن عليها وقف تمويل وتدريب وتسليح الإرهابيين والميليشيات وأن تتوقف عن ذلك على الفور».
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أعرب ترامب عن دعمه لـ«إسرائيل» كوطن قومي للشعب اليهودي وأبدى استعداده للعمل من أجل إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي المقابل، فإن نتنياهو الذي يعتقد أن العرب «المعتدلين» يخطبون ود «إسرائيل» من أجل مواجهة إيران، أصر على رفض إحياء عملية السلام إلا وفقاً لشروطه، وذكر أن إسرائيل تشارك ترامب التزامه بالسلام، لكنه كرر مطالب حكومته للفلسطينيين فيما يتعلق بالسياسة والأمن ومن بينها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
واستشعر الفلسطينيون المبتغى من وراء اهتمام ترامب بالقضية الفلسطينية لذلك فقد حرص الرئيس الفلسطيني على التشديد على أهمية المشاركة الروسية في عملية السلام.
من جانبه، دعا الرئيس الإسرائيلي الولايات المتحدة إلى القيام بـ«عمل أكثر» في سورية، من أجل منع اختراق الخطوط الحمراء «من أولئك الذين ينتهكون القيم الأساسية التي تجعلنا بشر»، في إشارة إلى الجيش السوري وحلفائه الإيرانيين وحزب اللـه اللبناني.
ومن الطبيعي، أن تجد إسرائيل نفسها مسرورة من نتائج جولة ترامب في المنطقة، إذ حرص الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في كلمته أمام القمة الإسلامية الأميركية أول من أمس على وصف النظام الإيراني بـ«رأس الإرهاب العالمي»، متهماً إيران بالتدخل في «الشؤون الداخلية للدول الأخرى،، ورفض العيش المتبادل».
لم يرغب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته إلى السعودية، أن يميز بين الإرهاب وداعميه، ففيما كان ينادي بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، أظهر معاداة لافتة لإيران، وسط تماه سعودي خليجي مع موقفه، ما أثار شكوكاً حول الأهداف الحقيقية لإنشاء «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف» الذي تم افتتاحه أمس.
واتجهت الأنظار إلى القمة الأميركية والعربية الإسلامية التي ألقى فيها ترامب خطاباً بدا أنه محاضرة لقادة 55 بلداً إسلامياً وعربياً، فزعم ترامب أنه «من لبنان إلى العراق واليمن، فإن إيران تمول التسليح وتدرب الإرهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة أخرى تنشر الدمار والفوضى في أنحاء المنطقة»، معتبراً أن «داعش والقاعدة وحزب اللـه وحماس تمثل تهديداً إرهابياً للمنطقة».
وفي خطابه، نوه ترامب أن على الدول العربية والمسلمة «مواجهة أزمة التطرف الإسلامي والجماعات الإرهابية الإسلامية»، مضيفاً: «لا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تنتظر القوة الأميركية لتقوم بسحق العدو نيابة عنها، وعلى دول الشرق الأوسط أن تقرر طبيعة المستقبل الذي تريده»، إلا أنه وجه رسالة مبطنة ضد السعودية قائلاً: «علينا الانفتاح واحترام بعضنا البعض من جديد، وجعل هذه المنطقة مكاناً يمكن لكل رجل وامرأة، مهما كان دينهما أو عرقهما، أن يتمتعا فيه بحياة ملؤها الكرامة والأمل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن