سورية

أنباء عن مفاوضات لإخراج مماثل إلى البوكمال.. و«البنتاغون»: حلفاء الجيش السوري يواصلون الحشد قرب التنف … لافروف: إخراج داعش من الرقة إلى تدمر يظهر عدم كفاية التنسيق لمكافحة الإرهاب

| الوطن- وكالات

بعدما أكدت موسكو امتلاكها «معلومات موثوقة» عن اتفاق بين «قوات سورية الديمقراطية- قسد» وتنظيم داعش الإرهابي يسمح لمقاتلي الأخير بالخروج من الرقة إلى تدمر، رأت أن ذلك يظهر عدم كفاية التنسيق القائم بين كل الجهات التي تحارب الإرهاب في سورية، في حين أكدت واشنطن أن الجيش السوري وحلفاءه يحشدون بالقرب من معبر التنف الحدودي، بالتزامن مع أنباء عن مفاوضات حول اتفاق بين «قسد» وداعش للخروج من الرقة إلى البوكمال بريف دير الزور الجنوبي. ووفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، فقد أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس أن بيان وزارة الدفاع الروسية حول فتح الأكراد «قسد» ممراً لتنظيم داعش الإرهابي مبني على معلومات موثوقة، وقال: إن «وزارة الدفاع الروسية تؤكد هذه المعلومات، وأنها مبنية على معلومات موثوقة، وإضافة إلى ذلك، بعد أن علم التنظيم بتسريب هذه المعلومات، خرج من الرقة متجهاً إلى تدمر».
وأكد الوزير الروسي أن «القوات الروسية في سورية رصدت المسلحين من التنظيم الخارجين من الرقة وقامت بمهاجمتهم»، مشدداً على «أن هذا سوف يتم دائماً، عند ملاحظة أفراد التنظيم في أي بقعة من الأراضي السورية، وأنهم وقواعدهم ومعسكراتهم أهداف مشروعة لدينا». ويوم السبت الماضي نشرت وزارة الدفاع الروسية مقطعاً مصوراً لعملية استهداف مقاتلاتها لرتل من المركبات التابعة لداعش، كان متوجهاً من مدينة الرقة باتجاه مدينة تدمر، محملاً بالسلاح والمسلحين.
وكشفت الوزارة في بيان لها، أن العملية تمت يوم 25 أيار الجاري (الخميس الماضي)، بعد أن وصلتها معلومات تفيد بأن القوات الكردية التي تحاصر مدينة الرقة، اتفقت مع التنظيم الإرهابي لفتح ممر آمن له للخروج من الرقة ولكن بشرط التوجه إلى تدمر، مؤكدة أن العملية أدت إلى تدمير 32 مركبة لداعش، ومقتل 120 مسلحاً تابعاً للتنظيم الإرهابي.
واعتبر وزير الخارجية الروسي، أمس، أن «الوضع الحالي يظهر عدم وجود تنسيق بين جميع من يقاتلون ضد الإرهاب في سورية»، مشيراً إلى أن الأكراد ليسوا مدرجين في قائمة الجماعات التي دعيت إلى المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة، على حين نقل موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني عن لافروف قوله خلال التصريحات ذاتها إن «الوضع الناشئ يظهر عدم كفاية تنسيق خطوات كل الجهات التي تحارب الإرهاب في سورية».
جاءت تصريحات وزير الخارجية الروسي بالترافق مع تسريب موقع «دوبكا» الإسرائيلي معلومات تتحدث عن وجود مفاوضات سرية وغير مباشرة بين الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها وداعش وأن هذه المفاوضات تدور حول إخلاء الأخير للرقة والمغادرة نحو البوكمال، ما سيعفي واشنطن من الاعتماد على «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية ويسهل لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التقارب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. ولفت الموقع الإسرائيلي أمس إلى أن هذه المفاوضات بدأت منذ عشرة أيام، عندما تم إنجاز اتفاق مماثل في مدينة الطبقة (ذات المعلومات الموثوقة التي تحدث عنها لافروف)، معتبراً أنه في حال صحة إجراء هذه المفاوضات «فذلك يعني تناقضاً مع ما صرح به وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس عن نية واشنطن محاصرة التنظيم الإرهابي وإبادته ومع ما قاله ترامب في الرياض حول طرد الإرهابيين «من وجه الأرض».
ورغم تلك الأنباء السابقة، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» جيف ديفيز، أمس، أن قوات حليفة للجيش العربي السوري مدعومة من إيران تحتشد مرة ثانية بالقرب من موقع استهدفت فيه طائرات التحالف (في 18 الجاري) قافلة موالية للجيش العربي السوري في حين كانت متّجهة إلى موقع عسكري للتحالف قرب الحدود الأردنية بحسب وكالة «فرانس برس» للأنباء. وقال ديفيز: «نواصل رؤية تحشيد، ونحن قلقون بهذا الشأن»، مشيراً إلى أن «مئات» من الجنود موجودون في المنطقة، رغم أن أعداداً أقل موجودة فعلياً في منطقة عدم التصادم»، وأضاف: «لقد رأيناهم يقومون بدوريات بالقرب من منطقة عدم التصادم حول موقع التنف التدريبي»، لافتاً إلى أن تلك القوات «تحظى بدعم إيران على أقل تقدير».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن