عربي ودولي

بعد اعتراف «إسرائيل» بوجود مفقودين في حرب غزة…حراك مكثف لبدء مفاوضات مع حركة حماس لإبرام صفقة تبادل للأسرى ويعلون يقلل من سقفها

 فلسطين المحتلة- ريما عواد : 

تتواصل الاتصالات المكثفة سواء كانت سرية أو علنية من أجل البدء في مفاوضات لإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة بين حركة حماس وإسرائيل وخاصة بعد أن اعترف جيش الاحتلال بأن هناك أربعة مفقودين في غزة اثنان منهم أحياء، وهما مواطن إثيوبي يحمل الجنسية الإسرائيلية وآخر عربي من النقب.
وتقول «إسرائيل» أنهما مريضان نفسياً بالإضافة لاعترافها بوجود رفات جنديين قتلا في حرب غزة ومازالت المقاومة الفلسطينية تعترف بهما.
وقالت صحيفة «ميكور ريشون» العبرية: إن المخابرات الألمانية شرعت في عملية جس نبض لدى حركة حماس للتوسط في قضية الأسيرين وجثتي الجنديين اللذين تقول «إسرائيل» إنهما قتلا خلال الحرب. وذكرت الصحيفة أن الألمان يهدفون إلى الدفع باتجاه التوصل لصفقة تبادل أسرى جديدة مع حماس. فيما نقلت القناة الإسرائيلية الأولى عن أن حركة حماس أبلغت «إسرائيل» بأن الأسيرين على قيد الحياة.
وذكرت القناة أن جهات في حركة حماس اتصلت برئيس «مركز الدراسات الفلسطيني الإسرائيلي» جيرشون باسكين، الذي توسط في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، وأبلغته بأنهما على قيد الحياة.
ونوهت القناة إلى أن باسكين قام بدوره بالاتصال بدوائر صنع القرار في تل أبيب ووضعهم في صورة الموقف.
وفي السياق ذاته قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات يعي تماماً أن الضغوط الجماهيرية تتعاظم من أجل إنهاء ملف الأسيرين وجثتي الجنديين القتيلين، مشيرة إلى أن هذا ما دفعه إلى القيام بزيارة لعائلة أحد الأسيرين، الشاب أبراهام منغيستو من أصول إثيوبية في عسقلان.
ونقل موقع الصحيفة عن نتنياهو تأكيده للعائلة أنه يعمل كل ما في وسعه من أجل إنهاء هذا الملف.
من ناحية ثانية، يخشى مقربون من نتنياهو من أن يفضي التقصير في معالجة القضية إلى ردود فعل غير متوقعة من اليهود الإثيوبيين، الذين قاموا قبل شهر مظاهرات غاضبة بلغ العنف فيها مستويات غير مسبوقة. ونقلت «الإذاعة العبرية» عن محافل في ديوان نتنياهو قولها: إن نتنياهو يخشى انفجار موجة غضب عارمة من الإثيوبيين ما يمثل ضغطاً عليه للموافقة على المطالب التي ستطرحها حركة حماس.
في حين قال وزير الحرب الإسرائيلي، موشي يعلون: إن إسرائيل لن تفاوض حركة حماس على الأسيرين المحتجزين لديها في قطاع غزة.
ونقلت تقارير إعلامية عبرية عن يعلون قوله «إننا نعتبرهم حالة إنسانية ويجب أن يفرج عنهم، لأجل ذلك لن نتعامل مع حماس ولن نفاوضها». وأشارت التقارير إلى أن يعلون أبلغ هذا الكلام شخصياً إلى عائلة الإثيوبي المفقود في غزة إبراهام منغستو.
وتثير التصريحات الإسرائيلية مخاوف عائلة مغنستو التي اتهمت الحكومة الإسرائيلية بالتقصير حيال قضية ابنها.
وقال والد الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في حديث للقناة «العبرية الثانية» إنهم تلقوا المعاملة المهينة والمذلة نفسها قبيل بدء مفاوضات الإفراج عن نجله الذي كانت أسرته حركة حماس عند الحدود الجنوبية لقطاع غزة في عملية شاركت فيها عدة فصائل فلسطينية.
في غضون ذلك طالب عضو الكنيست الإسرائيلي يعقوب بيري، بعقد جلسة طارئة للجنة الخارجية والأمن البرلمانية لبحث موضوع الجنود المأسورين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وذكرت «الإذاعة الإسرائيلية العامة» أن بيري طلب عقد الجلسة لبحث ما وصفه بـ«تقصير الأجهزة الحكومية في إبلاغ اللجنة بحقيقة احتجاز إسرائيليين بيد حركة حماس في غزة».
وقال بيري: «إنه لا يعقل أن يبقى مثل هذا الموضوع الحيوي طي الكتمان في دولة ديمقراطية، وألا يخضع للرقابة من الجهات المكلفة بذلك».
في سياق متصل قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب لـ«الوطن»: إن الاحتلال سيجد نفسه مرغماً على الدخول في مفاوضات مع المقاومة الفلسطينية التي ستتمسك بشروطها للتوصل إلى صفقة مشرفة تشمل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
وأكد حبيب أن حكومة الاحتلال لا يمكن أن تجازف بهذا الملف لأنه سيكون له تبعاته على الرأي العام الإسرائيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن