الخبر الرئيسي

شكوك في متانة تحالف «أسود الشرقية» و«مغاوير الثورة» المدعومة أميركياً … ميليشيات «الموك» تطلق معركة «الأرض لنا» على الحدود السورية الأردنية

| عبد اللـه علي

كشفت بيانات إعلان فصيلين من الميليشيات المدعومة من غرفة عمليات «الموك» وهما «أسود الشرقية» و«قوات أحمد العبدو» بدء معركة جديدة في البادية السورية تحت مسمى «الأرض لنا»، رداً على التقدم الواسع الذي أحرزه الجيش السوري في المنطقة، إرباكاً واضحاً ففيما تحدث بعضها عن «هجوم واسع»، اعتبر بعضها الآخر المعركة «عملية مباغتة»، من دون تحديد أهداف المعركة ولا نطاقها الجغرافي.
ويقلل عدم اشتراك ميليشيا «مغاوير الثورة»، ذات الموقع المتميز بالنسبة لواشنطن، في المعركة من أهميتها وخطورتها ويضعها في خانة تعزيز الضغوط التي تمارسها واشنطن على الجيش السوري وحلفائه من أجل إيقاف عمليتهم بالقرب من الحدود مع الأردن والعراق، إضافة إلى ضغوطات أخرى من قبيل الغارة الجوية التي نفذتها طائرات التحالف الدولي ضد رتل للجيش السوري وكذلك إلقاء المنشورات التحذيرية مؤخراً.
وسبق المعركة نقل وكالة «رويترز» عن قائد «جيش أسود الشرقية» طلاس السلامة، تأكيده «زيادة الدعم» الأميركي، كما نسبت الوكالة إلى قائد كبير في جماعة «مغاوير الثورة» المدعومة من البنتاغون «إن الأسلحة تتدفق بانتظام»، ولا يخفى الإيحاء المتعمد بوجود ترابط بين الدعم وتقدم الجيش، وكأنه إشارة إلى أنه يأتي في إطار الرد عليه، وذلك بما يتناقض وتصريحات سابقة للمتحدث الرسمي باسم «مغاوير الثورة» البراء الفارس حول رفض التحالف الدولي تقديم الدعم إذا كان الهدف هو القتال ضد النظام السوري.
وتبقى الاحتمالات محصورة أمام ثلاثة خيارات: إما أن واشنطن غيرت سياستها تجاه سورية، وأصبحت تقدم الدعم العسكري للميليشيات بهدف القتال ضد الجيش السوري، وهو أمر مستبعد حتى الآن، ولاسيما أن تصريحات المسؤولين الأميركيين حتى في أعقاب غارة التنف كانت حريصة على تأكيد عدم وجود أي تغيير في هذه السياسة. والثاني أن واشنطن توزع الأدوار بين الميليشيات فتوكل مهمة مهاجمة الجيش السوري لفصائل «الموك» مثل «أسود الشرقية» و«أحمد العبدو» على حين تمنع فصائل البنتاغون من ذلك أي «مغاوير الثورة»، وهو ما قد يفسر بهذه الحالة عدم مشاركة الأخير في معركة «الأرض لنا».
لكن يبقى الخيار الثالث وهو تعمد «أسود الشرقية» إثارة بلبلة حول الدعم الأميركي وهوية الجهة المستهدفة به، والغاية من ذلك هي ممارسة حرب نفسية على الجيش السوري من خلال الادعاء أن أي هجوم يقوم به يحظى بدعم دولي.
وقد تكون لـ«أسود الشرقية» غايات مختلفة مرتبطة برغبته في تحسين دوره وتوسيع نفوذه على حساب الفصائل الأخرى بما فيها «مغاوير الثورة» وقد أشار مدير المكتب الإعلامي في «أسود الشرقية» سعد الحاج الشهر الماضي عن التباين بين أهداف فصيله، وأهداف «مغاوير الثورة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن