بتتويجه التاسع عشر في البطولات الكبرى … فيدرير يولد من جديد في ويمبلدون

| محمود قرقورا

جدد لاعب الكرة الصفراء السويسري المخضرم روجر فيدرير عهده مع الألقاب الكبرى، فبعد الصيام خمسة أعوام كاملة عن التتويج في البطولات الكبرى ها هو يولد من جديد ويحقق لقبين من الألقاب الثلاثة الكبرى التي جرت هذا العام مع ميزة أنه لم يشارك في البطولة الثالثة (رولان غاروس) وكأنه أراد التفرغ لبطولة ويمبلدون التي يعشقها، وبالفعل حقق اللقب الثامن في البطولة كرقم قياسي يجعله قرير العين إذا أراد الاعتزال وهو الذي ألمح إلى ذلك صراحة الاعتزال بقوله: إن تقدمه في العمر وتوابع إصابته في العام الماضي، من الأمور التي قد تحرمه من الدفاع عن لقبه العام المقبل.
التتويج ببطولة أستراليا عده الكثيرون طفرة بعد غياب عن مغامرات الكبار، ولكن التربع على العرش في ويمبلدون أشهر البطولات الكبرى قطع الشك باليقين بأنه مازال قادراً على العطاء ليستحق عن جدارة واستحقاق لقب الأسطورة التي لن تتكرر في ميادين الكرة الصفراء، وكي يكون اللقب ذا طعم خاص ونكهة لذيذة فقد تحقق بسجل نظيف حيث لم يخسر أي مجموعة، ولا شك أن عودة فيدرير للقمة واحدة من أبرز روايات الانتفاضات في تاريخ اللعبة لأن العديد من نقاد اللعبة تحدثوا عن أن رحلته مع الألقاب الكبرى انتهت ولكن لا شيء مستحيلاً مع العزيمة والإصرار.

تتويج لا غبار عليه
بدأ فيدرير رحلته في ويمبلدون التي وضعت أوزارها أمس الأول بالفوز على الأوكراني دولغوبولوف 3/صفر، إذ انسحب خصمة في منتصف المجموعة الثانية، وفي الدور الثاني هزم لايوفيتش الصربي بثلاث مجموعات نظيفة، وفي دور الـ32 هزم ميشا زفيريف الألماني 3/صفر، وفي دور الستة عشر غلب البلغاري ديميتروف بالنتيجة ذاتها، وفي ربع النهائي أبعد الكندي راونيتش 3/صفر، وفي نصف النهائي تجاوز التشيكي بيرديتش 3/صفر أيضاً وهي ذاتها نتيجة النهائي مع الكرواي شيليتش الذي قيل إنه يعاني الإصابة في قدمه اليسرى، ولكن ذلك لا يلغي التفوق المطلق لفيدرير الذي لم يهزم بأي مجموعة كما أسلفنا، وجاءت المجموعات 6/3 و6/1 و6/4.
ويؤكد جاهزية فيدرير وصلابته أنه حقق اللقب الخامس هذا الموسم في سابع بطولة شارك بها.

الأكبر سناً
سيحتفل فيدرير يوم الثامن من الشهر القادم بعيد ميلاده السادس والثلاثين وهو بذلك أكبر لاعب متوّج في ويمبلدون منذ بداية عصر الاحتراف 1968، والأهم أنه فض شراكته مع النجم الأميركي السابق بيت سامبراس والبريطاني الراحل وليام رينشو، اللذين فازا باللقب سبع مرات، حيث سبق له التتويج في ويمبلدون أعوام 2003 و2004 و2005 و2006 و2007 و2009 و2012.
واللقب هو التاسع عشر في البطولات الكبرى مصعباً الأمور على من يريد اللحاق به والأقرب الإسباني رافائيل نادال الذي توّج بخمسة عشر لقباً منها عشرة على الملاعب الترابية في رولان غاروس وآخرها الشهر الفائت واللافت أن فيدرير حقق أكبر عدد من الانتصارات في ويمبلدون منذ بدء عصر الاحتراف بفوزه في 91 مباراة.

التصنيف الجديد
حافظ البريطاني موراي على صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس الصادر أمس، ولكن تتويج فيدرير قاده للارتقاء للمركز الثالث على حساب مواطنه ستانيسلاس فافرينكا الذي تراجع مركزين،
وإليكم العشرة الأوائل: البريطاني آندي موراي أولاً بـ7750 نقطة ثم الإسباني رافائيل نادال 7465 نقطة فالسويسري روجر فيدرير 6545 نقطة والصربي نوفاك ديوكوفيتش 6325 نقطة، فالسويسري ستانيسلاس فافرينكا 6140 نقطة ثم الكرواتي مارين سيليتش 5075 نقطة فالنمساوي دومينيك تيم 4030 نقطة فالياباني كي نيشيكوري 3740 نقطة ليأتي الكندي ميلوس راونيتش 3310 نقطة تاسعاً والبلغاري جريجور ديميتروف 3160 نقطة في المركز العاشر.

ردود أفعاله
قبل ضربة بداية النهائي يوم الأحد قال: التحدي كبير لي وأنا أحب بطولة ويمبلدون، كل أحلامي تحققت هنا كلاعب، ومن الرائع نيل فرصة لتحقيق لقب ثامن.
وقال فيدرر عقب المباراة النهاية: إن حالته الصحية الجيدة أهم وأفضل من التتويج بالألقاب
ومن الرائع للغاية أن أعود بقوة عقب الغياب لمدة ستة أشهر للتعافي من إصابة بالغة في الركبة العام الماضي، ومن المذهل أن أحصل على اللقب من دون فقدان أي مجموعة، وحقيقة لا أستطيع تصديق ذلك كما لا يمكن تصديق الفوز بويمبلدون ثماني مرات فقد حافظت على ثقتي وظللت أحلم وبلغت المرام.

لحن الخلود
هو اللاعب الوحيد الذي أحرز خمسة ألقاب متتالية في بطولتين كبيرتين مختلفتين وهما ويمبلدون وأميركا المفتوحة حيث احتكر بطولة أميركا 2004 و2005 و2006 و2007 و2008.
عندما فاز بلقب بطولة رولان غاروس 2009 وهو لقبه اليتيم على الملاعب الفرنسية أضحى وقتها سادس لاعب يحرز لقب البطولات الأربع الكبرى خلال مسيرته في الملاعب.
وصل إلى المربع الذهبي خلال 23 نسخة متتالية للبطولات الأربعة الكبرى.
حافظ على صدارة التصنيف العالمي 237 أسبوعاً.
عام 2006 تأهل لنهائي البطولات الأربع الكبرى وتوّج بثلاث منها وخسر فقط بنهائي رولان غاروس بثلاث مجموعات لواحدة أمام ملك الملاعب الترابية نادال.