رياضة

حمى الانتقالات بدأت والأندية الكبيرة استعدت واتحاد السلة يتابع

| الوطن

ما أن انتهى الموسم السلوي حتى بدأت حمى الانتقالات للموسم السلوي الجديد، ويبدو ستتساقط معها أوراق التوت على عورات أغلبية الأندية التي سوف تتسابق نحو اعتلاء منصات التتويج بأي طريقة كانت حتى لو كانت على حساب مصلحة الأندية الأخرى، لأن حب البروظة والبريستيج سيدفع أغلبية إدارات هذه الأندية إلى التعاقد مع أفضل اللاعبين مستغلين حالة عدم الاستقرار التي يشهدها بعض الأندية نتيجة الأوضاع التي تشهدها البلاد، ليؤكدوا بالدليل القاطع أن إنجازاتهم مسبقة الصنع بعيدة كل البعد عن العمل الرياضي الصحيح الذي يؤسس على أرض صلبة نستطيع من خلاله الانطلاق إلى مراحل أفضل وأشمل.

طمع الكبار
عندما تكون أمور هذه الأندية الكبيرة ميسرة ووفيرة، فإنهم يميلون ما مال الهواء باتجاه الاحتراف وتحرير العقود واللاعبين، وضرورة ترسيخ حرية التعاقد والانتقال و.. و.. و، ما دام فقر الأندية في مصلحتهم، وفجأة يخلعون ثوب الرأسمالية وحرية النقل والانتقال، ويرتدون ثوب المصلحة العامة، وحماية الأندية التي سبق لهم إفقارها، وجذب لاعبيها بكل أنواع الإغراءات بالطرق المشروعة وغير المشروعة، وعندما قادت إدارتهم معاقل أنديتهم إلى الدرك الأسفل في منافسات فرق القواعد للموسم الماضي، ولما ظهر لهم رغبة البعض في العمل، ونفض غبار التخلف والتعفن عن مفاصل كرة السلة، بدؤوا بحملاتهم الجحفلية في أروقة، ومكاتب أصحاب القرار، ليستروا تقصيرهم، وهزالة قواعدهم، وفرقهم المستمرة على حساب ضعف باقي الأندية.
ولأن أعداء الأمس باتوا أصدقاء اليوم ما دامت المصلحة مشتركة، والوافد الجديد عدواً مشتركاً، فلا مانع أن نتجاهل حروب داحس والغبراء التي قامت بيننا، والاتهامات المتبادلة بقرصنة اللاعبين، واغتنام الموهوبين، لأن صفحة جديدة ستفتح ملفات الكسل والترهل، والوافد الجديد سيفضح نشاطه وحيوية ترهلنا، ويفقع بالوناتنا الوهمية التي ظهرنا بها أمام المسؤولين بأن تاريخ كرة السلة يبدأ وينتهي من عندنا.
فحلال على هذه الأندية الكبيرة أن تغري هذا الناشئ أو ذاك، وتدمر نادياً صغيراً إذا اقتضت المصلحة ذلك، وحرام على غيرنا، وحلال علينا أن نجير المنح المدرسية والجامعية لاقتناص لاعبي ولاعبات الأندية، ولكن حرام على غيرنا، ولا مانع من أن تغري بعض لاعبي فرق الرجال بالدراهم ليتركوا أنديتهم، ولكن حرام على غيرنا أن يقدم عرضاً للاعب انتهى عقده مع نادينا، وحلال علينا إذا حضرنا لمباراة رسمية بفريق غير مكتمل، وحرام على غيرنا أن يفكر بإكمال فريقه.

تناقص غريب
لعل هذه الهزة الأرضية لهذه الأندية قد أسقطت الأبنية الهشة والمتهالكة لها بعد موسم متقلب بنتائجه، وحفظت ما بني بضمير وإتقان بعيداً عن الغش والخداع، وكانت تتماشى مع الحكمة التي تقول (رب ضارة نافعة).
أيتها الأندية الكبيرة، عودوا للعمل بقواعدكم بشكل صحيح، لأن البداية الصحيحة لابد أن تثمر في النهاية.
وخذوا نادي الثورة كمثال يحتذى به كناد عرف كيف يعمل بهدوء وترو، وبفترة صغيرة رغم إمكاناته القليلة تمكن من إثبات نفسه كناد بين الأقوياء واستطاع الفوز بكأس الجمهورية لسلة السيدات، ويراهن البعض بأن سلته سوف تشهد الكثير من التطور، وتحقق نتائج أكثر من إيجابية في المواسم المقبلة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن