الصفحة الأخيرة

قطر مستعدة لحوار مشروط مع خصومها

أعلن أمير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني مساء الجمعة استعداده المشروط لـ«الحوار» لحل الأزمة الخليجية الناشبة بين مشيخته من جهة وعدد من ممالك ومشيخات الخليج وعلى رأسها نظام بني سعود من جهة أخرى، والمستمرة بين الطرفين منذ شهر ونصف شهر. وقال تميم في خطاب إلى الأمة بثّه التلفزيون الرسمي «نحن جاهزون للحوار والوصول إلى تسويات»، لكنّه شدّد في الوقت نفسه على أن «أيّ حل لا بد أن يقوم على مبدأين» هما «احترام سيادة كل دولة، وألا يوضع في صيغة إملاءات، بل كتعهدات متبادلة ملزمة للجميع».
وهذا التصريح الأول لأمير قطر منذ 5 حزيران، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية شملت خصوصاً إغلاق مجالها الجوّي أمام الطيران القطري، بعدما اتهمت الدوحة بدعم مجموعات «إرهابية» والتقارب مع إيران. لكنّ الدوحة نفت مراراً الاتهامات بدعم الإرهاب. وشدّد تميم في خطابه على أن «قطر تكافح الإرهاب بلا هوادة وبلا حلول وسط»، متهماً السعودية وحليفاتها بأنها «اعتمدت على مفعول تهمة الإرهاب في الغرب ولكن سرعان ما تبين لهم أن المجتمعات الغربية مثلنا، لا تقبل أن تطلق تهمة الإرهاب لمجرد الخلاف السياسي». وأضاف: «اعتقد بعض الأشقاء أنهم يعيشون وحدهم في هذا العالم، وأن المال يمكنه شراء كل شيء، فارتكبوا بذلك خطأ آخر». وحاول أمير قطر في خطابه وضع مواقف بلاده في خانة الدفاع عن «تطلعات الشعوب العربية»، فقال «لا نتّفق مع السياسة الخارجية لبعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون، ولاسيما في الموقف من تطلعات الشعوب العربية، والوقوف مع القضايا العادلة، والتمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال وبين الإرهاب، وغيرها من القضايا». واتّهم تميم رباعي المقاطعة بالسعي من خلال شروطه إلى «التحكم بعلاقاتنا الخارجية وتحديد استقلالية سياستنا وإغلاق وسائل الإعلام والتحكم بحرية التعبير في بلادنا»، في تلميح إلى مطلب إغلاق قناة الجزيرة.
وإذ أكد أمير قطر حرصه على «عدم التقليل من حجم الألم والمعاناة الذي سببه الحصار»، واعتبر أن «هذه الأزمة ساعدتنا في تشخيص النواقص والعثرات أمام تحديد شخصية قطر الوطنية السياسية والاقتصادية المستقلة». وطمأن أمير قطر مواطنيه إلى «أننا قادرون على تشييد صرح استقلالنا الاقتصادي وحماية أمننا الوطني». وأتى تصريح تميم غداة إصداره مرسوماً حول «تعريف الإرهابيين والجرائم والأعمال والكيانات الإرهابية وتجميد الأموال وتمويل الإرهاب»، في تعديل لقانون مكافحة الإرهاب اعتبرته أبو ظبي وواشنطن «خطوة إيجابية». وقبل أيام من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقطر والسعودية والكويت في محاولة لحل الخلاف.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجيّة أنور قرقاش في تغريدة على «تويتر» الجمعة: إن «المرسوم القطري بتعديل قانون مكافحة الإرهاب خطوة إيجابية»، معتبراً أن «ضغط الأزمة يؤتي ثماره».
(أ ف ب – رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن