شؤون محلية

المؤسسات الخيرية الخاصة حاملة الأسر المحتاجة…214 ألف طفل و29 ألف امرأة تكفلهم جمعية واحدة

 محمود الصالح : 

تضطلع الجمعيات الخيرية بدور بارز في تقديم المعونات لجميع أشكالها لمن يحتاجها بالاعتماد على ما تحصل عليه هذه الجمعيات من أموال الزكاة والتبرعات النقدية والعينية وخاصة خلال الشهر الفضيل واستطاع الكثير من هذه الجمعيات العمل كمؤسسات اجتماعية كبيرة تقوم بأعباء دول، وخلال فترة الأزمة ازداد دور هذه الجمعيات في مختلف أنحاء القطر وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية لعدد هذه الجمعيات ونشاطاتها، لكن الأكيد أنها تقوم بدور يفوق الدور الذي تقوم به الجهات الرسمية والدولية وعلى نشاط هذه الجمعيات تعتمد مئات الآلاف من الأسر السورية، في هذه المادة الصحفية الثانية التي نتناول فيها هذا الموضوع نتوقف عند نشاط إحدى الجمعيات الرئيسية في مدينة دمشق والتي يحظى نشاطها بأثر كبير في الأوساط الاجتماعية.
جمعية حفظ النعمة تعمل على تدريب المحتاجين وتزويدهم بالقدرة على العمل والكسب الطيب ونقلهم من الحاجة إلى الكفاية والمساهمة بنشر ثقافة العمل التطوعي والحد من ظاهرة الفقر والحرمان، فخلال الأزمة استطاعت الجمعية استقبال 45 ألف عائلة مهجرة تضم 214 ألف طفل دون سن السنوات الخمس وتضم 29500 أم، وتقوم الجمعية بتقديم الخدمات والمعونات اللازمة لهذه الأسر حيث تم تأمين الغذاء من خلال السلل الغذائية إلى 40 ألف عائلة مسجلة على قيود الإغاثة إضافة إلى 5 آلاف عائلة مسجلة على قيود الجمعية، وتقوم الجمعية بخدمة ذبح الأضاحي والنذور وتقسيمها وتوزيعها من دون مقابل لأكثر من 150 عائلة وفق برنامج متعاقب يومي كما تقوم بخدمة إفطار الصائم، وتوفر الجمعية من خلال أموال الزكاة والتبرعات الألبسة على مختلف أنواعها لتصل إلى 33 ألف قطعة شهرياً ويصل العدد اليومي إلى 750 شخصاً حيث تقدم للشخص قطعتين داخليتين وقطعتين خارجيتين إضافة إلى وجود صالات خاصة لتقديم الكسوة للفقراء مرتين في السنة صيفية وشتوية.
وتم افتتاح صيدلية خاصة بالجمعية يتم من خلالها صرف جميع أنواع الأدوية للمرضى المحتاجين وتأتي واردات هذه الصيدلية من التبرعات العينية وكذلك من أموال الزكاة وتقدم الجمعية معدات طبية مثل كراسي العجزة وأسرّة المرضى وأجهزة توليد الأوكسجين وأسطوانات أوكسجين وأجهزة تنفس وغيرها من الأجهزة الطبية، هذا ما أكده لنا رئيس مجلس إدارة الجمعية وأضاف: كما تقوم الجمعية بإحالة 900 مريض أسبوعياً إلى الأطباء المتطوعين والمعتمدين لدى الجمعية وكذلك يتم إجراء 25 عملية جراحية مختلفة الأنواع أسبوعياً للمرضى المحتاجين المسجلين لدى الجمعية، ويتم تأمين الألبسة لجميع المواليد الجدد وتسعى الجمعية إلى تأمين الكفالة للأسر الأكثر فقراً حيث يقدم للأسرة عشرة آلاف ليرة سورية شهرياً وهناك أكثر من 500 عائلة فقيرة تنتظر دورها للكفالة.
كما تقدم الكفالة للطلاب بمعدل 150 طالباً ينتظرون الدور ويصل المبلغ إلى أربعة آلاف ليرة سورية للطالب الواحد شهرياً، وإذا كان هذا هو حال جمعية حفظ النعمة في دمشق والتي تعتبر من الجمعيات الرائدة والتي تقدر وارداتها ونفقاتها السنوية المادية والعينية والخدمية بمئات الملايين، فإن هناك عدداً من الجمعيات الأخرى التي تقوم بدور مماثل ولكن بنسبة أقل وخاصة في مناطق ريف المحافظة، وما زالت هذه الجمعيات تنتظر المزيد من التبرعات المالية والعينية لأن قوائم الاحتياجات طويلة وتصل إلى عشرات المليارات على مستوى القطر ولكن الأيادي البيضاء أكثر وأجود لتقديم المساعدة لمن يحتاجها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن