سورية

«مجلس العلاقات الخارجية الأميركي» يحذر واشنطن من «نهاية مميتة» في سورية!

| ترجمة إبراهيم خلف

أكد الكاتب والمحلل السياسي، سام هيلر، في مقال نشره «مجلس العلاقات الخارجية الأميركي» أن نهج واشنطن في محاربة داعش في سورية، منحها نصراً يمكن أن يستمر فقط في حال بقائها، لكن الصورة الإستراتيجية الأكبر تثير الجزع.
وقال: «لقد وضعت واشنطن نفسها وسط منطقة غير مستقرة وغير ودية»، مضيفاً: إن الشراكة مع الأكراد جعلت من الإدارة الأميركية تسلك طريقاً مسدوداً، ناهيك عن زيادة توتير العلاقات مع أنقرة، والتي تنظر لوحدات حماية الشعب على أنها منظمة إرهابية»، ومشدداً على ضرورة التنسيق مع روسيا، لأن المعركة ضد داعش لن تنتهي بتحرير الرقة.
وأشار هيلر إلى أن المعارك التي تشنها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بقيادة الأكراد في مدينة الرقة القديمة لتحريرها من داعش ستكون طاحنة ودمويةً، في الوقت الذي تشوب الضبابية علاقة واشنطن مع الأكراد، «فخلال جلسة للجنة العلاقات الأميركية – التركية في أيار، وصف المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، جوناثان كوهين، بأن علاقة واشنطن مع الأكراد «مؤقتة وتكتيكية»، على حين وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت العلاقة بأنها غير ملتزمة، قائلاً: إن واشنطن ترى الأكراد على أنهم «أفضل قوة لاستعادة الرقة»، رافضاً «الدخول في افتراضات حول المستقبل»، بدوره أعطى وزير الدفاع جيم ماتيس إشارات مختلطة حول ما إذا كانت واشنطن ستواصل تسليح الأكراد إلى ما بعد الرقة».
وأشار هيلر إلى أن واشنطن تهدف لهزيمة داعش، وليس لتعزيز مشروع سياسي لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي أو للسيطرة على جزء من سورية، ولكن يبدو أنه ليس بمقدورها إعلان النصر أو الخروج، فعند انتهاء المعركة ضد داعش، قد تقوم تركيا بشن هجوم على الأكراد، الأمر الذي من شأنه أن يسبب فوضى كبيرة قد يستغلها داعش لاستعادة مكاسب التحالف بقيادة واشنطن وعكس اتجاهها.
وأكد هيلر، أنه من الممكن تصور حدوث تسوية بين الحكومة السورية و»الاتحاد الديمقراطي»، الأمر الذي يسمح لواشنطن بالخروج، ومن الناحية النظرية، يمكن التوصل إلى اتفاق يقضي بمنح بعض الحكم الذاتي للأكراد في المناطق الكردية مع ضمان سلامة الأراضي السورية والتأكيد على سيادة الدولة المركزية، الأمر الذي يساهم في تهدئة المخاوف التركية، فضلاً عن إمكانية نشر قوة سورية روسية مشتركة على الحدود مع تركيا، ولكن من الناحية العملية، يبدو أن «الاتحاد الديمقراطي» لا يرغب حالياً بتقديم تنازلات في ظل الدعم الأميركي، كما أن واشنطن ليس من مصلحتها حصول اتفاق مع دمشق، حليفة إيران، الأمر الذي يحد من حرية حركة قواتها، ولهذا شجعت الأكراد على رفض المبادرات الإيرانية.
وقال: إن عدم وجود اتفاق يعني على الأرجح وجوداً أميركياً مفتوحاً في شمال شرق سورية، والذي من شأنه أن يبقي سورية وجيرانها في مأزق إلى أجل غير مسمى، وضمن هذا السيناريو، ستصبح واشنطن ضامنة لدولة نصف كردية سورية تعطل كل شيء حولها، ولكنها ستفتقر لكل شيء نظراً لعدم وجود روابط مع جيرانها.
وشدد هيلر على أنه للحفاظ على السلام الإقليمي، سيتعين على واشنطن مناشدة حزب العمال الكردستاني بعدم مهاجمة تركيا، وذلك لأن الرد التركي على أهداف كردية في سورية سيؤدي إلى إصابة أو مقتل عدد من الأميركيين، وهذا خيار غير جيد لواشنطن.
وأشار إلى أنه بشراكة واشنطن مع الأكراد تكون قد سلكت طريقاً مسدوداً من الناحية الإستراتيجية، وهي بحاجة للبحث عن مخرج، ولهذا يتعيّن عليها التنسيق بجدية مع روسيا.
وخلص هيلر إلى القول: إن تحقيق النصر على داعش يعني اجتثاثها وتحييد تهديدها للنظام الإقليمي، وتعطيل قدرتها على القيام بأي عمليات، ولهذا فإن واشنطن بحاجة للبدء في صياغة إستراتيجية للخروج من شمال شرق سورية، والتي دونها فإن النصر الدائم على داعش قد يعني دخول القوات الأميركية والموارد، فضلاً عن مصداقيتها في ثقب أسود من عدم الاستقرار الإقليمي وإلى أجل غير مسمى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن