سورية

الولايات المتحدة رفضت الإفصاح عن أدلة تزعم امتلاكها حول تحضيرات دمشق لهجوم كيميائي … موسكو وطهران تجددان تحذير أميركا من أي خطوات تصعيدية تجاه سورية

| وكالات

جددت روسيا وإيران تحذيرهما من أي خطوات أحادية أميركية تجاه سورية، بعد مزاعم واشنطن بخصوص تحضيرات الجيش العربي السوري لهجوم كيميائي جديد، منبهة إلى التداعيات السلبية لهذه المزاعم، على حين رفضت فيه واشنطن الإفصاح عن الأدلة التي تزعم امتلاكها حول تلك التحضيرات.
وزعم المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر في بيان له الإثنين أن واشنطن رصدت ما وصفه بـ«استعدادات محتملة لهجوم كيميائي جديد»، مهدداً «بثمن باهظ ستدفعه سورية»، في تكرار للكذبة نفسها التي استخدمتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السابع من نيسان الماضي لشن عدوان على مطار الشعيرات في المنطقة الوسطى.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» للأنباء أمس بشأن مزاعم الولايات المتحدة الأخيرة: «إذا كان الهدف هو تصعيد دوامة التوتر فنحن نرى أن هذا الأمر غير مقبول وأنه يؤثر سلباً في الجهود التي تبذل في أستانا وجنيف»، مضيفاً: إن التصريحات الأميركية بشأن تحضير الحكومة السورية لهجوم كيميائي «هراء مطلق وافتراءات غير مدعومة بشيء ولا تقدم أي حقائق».
وفي رده على سؤال عن إذا ما كانت روسيا تحذر الإدارة الأميركية من القيام بتصرفات أحادية الجانب، قال غاتيلوف: «نحن نتحدث دائماً عن هذا الأمر بما في ذلك ما يتعلق بهجماتها الأخيرة على القوات السورية»، مؤكداً أن روسيا مستمرة في محاربة الإرهاب في سورية.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أكد الإثنين أن التهديدات التي أطلقتها واشنطن بزعم امتلاكها معلومات بشأن احتمال وقوع هجوم كيميائي في سورية غير مقبولة.
بدورها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن واشنطن لا تخطط للكشف عن أي معلومات تثبت ما تزعمه حول تحضير الحكومة السورية لهجوم كيميائي للرأي العام العالمي.
ولفتت زاخاروفا إلى تصريحات نظيرتها الأميركية هيزير ناويرت، التي ادعت الثلاثاء أن واشنطن تعرف من التجربة السابقة أن النظام السوري قد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه وأن ذلك يثير مخاوف كبيرة لدى واشنطن.
وردت زاخاروفا على ناويرت قائلة: «من التجربة السابقة نعرف جميعنا أن نظام بوش قد لجأ إلى تزوير الحقائق حول وجود أسلحة دمار شامل في العراق، لكي يخدع شعبه، تمهيداً للقيام بالعدوان العسكري على هذا البلد، ويثير هذا الأمر لدينا مخاوف كبيرة».
والثلاثاء وخلال مؤتمر صحفي لـ«ناويرت»، لجأت الأخيرة إلى المناورة رداً على سؤال وجهه أحد الصحفيين عن إذا ما كان لدى الوزارة أدلة يمكن أن تعلنها بشأن التحضير المحتمل لهذا الهجوم نظراً لأن أي أدلة لم تقدم بعد وقالت: «نحن لم نقدم أدلة ولا ننوي تقديمها لأنها تعتبر مسألة استخباراتية»، مدعية أن مثل هذه الأمور لا يمكن الخوض في تفاصيلها ولكنها تسترعي اهتمام الإدارة الأميركية على أعلى المستويات».
من جهته قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في تصريح نقلته وكالة «سانا» للأنباء: «لا شك أن التصرفات الحمقاء والمغامرات الأميركية في سورية هي بمنزلة لعب بالنار»، مضيفاً: «إن الميدان السوري ومجرياته كفيل بإنهاء استمرار العدوان الأميركي الأحادي على سورية والإفلات من تلقي الرد المقابل وتغيير هذه المعادلة».
وأشار شمخاني إلى العدوان غير القانوني الذي نفذته أميركا على مطار الشعيرات في نيسان الماضي بزعم استخدام أسلحة كيميائية، موضحاً أن إيران وروسيا طلبتا بشكل رسمي لجنة تقصي حقائق دولية لكن واشنطن منعت تشكيل هذه اللجنة لعدم رغبتها في كشف زيف الاتهامات الموجهة لسورية.
والثلاثاء شدد الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي دونالد ترامب خلال محادثة هاتفية على «ضرورة العمل على رد مشترك في حال وقوع هجوم كيميائي في سورية»، بحسب ما أكدت الرئاسة الفرنسية.
من جانبه أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن لندن ستدعم التحرك العسكري، الذي قد تنفذه واشنطن في المستقبل، في حال استخدمت دمشق الأسلحة الكيميائية في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن