سورية

بين «أستانا 5» و«إزالة الحواجز».. ارتقاء شهداء في سيارات مفخخة بدمشق … الجهات المختصة تخفف وطأة الإرهاب الذي حاول إدماء العاصمة

| الوطن – وكالات

نجحت الجهات المختصة أمس بتفجير سيارتين مفخختين قبل بلوغهما هدفهما على حين انفجرت السيارة الثالثة في ساحة الغدير في حي العمارة شرق العاصمة، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحى وأضرار مادية كانت لتتضاعف «لو وصلت السيارتان إلى داخل العاصمة»، وسط إشارات استفهام عديدة حول توقيت التفجيرين بين من ربطها بانطلاق جولة جديدة من اجتماعات أستانا وبين من ربطها بالإجراءات التي شهدتها العاصمة مؤخراً.
وقرابة الساعة السادسة صباح أمس استفاقت العاصمة دمشق على دوي انفجار عنيف تبين أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة في ساحة الغدير في حي العمارة قرب ساحة التحرير شرق دمشق، قبل أن تتوارد الأنباء عن تمكن الجهات المختصة من تفجير سيارتين مفخختين أخريين قبل بلوغهما هدفهما، الأولى على طريق مطار دمشق الدولي قرب دوار البيطرة والثانية مقابل كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية «همك».
وربط مراقبون بين توقيت التفجيرين وانطلاقة محادثات «أستانا 5» المقررة بعد غد على حين تنطلق اليوم جولة خبراء الدول الضامنة للمسار أستانا، روسيا وإيران وتركيا كما جرت العادة قبل كل جولة من محادثات جنيف.
وفي 25 شباط الماضي استهدفت جبهة النصرة الإرهابية وحلفاؤها من الميليشيات محافظة حمص بسلسلة تفجيرات تزامنت مع انطلاق جولة «جنيف 5».
وكانت العاصمة دمشق شهدت خلال شباط أيضاً هجومين انتحاريين أسفرا عن عشرات الشهداء أحدهما في القصر العدلي. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجومين، قبل أن يقع هجوم انتحاري مزدوج في العاصمة استشهد فيه العشرات أيضاً معظمهم من الزوار العراقيين، تبنته حينها «هيئة تحرير الشام» التي تعتبر جبهة النصرة أبرز مكوناتها.
من جانبهم ربط نشطاء على «فيسبوك» بعضهم معارضون بين توقيت التفجيرين وبين الإجراءات التي شهدتها العاصمة مؤخراً بفتح بعض الشوارع وإزالة الحواجز، معتبرين أن الهدف من هذه التفجيرات التخريب والتشويش على تلك الإجراءات.
مسؤولو العاصمة هرعوا إلى موقع التفجير في ساحة الغدير لتفقد المكان وكان في مقدمتهم وزيرا الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف ووزير الصحة نزار يازجي إضافة إلى محافظ دمشق بشر الصبان وقائد شرطتها اللواء محمد خير إسماعيل، على حين أشارت مصادر إعلامية إلى أن التفجير في ساحة الغدير أسفر عن ارتقاء 20 شهيداً بينهم 9 من عناصر حاجز الغدير إضافة إلى 10 مدنيين آخرين وجرح عدد من المواطنين بجروح متفاوتة.
وفي تصريح للصحفيين لفت مخلوف إلى أن التفجيرات مرتبطة بالعودة من عطلة عيد الفطر السعيد وأن هدفها كان المدنيين والعاملين في الأماكن المكتظة وسط العاصمة الأمر الذي أكده الصبان الذي أشار إلى أن الأضرار أقل بكثير مما لو دخلت السيارتان إلى داخل المدينة.
وأكد الصبان، أن الجهات المختصة تتعامل مع السيارات منذ الخامسة صباحاً، وهو ما أكده إسماعيل الذي قال في تصريح للصحفيين: علمنا من الصباح الباكر بوجود 3 سيارات وضعها مشبوه تمكنت إحدى الجهات في ملاحقة السيارات وفجرت اثنتين الأولى عند جامع الفلاح والثانية مقابل كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية «همك» وقطعنا الطرقات من المطار إلى باب شرقي.
بدوره وخلال زيارته الجرحى في مشفيي دمشق والهلال الأحمر العربي السوري أكد يازجي أن المشافي «وفرت الخدمات الإسعافية والعلاجية والدوائية للجرحى والمصابين بالسرعة الممكنة عبر كوادرها الطبية والتمريضية المتواجدة على مدار الساعة لاستقبال أي حالة طارئة».
وأوضح وزير الصحة أن الإصابات «تراوحت بين البسيطة والبالغة وهي جميعها تتلقى العناية اللازمة حتى الشفاء التام عبر الكادر الطبي والتمريضي» مشيراً إلى أنه تخرج بعض الجرحى مع تلقيهم العلاج المناسب وتحسن حالتهم الصحية».
وبينما أعلنت كلية الهمك تأجيل امتحانات الأمس إلى موعد لاحق، اعتبرت وزارة الداخلية أن التفجيرات «تصعيد إجرامي جديد لداعمي الإرهاب وصانعيه».
ونقلت وكالة «سانا» بياناً للوزارة جاء فيه «عند الساعة السادسة والربع صباح اليوم ونظراً للانتصارات الكبرى التي يحققها الجيش العربي السوري في الميدان وفي تصعيد إجرامي جديد لداعمي الإرهاب وصانعيه أرسلت التنظيمات الإرهابية 3 سيارات مفخخة صباح اليوم بغية تفجيرها في الأحياء الآمنة بدمشق حيث قامت الجهات المختصة الساهرة على أمن البلد برصدها ومتابعتها لمنعها من الوصول إلى أهدافها فتمكنت من تفجير سيارتين في منطقة عقدة طريق المطار وطاردت الثالثة وحاصرتها فقام الإرهابي الذي يقودها بتفجير نفسه في ساحة الغدير بمنطقة باب توما ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين وأضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة والمنازل السكنية والآليات المتواجدة في المكان».
وأكدت البيان أن الوزارة « وبالتعاون مع الجهات المختصة تقف بالمرصاد لمثل هذه الأعمال الإجرامية الجبانة وستعمل جاهدة لقطع دابر الإرهاب ولن تتهاون في ملاحقة الإرهابيين التكفيريين القتلة»، مهيباً «بالإخوة المواطنين ممارسة دورهم بالتعاون مع الجهات المختصة في الإبلاغ عن أي حالة مشبوهة والإدلاء بأي معلومات لديهم تتعلق بنشاط الإرهابيين وتحركاتهم حفاظا على أمنهم وعلى أمن الوطن واستقراره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن