الأولى

ترامب يَصْب الزيت على النار ونائب في مجلس الشعب السوري يعتبر أن اخفاق المشروع الإخواني لا يعني أن الوهابي أفضل منه … صراع محور الإرهاب مستمر ومشيخة قطر صامدة

| الوطن – وكالات

في اليوم الثاني لتأزم الخلافات بين محور الإرهاب الخليجي، والهجوم الدبلوماسي والاقتصادي السعودي الاستثنائي على مشيخة قطر، تحركت وساطتان كويتية وعمانية، وتم تأجيل خطاب لحاكم المشيخة كان مقرراً أول أمس لفتح مجال أمام تسوية أو حوار، في حين تريد الرياض إخضاع القطريين لقيادتها وسيطرتها على سياسة الخليج.
وكان اللافت في الأمس ما نقله المغرد السعودي «مجتهد» من توبيخ قام به كل من ولي العهد السعودي محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان لأجهزة الاستخبارات السعودية التي كانت تتوقع انهيار مشيخة قطر خلال ساعات، إلا أنها صمدت في وجه الهجمة ولم تتأثر وخاصة بعد تلقي الدعم الإيراني وفتح الأجواء الإيرانية أمام الخطوط الجوية القطرية والإعلان أن طهران مستعدة لتزويد الدوحة بكل مستلزمات الحياة.
وأوعز رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر بن خليفة إلى وزير دفاعه، في كتاب تناقل نشطاء صورة عنه، بإعطاء الأوامر لجميع الوحدات بفتح النار على أي قطعة بحرية مدنية أو عسكرية تدخل أو تحاذي المياه الإقليمية للدولة من جهتي الشرق أو الغرب دون الرجوع إلى القيادة، على أن لا ينطبق ذلك على الوحدات القادمة من الشمال، من قبل إيران، في حين تراجع الدينار القطري قرابة 4 بالمئة أمس وسط تصريحات بأن المركزي القطري يملك كما هائلا من الاحتياطات النقدية، وأن لا خوف على العملة الوطنية التي سيتم دعمها على الفور، فيما وصل أمس أمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح إلى جدة، للبحث مع ملك بني سعود سلمان بن عبد العزيز أسباب الخلاف والحلول المقترحة أو تلك التي تريد الرياض فرضها، وغادر مساء أمس دون ان يدلي بأي تصريحات، كما وصل أول من أمس إلى الدوحة وزير خارجية سلطنة عمان والتقى أمير المشيخة.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي غربي في الدوحة تواصلت معه «الوطن» فإن قطر كانت على الدوام مستعدة لمثل هذا السيناريو السعودي ومحتاطة بشكل كامل تجاه هذه الإجراءات وأن الهجمة السعودية لن تؤثر عليها.
وفي واشنطن، يبدو أن هناك صراعاً داخلياً من نوع آخر، إذ أكدت معلومات أن خلافاً نشب بين وزارة الدفاع والمخابرات من جهة أنهما يريدان تسوية الخلاف، والبيت الأبيض ووزارة الخارجية اللذين يريدان تأجيج الوضع من جهة ثانية، للحصول على منافعه. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر فيما يشبه صب الزيت على النار: إن «شركاءنا في دول الخليج أشاروا إلى أن قطر تقوم بتمويل الفكر المتطرف»، قبل أن تدعو خارجيته الدوحة لـ«اتخاذ تدابير إضافية لمحاربة تمويل الإرهاب»، بعد أن كانت واشنطن أول أمس تدعم مشيخة قطر!.
‏المتحدث باسم مجلس وزراء إيطاليا انطونيو بلايتس أكد «ضرورة إغلاق جميع المساجد الممولة من قطر في إيطاليا، وعلى الحكومة مواجهة هذه السيناريوهات الجديدة للإرهاب، إذ من غير المقبول أن تستمر روما في التجاهل والتظاهر بأنه لا توجد مشكلة».
وأصدر الأزهر بيان دعم لتعليق العلاقات مع ما وصفه بـ«الأنظمة الداعمة للإرهاب» معرباً عن أمله في مضاعفة الجهود في تشديد القطيعة.
في الأثناء، قال عضو مجلس الشعب محمد خير العكام: «هناك حالياً اتهامات متبادلة بين السعودية وقطر بدعم الإرهاب في سورية، وهذا يؤكد ما كنا نقوله بأن الأموال الخليجية والفكر الوهابي دعموا الإرهاب في سورية».
وفي تصريح لـ«الوطن»، رأى العكام أن «فشل المشروع الإخواني لا يعني أن المشروع الوهابي أفضل منه بل هو أسوأ منه»، معرباً عن اعتقاده «أن الولايات المتحدة اليوم تريد لهذا المشروع الوهابي أن يأخذ مداً أكبر بعناوين جديدة».
ومن باريس قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير: «لقد طفح الكيل، وعلى قطر وقف دعم جماعات مثل حماس والإخوان»، مشيراً إلى أن «الهدف ليس الإضرار بقطر، ولكن عليها أن تختار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن