ثقافة وفن

حسن.م. يوسف: شكراً لحماة الديار بفضلهم نحظى بالتكريم … الأب اليلاس زحلاوي: فرصة لمراجعة تاريخنا القديم والحديث .. الفنانة ميادة حناوي: شرف أن يكرمني بلدي

| سوسن صيداوي- وائل العدس

جائزة الدولة التقديرية التي تقدمها سورية لمبدعيها في الأدب والفن والنقد ذهبت هذا العام لثلاثة من المبدعين المميزين، ففي الأدب ذهبت إلى الاستاذ الأديب حسن.م.يوسف، وهو صاحب الباع الطويل أدباً وحضوراً ثقافياً، وفي النقد إلى الأب المثقف والفنان والمترجم الياس زحلاوي الذي ينير سماء الثقافة والفن والموسيقا والفرح، وفي الفن إلى مطربة الأجيال الفنانة الكبيرة ميادة الحناوي، وهي التي وهبت سورية جبهة مجدها، وصدحت بعز سورية وكبريائها.
«الوطن» تحدثت إلى الفائزين المقدرين الثلاثة، وتقدم نبذة عن جهود كل واحد منهم:

حسن م. يوسف وجائزة الأدب

من مواليد قرية الدالية، ريف اللاذقية، سورية 1 شباط 1948‏
عمل محرراً ثقافياً رئيسياً وكاتب عمود ساخر في جريدة تشرين منذ عام 1978 حتى شباط 2008
كاتب دائم في جريدة «الوطن» اليومية.

كتب
«العريف غضبان». مجموعة قصصية. وزارة الثقافة، دمشق 1978. ‏
«قيامة عبد القهار عبد السميع». مجموعة قصصية، دار الأهالي، دمشق 1988. ‏
«الآنسة صبحا». مجموعة قصصية دار الينابيع، دمشق 1993. ‏
«عبثاً تؤجل قلبك»– منمنمات– وزارة الثقافة– دمشق 2000
«أبٌ مستعار» مجموعة قصصية– دار هيا– دمشق 2002
«فارس قوس قزح» قصة طويلة للأطفال– وزارة الثقافة 2007
«الساخر يخرس» مجموعة قصص قصيرة – اتحاد الكتاب العرب 2016

مسرحيات
«الكلب الأزرق». مسرحية للأطفال، مسرح العرائس، دمشق، موسمي 1987-1988. ‏
«الأصدقاء الستة». مسرحية للأطفال، مسرح العرائس، دمشق، موسمي 1989-1990. ‏

المسلسلات التلفزيونية
«نهاية رجل شجاع». مسلسل تلفزيوني- 27 حلقة- عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب حنا مينه، إخراج نجدة إسماعيل أنزور، إنتاج الشام الدولية للسينما والتلفزيون 1994. ‏
«إخوة التراب». قصة وسيناريو وحوار مسلسل تلفزيوني- 24 حلقة- إخراج نجدة إسماعيل أنزور إنتاج الشام الدولية للسينما والتلفزيون، فاز بالجائزة الذهبية في مسابقة المسلسلات الدرامية في مهرجان القاهرة الثاني للإذاعة والتلفزيون 1996.
«إخوة التراب»- الجزء الثاني. قصة وسيناريو وحوار مسلسل تلفزيوني-25حلقة- إخراج شوقي الماجري، إنتاج الشام الدولية للسينما والتلفزيون 1998. ‏ الجائزة الفضية في مهرجان تونس للإذاعة والتلفزيون.
المادة المعاصرة في مسلسل «البحث عن صلاح الدين» تأليف محمود عبد الكريم، إخراج نجدة أنزور– رمضان 2001.
ثلاثية «بين جبهتين» ضمن مسلسل «المارقون» إخراج نجدة إسماعيل أنزور 2006.
ثلاثية «هبة» ضمن مسلسل «المارقون» إخراج نجدة إسماعيل أنزور 2006.
«سقف العالم» قصة وسيناريو وحوار مسلسل تلفزيوني من ثلاثين حلقة، إخراج نجدة إسماعيل أنزور 2007.
في حضرة الغياب– ثلاثين حلقة– إخراج نجدة إسماعيل أنزور 2011.
ملح الحياة– ثلاثين حلقة– إخراج أيمن زيدان. فاز بجائزة أفضل مسلسل درامي لعام 2011 في مهرجان الغدير الدولي، العراق.

الأفلام السينمائية
سيناريو وحوار فيلم «كش مات». إخراج رشيد فرشيو، إنتاج تونسي، سوري، كندي، مغربي، فرنسي مشترك 1995‏.
سيناريو فيلم «رؤية لصلاح الدين» إنتاج وإخراج نجدة أنزور 2004

فعاليات مختلفة
الجائزة الأولى في القصة ضمن مسابقة المهرجان الأدبي لجامعة دمشق 1975
الجائزة الأولى في المسابقة الأدبية لجريدة الثورة عن قصة «العريف غضبان» 1975.
الجائزة الأولى في المسابقة الأدبية لجريدة البعث عن قصة «سالاثيميا عظمى» 1976.
شارك في لجان تحكيم عدد من المهرجانات الفنية والمسابقات الأدبية.
عضو اللجنة العليا لمهرجان دمشق السينمائي 1999.
عضو لجنة السينما في المجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب.
عضو لجنة النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة.
عضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية الرابعة للكاريكاتير– سورية 2008.
عضو في لجنة الإشراف على مهرجان جبلة الثقافي الذي تنظمه جمعية العاديات في المدينة.
عضو في اللجنة المنظمة لمهرجان مارليان الثقافي الذي تنظمه مطرانية الروم الأرثوذكس في حمص.
مستشار لبرنامج «الإعلام والمجتمع» في المجلس الثقافي البريطاني بدمشق 2007- 2008.
أستاذ لمادة السيناريو وتحليل الأفلام في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق بدءاً من 2007 وحتى 2011.
محاضر زائر في المركز الإذاعي والتلفزيوني التابع لجامعة الدول العربية.
تم تكريمه في مهرجان دمشق السينمائي الدولي السادس عشر– تشرين الثاني 2008.
رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية في مهرجان دمشق السينمائي الدولي السابع عشر 2009.
مشرف ورشات كتابة السيناريو في تلفزيون المنار 2011-2012.
كاتب دائم في الطبعة العربية من مجلة PC Magazine‏. التي تصدرها في دبي مجموعة الدباغ إنفورميشن تكنولوجي، منذ نيسان 1995 وحتى توقفها عن الصدور في2007.
كتب استطلاعات وتحقيقات صحفية عن عمان، العراق مصر، سورية، الصين، الهند، هنغاريا، قرغيزيا، فنلندا، أميركا.
تُرجمت بعض قصصه إلى الفرنسية والإنجليزية والصينية، والإسبانية والروسية وكُتبت عنها أطروحات جامعية.
أجرى حوارات مع عدد كبير من أبرز الوجوه الثقافية العربية والعالمية: فانيسا ريدغريف، سعيد حورانية، ميرنال سين، عاصم الباشا، عبد الرحمن منيف، نيقولاي خايتوف، مريام ماكيبا، دريد لحام، عادل قرشولي، علي فرزات، جنكيز إيتماتوف، زياد الرحباني، ثيو أنجيلوبوليس، خوسيه ميغيل بويرتا…
شارك في عدد من المعارض السنوية لجمعية التصوير الضوئي بدمشق، كما ترجم العديد من القصص والمقالات والدراسات من الإنجليزية إلى العربية.
اختير من مجلة «أرابيان بيزنس» التي تصدر في دبي بالعربية والإنجليزية كواحد من أكثر مئة شخصية عربية مؤثرة في العالم عام 2014، فئة المفكرين.
رئيس لجنة تحكيم مسابقة السيناريو في مهرجان خطوات السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، اللاذقية شباط 2015.
رئيس لجنة تحكيم مسابقة القصة القصيرة التي أقامتها دار عين الزهور للنشر والتوزيع بالتعاون مع برنامج مبادرات 2016.
عضو مجلس إدارة مركز الشرق الأوسط للتدريب الإعلامي– دمشق.
أستاذ مادة السيناريو في «دبلوم علوم السينما وفنونها» الذي نظمته المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني 2015- 2016.
أستاذ مادة السيناريو في دورة السينما 2016 التي أقامتها أكاديمية السينما باللاذقية بالتعاون مع جامعة تشرين.
أستاذ مادة السيناريو في «دبلوم علوم السينما وفنونها» الذي تنظمه المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني 2016– 2017.

ميادة الحناوي وجائزة الفن
مواليد حلب (8 تشرين الأول 1959).
لقبت بمطربة الجيل وصنفت في الصف الأول بين المطربات العربيات حيث غنت في صغرها وأعاد اكتشافها الموسيقار محمد عبد الوهاب عندما استمع إلى صوتها في إحدى سهراته بمصيف بلودان الذي كان يحرص على زيارتهِ والاستجمام فيه كل صيف وكان يُعرف أنه «مصيف المشاهير».
وقد كان عبد الوهاب صديقاً شخصياً لأحد وزراء سورية الذي كان زوجاً للفنانة ميادة الحناوي عام 1977 وخلال السهرة استمع موسيقار الأجيال لصوت ميادة وأبدى إعجابه الشديد بصوتها الجميل وتم الاتفاق أن تزور مصر لتنطلق منها فنياً وهو ما رفضته آنذاك معربة عن رفضِها لفكرة احتراف الفن.
بعد وفاة زوجها، حضرت إلى مصر بمرافقة أخيها عثمان الحناوي وأقامت في شقة في القاهرة، وجهز لها الموسيقار عبد الوهاب ألحاناً خاصة لها، وبقيت نحو العامين، وخلال هذه الفترة كانت تتجهز للانطلاق لعالم الشهرة.

الانطلاق والشهرة
اكتسبت ميادة شهرة بعد أن صدرت أغانيها عن طريق الكاسيت وإذاعة أغاني مصورة بالفيديو عبر شاشة التلفاز، وكانت تقدم حفلاتها في الكثير من البلاد العربية برفقة فرقة الفجر بقيادة المايسترو أمين الخياط وتذاع وتعرض حفلاتها وأغانيها على مختلف المحطات العربية، وكانت الألحان ترسل لها على شريط كاسيت من كبار الملحنين العرب وتتدرب عليها في دمشق وتسجلها.
وعند إتمام الاستعدادات تسافر هي والملحن وفريق العازفين بأكمله للتسجيل باليونان حيث كان يرافقها المنتج الفنان محسن جابر وأصبحت ميادة أشهر المطربات في زمانها.

ميادة وعمالقة الملحنين
تعاملت ميادة خلال هذه الفترة مع كبار الملحنين بمصر على رأسهم الفنان الكبير محمد الموجي الذي أطلقت معه أولى أغانيها ما أغضب عبد الوهاب وجعله يسحب منها أغنية «في يوم وليلة» لتذهب للفنانة وردة، وتعاملت ميادة أيضاً مع العباقرة محمد سلطان وحلمي بكر، ولكن انطلاقتها الكبرى كانت مع الموسيقار بليغ حمدي. أما أغنية «نعمة النسيان» فهي من ألحان الفنان عازف الأكورديون فاروق سلامة الذي كان يعزف في فرقة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وهو شقيق الملحن جمال سلامة.
غنت ميادة مع بليغ حمدي أروع أغانيها الطربية مثل «أنا بعشقك»- «الحب إلي كان»- «أنا أعمل إيه»- «سيدي أنا» وغيرها من أروع الأغاني التي حققت لها انتشاراً كبيراً بالعالم العربي وأيضاً بين الجاليات العربية بأميركا وأوروبا حيث كانت ترافقها عدسات كبرى المجلات العربية في حفلاتها وعلى رأسها مجلة «الموعد» ممثلة بالكاتب الكبير محمد بديع سربية الذي غنت ميادة أيضاً من أشعاره وقال عن نجاحها: «ميادة حققت في ثلاث سنوات ما حققته وردة الجزائرية في ثلاثين عاماً».

مع بداية التسعينيات
بعد رحيل الأب الروحي لميادة بليغ حمدي والذي وهبها آخر لحن له «عندي كلام» من كلمات الشاعر عبد الرحمن الحوتان، بدأت ميادة في تغيير جلدها الفني بالتعاون مع الجيل الجديد من الشعراء والملحنين وبدأت بالتعاون مع الموسيقار سامي الحفناوي في ألبوم «غيرت حياتي» الذي شكل بداية غنائها للأغاني الطربية القصيرة وأبهرتنا بتصويرها وهي الأغنية التي حققت انتشاراً لها بين جيل جديد من الشباب.
توالى بعد ذلك تعاونها مع الملحنين الشبان ومنهم صلاح الشرنوبي الذي أطلقت معه «أنا مخلصة لك» و«مهما يحاولو يطفو الشمس».
وحرصت ميادة على التعاون مع الملحنين الكبار الذين قدموا لها أجمل الألحان إلى جانب الشباب وأطلقت مع محمد سلطان ألبوم «هو مش أنا»، ومع الموسيقار عمار الشريعي «متجربنيش»، ومع الموسيقار الكبير خالد الأمير الذي عاد للساحة الفنية عام 1998 مع ميادة بألبوم «أنا مغرمة بيك»
في عام 1999 صدر ألبوم «توبة» من ألحان الموسيقار صلاح الشرنوبي وغابت بعدها ميادة لأسباب شخصية.
أصدرت ألبوم «عرفوا إزاي» الذي تم تسجيله عام 2000 وظل يتأجل 4 سنوات كاملة ليصدر في نهاية عام 2004 والذي صورت منه كليباً واحداً وهي أغنية «توبة».
خلال تلك الفترة أحيت العديد من الحفلات الناجحة في سورية ومصر والعالم العربي، آخرها كان حفل قرطاج عام 2005 الذي حضره 13 ألف متفرج وكانت ميادة نجمة الحفل الوحيدة.
في عام 2007 أصدرت ميادة أغنيتين وطنيتين، الأولى بعنوان «يا شام» وتبعتها أغنية مهداة منها للبنان بعنوان «بيروت يا عروس الشرق» وكلتا القصيدتين من كلمات الشاعر نبيل طعمة وألحان الملحن الشاب خالد حيدر.
تبعه في بداية عام 2008 أوبريت في دمشق «يسلم ترابك يا شام» ألحان هيثم زياد وشاركها فيه هاني شاكر ولطيفة وعاصي الحلاني وحسين الجسمي.
وشاركت أيضاً في برنامج «أمير الشعراء» لقناة أبوظبي وأحيت حفلاً على هامش البرنامج مع الفنان مروان خوري.
2014- 2015

عادت مطربة الأجيال إلى الغناء الطربي بعد غياب 9 سنوات تقريباً لم نشهد فيها إلا الأغاني الوطنية وكانت آخر حفلة خاصة لها في حفلة قرطاج عام 2005، وتصدر ألبومها الجديد العام الحالي الذي منه أغنية (عيني) التي قامت بتسجيلها العام الماضي من ألحان الجزائري نبلي فاضل، وتتبعها بأغنية (روح بس تعالى).

في سطور
الموسيقار السنباطي قال عنها: «يسعدني كما بدأت حياتي مع أم كلثوم أن انهيها مع ميادة الحناوي» وأعطاها لحن قصيدته «اشواق» ولحن لها رائعته «ساعة زمن».
الإعلامي محمد بديع سربية أطلق على ميادة لقب «مطربة الجيل».
الموسيقار الكبير بليغ حمدي كتب أغنيتين لها وهما «انا بعشقك» و«الحب إلي كان» وكلتاهما كُتبتا للحناوي.
ميادة أول مطربة عربية تسجل أغانيها بنظام التراكات الذي يسمح بتسجيل اللحن على تراك والغناء على تراك آخر.
الحناوي أول مطربة عربية تطلق أغانيها على أسطوانات ليزر.
الشاعر الفلسطيني رامي أبو صلاح، نظم لها قصيدةً في ذكرى ميلادها وكثيرون آخرون منحوها ألقاباً رائعة لروعة فنها وأصالته ورقيّه.

الأب الياس زحلاوي النقد والترجمة
الأب الياس زحلاوي قال لـ«الوطن»: عندما أعلن خبر فوزه فاجأني هذا الخبر بتكريمي مع بعض المثقفين في البلد، لأني أعتبر أن كل ما يؤديه المثقف إنما يؤديه كواجب، والقول المأثور معروف «لا شكر على واجب»، ولاسيما أن المثقف ما يقدمه للعقل والقلب من خلال المجتمع، إنما يقدمه قبل المجتمع لذاته، هذه نقطة والنقطة الأخرى، أود أن أشير إلى أن الكتب التي كانت سببا في تكريمي من واجبي أن أترجمها لما لها من أهمية، لأن الموضوعات التي أردت أن أترجمها تثير قضايا مهمة جداً على صعيد التاريخ الماضي وعلى صعيد التاريخ الحاضر وعلى صعيد المصير.

دمشق وكاهنها الأب الياس زحلاوي
لم يستطع الأب إلياس زحلاوي مفارقة دمشق وأخذ القرار بألا يبقى بعيداً عنها مهما قدم له الجانب الآخر من العالم من أمور ممكن أن تغري بشري تهمه ماديات الزمن وحاجاته، ورغم أنه عُرِض عليه البقاء في فرنسا إلا أنه قرر العودة إلى دمشق، فارتسم فيها كاهناً عام 1959، وعُيِّن في لبنان لمدة ثلاث سنوات ولكنه قرر الاستقالة، وفي العام 1962 انتقل إلى دمشق، وقام بالتدريس في بعض المدارس وهكذا كان حتى عام 1966 بعدها أصيب بمرضٍ في حنجرته منعه من متابعة التدريس.

فخر سوري
خلال المسيرة الطويلة للأب زحلاوي فيما قدمه من فكر وترجمة، وما أنتجه من تأليف في المسرح أو اهتمام كبير في الموسيقا، يفخر بعطائه الذي هو نتاج سوريُّ يعبّر عن حضارة الأبجدية الأولى في العالم، هذه الحضارة التي ستبقى راسخة ومتجذرة مهما اجتمعت عليها الظروف القاسية، فالهوية السورية لن تُطمس مهما كانت الشدائد التي تواجهها، شاكرا علي عطية كونه سورياً ويعيش في كنف وطنه قائلاً: «أرفع الشكر لله، بكل صدق، لأنه خلقني في سورية، ولأنه ألهمني أن أهتمّ بالشبيبة والطفولة، وكنت كثيراً ما أتساءل ماذا عساني أقدّم لهذا الجيل، وهو يعيش في ضيق، يعيش في حيرة، يعيش في تأرجح بين الرسوخ في الوطن والهجرة، وكنت ألمس يوماً بعد يوم في أعماق أطفالنا وشبّاننا وشابّاتنا، طاقات هائلة، ألمسها وأتوقع لها تفجراً مبدعاً قوياً». مضيفاً «إياكم أن تستسلموا لليأس، إياكم أن تستسلموا للقنوط والاكتئاب، في أعماق سورية من جذورها حياة قوية، لم يشأ اللـه أن تكون مهد الأبجدية للا شيء، لم يشأ لها اللـه أن تكون منطلق الحضارات للا شيء».

في المسرح
بدأ اهتمامه بالمسرح في المرحلة الثانوية، حيث كان يؤلِّف ويمثِّل، وهذا الأمر كان أيضاً حين وجوده في القدس أثناء متابعته للدراسة الفلسفية، حيث كان يمثل ويؤلف مع زملائه ويطالِع أيضاً، معتبراً الأب زحلاوي «المسرح يعني لي شيئاً كثيراً فيكفي وقع الكلمة في نفسك وفي السامع وأصداء الكلمة»، وعندما عاد إلى دمشق راقب ما كان يحدث في نطاق النهضة المسرحية في الستينيات، وبدايات مسرحي الحمراء والقباني، متابعا بعدها كتابة المسرح بتشجيع من المخرج «سمير سلمون»، ومن المسرحيات: المدينة المصلوبة، الطريق إلى كوجو، وجبة الأباطرة.

تأسيسه لجوقة الفرح
تعتبر جوقة الفرح من أهم ما قدّمه الأب زحلاوي من أعمال في مجال الشبيبة والكورالات، لأنها تجاوزت جدران الكنيسة لتلتقي بالإنسان مع أخيه الإنسان بفيلق واحد هو الفرح الممزوج بلحن الموسيقا، حاضنة الجوقة بفرحها، الطفولة إلى الكهولة، ومن كل الأعمار وكل الطبقات الصوتية، منطلقة من الكنيسة إلى الوطن سورية، ومنها إلى الدول العربية، ومن ثم إلى العالم، مؤكدة بما تقدمه أن سورية هي بلد الإخاء ونموذج حقيقي للحوار بين الأديان، واللقاء المسيحي والإسلامي الحقيقي، المغاير تماماً لحقيقة ما يُبث إعلامياً بطريقة مغرضة، واليوم منتسب للجوقة نحو 500 منشد أعمارهم متراوحة بين 7 سنوات و75 سنة، وتتألف حالياً من خمس جوقات، يقوم بالإشراف عليها فنياً وإدارياً شبان وشابات من الجوقة ذاتها، وكان تأسيسها عام 1977 في كنيسة سيدة دمشق.

أعمال مستقبلية
ينكب على الكتابة بشكل مثابر ويومي، وحتى اللحظة ما زال يتابع التأليف، وحول مشاريعه المستقبلية قال الأب الياس زحلاوي «أتابع التأليف وأرجو أن يصدر لي قريباً مؤلفان، أعتقد أنهما من الأهمية بمكان. الأول باللغة العربية، وهو بعنوان «المسيحية واليهودية، بين الماضي والحاضر». والثاني، باللغة الفرنسية، وهو يضم رسائلي المفتوحة إلى المسؤولين الكنسيين والمدنيين في الشرق والغرب. كما أنهيت الترجمة الفرنسية لكتاب مهم، كان قد وضعه المفكر العربي أنطون المقدسي، حول «حدث الصوفانية». وأرجو نشره قريباً. هذا بالإضافة أن هناك مؤلفات أخرى بالعربية، باتت جاهزة للطباعة، من السابق الآن الإعلان عنها».

في الكلمة والتأليف
برع الأب الياس زحلاوي في الترجمة والتأليف وله العديد من المؤلفات يبلغ مجموعها 23 كتابا موضوعا ومترجما، بينها ثلاث مسرحيات وكتابان باللغة الفرنسية. كما ترجم الكتاب المعرفي الموسوعي تاريخ المسرح في خمسة أجزاء. ومن مؤلفاته باللغة العربية:
1- عرب مسيحيون أو مولد إيمان، مطبعة الأديب، دمشق، 1969.
2- حول الإنجيل وإنجيل برنابا، المطبعة البولسية، لبنان، 1971.
3- المدينة المصلوبة (مسرحية)، منشورات وزارة الثقافة، 1973.
4- الطريق إلى كوجو (مسرحية)، منشورات اتحاد الكتاب العرب، 1976.
5- المجتمع والعنف (مترجم)، منشورات وزارة الثقافة، 1976.
6- مجد اللـه هو الإنسان الحي، بالتعاون مع أفراد أسرة الرعية الجامعية، دمشق، 1977.
7- يقينان وسؤالان، منشورات جيش التحرير الفلسطيني، 1979.
8- تاريخ المسرح في خمسة أجزاء (مترجم)، منشورات وزارة الثقافة، 1981.
9- فكر هيغل السياسي (مترجم)، منشورات وزارة الثقافة، 1981.
10- وجبة الأباطرة (مسرحية)، منشورات اتحاد الكتاب العرب، 1985.
11- شهود يهوه، من أين وإلى أين؟مطبعة دار العلم، دمشق، 1991.
12- الصوفانية (1982–1990)، مطبعة الحرية (لبنان)، 1991.
13- اذكروا الله (ترجمه عن الفرنسية أديب مصلح)، المطبعة البولسية، 1995.
14- سيدة الصوفانية، القاهرة، 1997.
15- ومن الكلمات بعضها، المطبعة البولسية، 1997.
16- من أجل فلسطين، دار عطية، بيروت، 2004.
17- هروبي الأخير مع يسوع المسيح (مترجم عن الفرنسية)، المطبعة البولسية، 2004.
18- أمن أجل فلسطين وحدها؟منشورات مركز الغد العربي للدراسات، 2006.
19- الصوفانية خلال 25 عاماً (ثلاثة مجلدات)، دار المجد للطباعة والنشر، 2009.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن