الأولى

الروس وصلوا لمراقبة هدنة الجنوب.. وصراع ميليشيات إدلب يشعل الشمال

| دمشق – إدلب – الوطن

فيما كانت الهدنة صامدة جنوباً مع وصول المراقبين الروس إليها، كان الصراع على زعامة إدلب بين جبهة النصرة وميليشيا «أحرار الشام الإسلامية» يزيد سخونة الشمال، ما دفع أنقرة لإغلاق معبر «باب الهوى» خشية هجوم «النصرة» للاستيلاء عليه.
وعمت الاشتباكات بين «الأحرار» و«النصرة» التي تعتبر المكون الرئيسي لـ«هيئة تحرير الشام»، محافظة إدلب كاملة، حيث أحصى ناشطون، تحدثوا لـ«الوطن»، مقتل ما لا يقل عن 30 مسلحاً وجرح أكثر من 70 منهم من الطرفين جراء المعارك المستمرة حتى مساء أمس، معظمهم في جبل الزاوية وبلدتي سرمدا والدانا قرب باب الهوى اللتين وقعتا في قبضة «النصرة» والتي سيطرت أيضاً على مدينة سلقين الحدودية وعزمارين وتل عمار قرب حارم الحدودية.
وقال مصدر معارض مقرب من «الأحرار» لـ«الوطن»: إن المعارك في قرى وبلدات جبل الزاوية لم تحسم حتى كتابة هذا التقرير، مع استماتة «النصرة» للسيطرة على البارة واحسم ومرعيان وكنصفرة وجوزف وحزارين والتمانعة والمغارة، عدا عن قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، حيث استولت فيه على حزازين وعابدين والهبيط واقتربت من السيطرة على حاس وكفرومة على حين خسرت بلدة قلعة المضيق بريف حماة المجاور لمصلحة «الأحرار» وفق معارضين على «فيسبوك».
وفيما تدور اشتباكات في كفر نبل بموازاة سيطرة الهيئة على حارم وسرمدا وسراقب، يظل مصير مدينة إدلب معلقاً بعدما استعرض فرع القاعدة فيها عضلاته بدوريات مكثفة جابت أحياءها وقتلت مدنيين اثنين، وفق المصدر الذي نقل عن قيادي في «الأحرار» أن أنقرة لن تسمح بمد «النصرة» نفوذها إلى الحدود التركية وإلى «باب الهوى»، الذي استقدمت إليه تعزيزات من ميليشيات «سيف الفرات» المتحالفة معها والتي كانت مهمتها غزو عفرين وشمال حلب، وأشار إلى قدرة «الأحرار» على استرجاع كل المواقع التي خسروها وبدعم تركي.
بموازاة ذلك كانت الهدنة في جنوب غرب سورية صامدة، رغم توالي خروقات المسلحين لها وفق تأكيد مصدر مطلع في درعا تحدث لـ«الوطن»، أنه وصل 290 جندياً روسياً إلى المحافظة أول من أمس في إطار مجموعة مراقبة تطبيق اتفاق الهدنة، بعدما تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن وصول نحو 400 عنصر من القوات الروسية إلى ريف درعا الشمالي، وتمركزهم هناك، في قرية موثبين ومحيطها، «تمهيداً لتوزيعهم كقوات فصل» بين قوات الجيش والمسلحين في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة».
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية عن مسؤول أردني طلب عدم الكشف عن هويته قوله: «اقتربنا، عبر الاتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا، من الوصول إلى صورة نهائية لآليات مناسبة لمراقبة سير الهدنة جنوب غرب سورية، وسيعلن عنها خلال وقت قصير»، وشدد على أنه «لن يكون من ضمن تلك الآليات إرسال قوات عسكرية أردنية إلى هناك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن