شؤون محلية

نقطة حليب…الخياط: وزارة الشؤون تتدخل بشكل سلبي

 محمود الصالح : 

ساهمت الجمعيات الخيرية بدور بارز في التخفيف من آثار الأزمة اجتماعياً واقتصادياً وإنسانياً من خلال توفير الكثير من احتياجات الناس وبشكل خاص المهجرين. وإذا كانت الاحتياجات تتفاوت أهميتها فإن احتياجات الأطفال تأتي في مقدمة ذلك وهناك جمعيات اختصت بتأمين احتياجات الأطفال. ومن هذه الجمعيات جمعية نقطة حليب الخيرية التي تأسست منذ عام 1922 في وقت لم يكن يتوفر فيه الحليب الجاف وكانت الأمهات يعتمدن على حليب الأبقار الطازج وبسبب حدوث جائحة آنذاك نتيجة تناول حليب غير معقم ما أدى إلى إسهالات شديدة وبدأت الجمعية مهمتها الأولى بتعقيم حليب الأبقار وتوزيعه ضمن عبوات زجاجية بعد غليه بشكل علمي وصحيح وكانت الجمعية حينها توزع لكل أم كفاية الطفل وبعد أن ظهر حليب البودرة اتجهت الجمعية إلى إحداث مستوصف صحي للاهتمام بصحة الأطفال وتوزيع الأدوية من خلال صيدلية الجمعية. وفي عام 1997 بدأ التوجه نحو الاهتمام بالمعوقين وتم تأسيس مركز استشاري لتوجيه الأهالي نحو الطريق الأفضل لرعاية المعوقين، هذا ما أكدته رئيسة الجمعية فائقة الخياط وأضافت: قمنا بالتدخل المبكر في حالات الإعاقة وقمنا بإعداد كوادر فنية كبيرة في هذا المجال وحققنا نتائج رائعة وتم تخريج 80 شابة بهذا الاختصاص ومنحت شهادات من بريطانيا ولكن بعد الأزمة حصل تراجع كبير في أداء الجمعية نتيجة ترك عدد من عناصر الجمعية للعمل بسبب الهجرة وكان عدد أعضاء الهيئة العامة 75 شخصاً، والآن هناك 25 شخصاً ومشكلة نتيجة التدخل السلبي لوزارة الشؤون الاجتماعية بتحديد شرط ألا تكون هناك ازدواجية في مجال إدارات الجمعيات علماً أن الأشخاص الذين يعملون في الخدمات الخيرية هم قلة وأصبحت لديهم خبرة ولذلك لا يجوز أن تعرقل وزارة الشؤون الاجتماعية عمل الجمعيات في وقت يفترض أن تقدم مساعدات. أما الحقيقة فإنها تعرقل أي عمل خيري ولا تقدم أي مساعدة للجمعيات الخيرية.
الآن يقتصر عملنا على الإعاقات الذهنية وينخفض عدد المستفيدين من الجمعية بسبب قلة الواردات وارتفاع الأسعار والخدمات والآن لدينا تنمية فكرية ومعالجة فيزيائية وعيادة عصبية ومستوصف وصيدلية، وتوزع الأدوية بحسم 40%.
أما الحليب فقد كان سابقاً مجانياً ونوزع شهرياً طناً من الحليب الجاف وكان عدد أطفال الجمعية 2500 والآن لدينا 2198 طفلاً فقط نقدم لهم الخدمات والحليب الذي يحتاجون إليه والأدوية والألبسة.
الآن لدينا حليب جاف يكفي حاجاتنا لمدة شهرين وهو مجاني ويوزع وفق شروط محددة أولها حالة الطفل والعائلة وهذا الحليب هو هدية ولا دور لوزارة الشؤون في أي مساعدة تأتي إلينا والحقيقة أن دورها معرقل لعمل الجمعيات فقط وخلال شهر رمضان وزعنا آلاف السلل الغذائية على الأسر المحتاجة ونقدم شهرياً مساعدات مختلفة بكلفة تصل إلى أكثر من مليون ونصف مليون ليرة ورصيدنا الحالي أصبح ينفد لذلك نحن بحاجة إلى دعم من أصحاب الأيادي البيضاء لنستمر في تقديم حليب الأطفال المجاني. وعن موارد الجمعية قالت: الحقيقة نحن نعتمد على المساعدات وريع أملاك الجمعية التي هي عبارة عن فندق ومحال في أهم مركز في المرجة بدمشق ولكن هذه الإيرادات ضعيفة جداً بسبب أسعار الإيجار القديمة وعندما نريد زيادة الإيجار الجميع يقف ضدنا ولا تساندنا الوزارة في ذلك وحتى القضاء لا ينصفنا. وما نتمناه أن تتم معالجة هذا الموضوع لأن الجمعية بحاجة ماسة للتبرعات للاستمرار بعملها وخصوصاً أننا في كل يوم نحتاج إلى مبالغ إضافة لتأمين حليب الأطفال ولا يجوز أن نتوقف عن ذلك وهذا الأمر برسم أصحاب الأيادي البيضاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن