الأولى

المباحثات مستمرة في تفاصيل الاتفاق الروسي الأميركي حولها … الهدنة صامدة جنوب غرب سورية ومؤشرات عن تفعيل «فصل القوات»

| سامر ضاحي

أكد محافظ درعا محمد خالد الهنوس ومصادر أهلية ومطلعة في القنيطرة صمود «الهدنة» بعد دخولها حيز التنفيذ الأحد، بعد اتفاق أميركي روسي أردني الجمعة الماضية على إنشاء «منطقة تخفيف تصعيد» في جنوب غرب سورية، على حين أكد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أن تفاصيل الاتفاق هذا «لا تزال موضع النقاش حالياً في الأردن»، وذلك في وقت بدا فيه أن الوضع يسير باتجاه إعادة تفعيل اتفاقية فصل القوات بين الجيش السوري والاحتلال الإسرائيلي لعام 1974م.
وفي تصريح لـ«الوطن» أمس قال الهنوس: إن الهدنة تسود المدينة وأن ما يحصل من خروقات للمسلحين لا يؤثر على صمودها، وأن الطيران العربي السوري لم ينفذ أي غارة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، مشدداً على استعداد الجيش للرد على أي خرق.
وعلى حين جدد المحافظ، التأكيد على تفضيل الحكومة مبدأ المصالحات، تحدث مصدر مطلع في درعا لـ«الوطن» عن أنباء غير مؤكدة تسري في المحافظة عن إمكانية انتشار عناصر شرطة عسكرية روسية مع القوات السورية على الحواجز الفاصلة بين مناطق سيطرة الجيش ومناطق سيطرة المسلحين في المحافظة، لافتاً إلى ترتيبات معينة يجري بحثها حول معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وفي القنيطرة قالت مصادر أهلية وأخرى مطلعة في المحافظة لـ«الوطن»: إنه «لا يوجد أي تحليق للطائرات في أجواء المحافظة وأيضاً لا يوجد أي اشتباكات»، ولاحظت المصادر «نشاطاً مكثفاً لقوات الأمم المتحدة «اندوف» للتقييم الفني لنقاطها التي تركتها بعد سيطرة المسلحين عليها ويجري حالياً تجهيز مركز نبع الفوار وإعادة تأهيل النقاط الأخرى الأمر الذي يشير إلى عودة قريبة لقوات الأمم المتحدة إلى خط فصل القوات».
وفي جنيف قال دي ميستورا: إن «الاتفاق بدأ سريانه بشكل جيد وهناك مرحلة تحضيرية واستباقية ونحن نراقب الأمور»، لافتاً إلى أن تحضيرات مكثفة ومعمقة سبقت الاتفاق، وأضاف: «لا تزال تلك التفاصيل موضع النقاش داخل المركز العملياتي» في الأردن.
ورأى مراقبون أن الاتفاق الثلاثي لا يخرج عن إطار اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974 والذي كان عرابه حينها وزير الخارجية الأميركي هينري كيسنجر وأن الأخير زار موسكو الشهر الماضي والتقى الرئيس فلاديمير بوتين.
ورجح مراقبون أن يكون كيسنجر قد وضع على الطاولة اتفاقية فصل القوات كحل للوضع في الجنوب السوري لما تتضمنه من تحديد لانتشار القوة العسكرية للجيش السوري في الجانب السوري ولقوات الاحتلال في الأراضي المحتلة وفق خرائط محددة، وهو ما يمكن أن يكون قد سهل على المفاوضين الأميركيين والروس والأردنيين إعادة إحيائها.
وأوضحت المصادر أن الأهالي يأملون أن تأتي قوات روسية إلى نقاط التماس بين الأراضي التي يسيطر عليها الجيش والأراضي التي هي خارج السيطرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن