سورية

شدد على الاهتمام بفتح «الممر الأخضر» مع سورية واعتمادها كممر لبلدان مجاورة … دبلوماسي روسي لـ«الوطن»: نتطلع للإعمار في البنية التحتية والنفط والغاز

| سامر ضاحي

أكد رئيس الملحقية التجارية والاقتصادية في سفارة جمهورية روسيا الاتحادية بدمشق إيغور ماتفييف، اهتمام شركات روسية مختلفة باستعمال سورية كممر لبلدان مجاورة بما في ذلك العراق، إضافة إلى اهتمام بلاده الكبير جداً بافتتاح «الممر الأخضر» بين البلدين، وكذلك مركز لتوضيب المنتجات الزراعية السورية المصدرة إلى روسيا، إلى جانب دعم شركاء سوريين لرفع نوعية المنتجات المصدرة إلى خارج البلاد.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش حفل استقبال أقامته السفارة احتفالاً بالعيد الوطني لروسيا الاتحادية في فندق داماروز بدمشق، أبدى ماتفييف رغبة بلاده واستعدادها «لتطوير التبادل التجاري وليس التعاون التجاري فحسب، وكذلك العلاقات التجارية الاقتصادية بين بلدينا الشقيقين بكافة المجالات بما في ذلك مجال الصناعة ومجال الاستثمار»، مبيناً أن بلاده تولي «اهتماماً كبيراً جداً لمشاركة الشركات الروسية في إعادة الإعمار في سورية الشقيقة». وكشف ماتفييف، أن «حجم التبادل التجاري بين بلدينا في السنة الماضية ازداد إلى 600 مليون دولار تقريباً»، لكنه أوضح أن المشكلة الأساسية أنه يجب التوصل إلى توازن بين الصادرات والواردات. وأعرب عن اهتمام بلاده «جداً بتطوير نوعية المستوردات من سورية».
ومنذ عدة سنوات تعبر جمهورية روسيا الاتحادية هي الوجهة الأبرز للمنتجات الزراعية السورية، لاسيما خلال الأزمة.
وبعد أن كشف ماتفييف عن «اهتمام كبير جداً لافتتاح «الممر الأخضر» من خلال توقيع الاتفاقيات الجمركية بين بلدينا الشقيقين»، أشار إلى أنه «حالياً يبذل الجانبان جهوداً للتوصل إلى نجاح هذا المشروع». وأكد أن «أهم شيء لدينا الآن هو افتتاح مركز لتوضيب المنتجات الزراعية السورية المصدرة إلى روسيا الاتحادية لرفع مستوى المنتجات إلى معايير دولية»، معتبراً أن «ذلك مهم جداً لسورية الشقيقة وليس فقط لروسيا، وذلك سوف يكون خدمة مهمة جداً في سبيل التوصل إلى توسيع، ليس فقط ارتفاع المستوى وحجم التبادل التجاري، بل أيضاً توسيع أنواع المنتجات المصدرة من سورية إلى روسيا الشقيقة». وشدد على أن ذلك «مهم جداً».
ورداً على سؤال حول إمكانية نقل الخبرة الزراعية الروسية إلى سورية وخاصة المكننة الزراعية، أعرب الملحق التجاري عن اعتقاده بأن «هناك بحثاً حول هذا الأمر الآن في روسيا الاتحادية»، كاشفاً أن «الشركات الروسية مستعدة لدعم شركاء سوريين في ذلك لرفع نوعية المنتجات المصدرة خارج البلاد». وأضاف: أظن أن ذلك مهم جداً لتنشيط الحياة الاقتصادية في سورية الشقيقة.
وحول استعداد بلاده والشركات الروسية أيضاً لتقديم قروض طويلة الأجل لسورية، قال ماتفييف: «هذا السؤال يحتاج لبحث وأنت تعرف أن القروض وخاصة طويلة المدى تحتاج إلى مباحثات على مستويات مختلفة».
ورداً على سؤال حول اهتمام الشركات الروسية أو طلبها أو عرضها المشاركة في مشاريع محددة خلال عملية إعادة الإعمار في سورية، قال ماتفييف: «أظن هناك مجالات محددة، لن ادخل في التفاصيل لكن في نفس الوقت هناك اهتمام من جانب الشركات الروسية في مجالات مختلفة بما في ذلك مجال البنية التحتية والنفط والغاز والثروة المعدنية»، مبيناً أن ذلك يحتاج إلى جهود مشتركة نشطة جداً ومكثفة، للوصول إلى نجاح سريع». وأضاف: «سوف نبذل كل الجهود من جانبنا للتوصل إلى مثل هذه النجاحات». وعن محاولات الولايات المتحدة الأميركية قطع الحدود السورية العراقية لاسيما بعدما نجح الجيش العربي السوري بالوصول إلى تلك الحدود، وتأثير ذلك اقتصادياً على سورية، قال ماتفييف: لا أتدخل بالشأن السياسي ولكن هذا أمر أظنه سياسياً وليس اقتصادياً فحسب والهدف الآن يجب أن يكون تنشيط الحياة الاقتصادية في سورية وإعادة البنية التحتية لأنها دمرت أثناء الأزمة وإن شاء اللـه سوف نتوصل في المستقبل القريب إلى نجاحات بجهودنا المشتركة واسعة النطاق في مجالات أساسية، وبمشاركة شركات روسية معنية.
وفي العاشر من الشهر الجاري أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن وصول وحدات من الجيش العربي السوري إلى الحدود مع العراق شمال شرق التنف في عمق البادية السورية بعد القضاء على تجمعات تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة، وذلك على الرغم من شن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية عدة غارات استهدفت الجيش وحلفائه خلال تقدمهم باتجاه الحدود.
وحول أهمية فتح الحدود بين سورية والعراق، أكد ماتفييف أن «شركات روسية مختلفة مهتمة لاستعمال سورية كممر لبلدان مجاورة بما في ذلك العراق ونحن نتابع هذا الموضوع لأن ذلك مهم ولكن السوريون سوف يقررون أي المشاريع أفضل لهم بما في ذلك استعمال ممر من البحر المتوسط إلى العراق». وأضاف: أعرف أن مباحثات تجري داخل سورية الشقيقة، ونحن لا نتدخل، ولكن سوف ندعم جهود سورية الشقيقة لإعادة الإعمار في هذا البلد، ولهذا السبب أعار السوريون اهتماماً كبيراً لمشاركتنا في إعادة الإعمار ونحن سوف نحاول أن نفتح آفاقاً للتعاون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن