ثقافة وفن

الدراما السورية.. تحدي الاستمرارية والنوعية … ترجمان: دعم قناة الدراما والحفاظ على هويتها وإقامة مهرجان تلفزيوني سوري

| الوطن

بحضور وزير الإعلام محمد رامز ترجمان، عقدت المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي مساء السبت الماضي جلسة تشاورية تحت عنوان «الدراما السورية تحدي الاستمرارية والنوعية»، جمعت فيها عدداً من الفنانين والقائمين على الإنتاج الدرامي، ولعلها ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها العاملون في الحقل الدرامي لطرح مشاكلهم وهواجسهم من أجل تحسين المنتج الدرامي.
وكان لهذه الدعوة التي وجهتها مديرة المؤسسة ديانا جبور أثر إيجابي لدى الحضور، وخاصة أن هدفها بحث ومناقشة قضايا الدراما السورية وأهم المعوقات التي تواجهها وخاصة في ظل الأزمة التي تمر بها سورية، ولاسيما أن وزير الإعلام افتتح الندوة طالباً من الجميع التحدث بشفافية وجرأة وطرح كل ما يخدم العمل الدرامي السوري.

السكة الصحيحة
واعتبر ترجمان أن هذه الجلسة محاولة جادة لإعادة الدراما السورية إلى السكة الصحيحة من خلال طرح المشاكل التي تعاني منها وإيجاد الحلول المناسبة لها.
ووعد وزير الإعلام بالعمل على تطبيق كل المقترحات خلال الفترة القريبة المقبلة، كما أكد سعيه لإقامة مهرجان تلفزيوني سوري يهدف للحفاظ على صناعة الدراما السورية وإنشاء مجلس أعلى للدراما، كما شدد على إحداث معهد عال للفنون السينمائية، ودعم قناة الدراما والحفاظ على هويتها لكونها سفيرة أعمالنا المحلية إلى السوق المحلية والخارجية.
أما فيما يخص الفنان السوري الذي غادر البلاد لأسباب مختلفة فقد أكد الوزير أن المواطن السوري بغض النظر عن نوعية عمله مرحب به في وطنه ولا يحتاج إلى دعوة للرجوع إلى بيته.

عنق الزجاجة
من جانبها رأت جبور في هذه الجلسة محاولة لتلمس أكثر من تحد لمواجهة الدراما السورية سواء في النص أم الإنتاج، وأيضاً المضاربة في التوزيع وبالتالي تقديم اقتراحات للخروج من عنق الزجاجة التي حشرت فيها الدراما السورية.

نقاط أساسية
وأثار بعض الفنانين عدة نقاط أساسية اعتبروها السبب في غياب الأعمال الجيدة التي تشكل قيمة مضافة إلى مسيرة الدراما السورية، منها الدخلاء على هذه الصناعة ممن وصفوا أنفسهم بالمخرجين أو المنتجين وساهموا في انحدار المستوى، وغياب بعض النجوم السوريين خارج الوطن لأسباب مختلفة، وعقبات أخرى واجهتها وتواجهها الدراما على صعيد النص الأدبي والقيمة الفكرية لمضمون العمل وانتهاء بمشاكل ترويج الأعمال السورية عبر المحطات الفضائية العربية، ومن بعدها تم تقييم مسيرة الدراما السورية في السنوات الأخيرة.

محطات خاصة
وطرح البعض اقتراحاً بإنشاء محطات تلفزيونية خاصة، ومنهم المخرج نجدت أنزور الذي اعتبر أن الدراما السورية محاربة، وأن وسائل الإعلام الخليجية تحاول تمييع الدراما السورية منذ عام 2006، لافتاً إلى أن الحل يكون بإنشاء محطات خاصة.
وأشار الفنان رشيد عساف إلى أنه لا توجد محاربة مقصودة للدراما السورية عبر المحطات العربية، لكن التقوقع البيئي دفع تلك المحطات لإعطاء أعمال بلدها الأولوية في العرض، لذلك يجب إنشاء محطات خاصة مهمتها عرض الأعمال السورية والعربية، وكان هذا أيضاً اقتراح الكاتب سامر إسماعيل الذي رأى أن إنشاء هذه القنوات يدعم عرض الأعمال الدرامية السورية ويحقق نوعاً من الاستقلالية ويحرر النص السوري من تحكم بعض المحطات العربية.

ملتقى تلفزيوني
الفنانة شكران مرتجى التي كانت أول المتفاعلين مع أزمة الدراما السورية عندما أطلقت هاشتاغ «أنا مع الدراما السورية» مقترحةً إقامة ملتقى تلفزيوني تسوق من خلاله الأعمال السورية بدلاً من التسول على أبواب المحطات العربية.

ناس جهلة
بدورها أوضحت الفنانة سلافة معمار أن الدراما السورية تعاني خللاً في البنية التحتية، مبينة أن العمل الدرامي أصبح حرفة أو كاراً يفتقر للأكاديميين، وأصبح الممثل هو الأكاديمي الوحيد في هذه الصناعة، على حين يدير العملية الإنتاجية ناس جهلة.

مبلغ سنوي
أما المخرج أحمد إبراهيم أحمد فقد دعا إلى ضرورة تخصيص الحكومة لمبلغ سنوي يقارب المليار ونصف المليار ليرة سورية يتم توزيعه على نحو 10 مسلسلات لتكون حصة كل عمل نحو 150 مليون ليرة أي ما يعادل 300 ألف دولار، لتساهم بذلك بنصف القيمة الإنتاجية إلى جانب المنتج، وهذا الدعم لا يشمل الأعمال الشامية التي تستطيع التسويق لنفسها عبر المحطات حسب قوله.
المال الخليجي

واعتبر المخرج أسعد عيد أن الدراما السورية محاربة لأنها تحمل رسالة فكر وثقافة، والمشكلة الرئيسية في عدم وجود نصوص قوية ومعظم الشركات المنتجة مرهونة للمال الخليجي باستثناءات قليلة.

أزمة تسويق
وعن أزمة تسويق الأعمال السورية بالتحديد بين المنتج عدنان حمزة أن المحطات الخليجية تهرب من الأعمال الاجتماعية خوفاً من بعض الإسقاطات السياسية لذلك تلجأ إلى الأعمال الشامية، إضافة إلى تحججها بعدم قدرة الأعمال السورية على جذب المعلن، وهي حجة المحطات اللبنانية كذلك التي وضعت الأعمال السورية ثالث أولوياتها بعد الأعمال اللبنانية، كما كشف عن جشع بعض المنتجين السوريين وتنافسهم عبر المحطات بغرض العرض فقط.
من جانبه لفت المنتج فيصل مرعي إلى أن الحكومة السورية في وقت معين قصرت تجاه الدراما السورية، مشيراً إلى أن الحل هو إنشاء مؤسسة مشتركة بين القطاع الحكومي والخاص، مع ضرورة عدم الاعتماد على الربح من التسويق للمحطات الخارجية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن