رياضة

بين الحلم والسراب

خالد عرنوس : 

في الأسبوع الفائت اختتمت بطولة العالم بكرة القدم للسيدات وقد تابعنا مستويات رفيعة تجعلنا نترقب بطولات النواعم مثلما نتلهف بانتظار بطولات الرجال، فقد شاهدنا مباريات غاية في الإثارة وأهدافاً غاية في الروعة، والأهم من ذلك منتخبات وصلت القمة من حيث التخطيط والتنظيم والثقل فوق أرض الملعب وبالتالي فمن الصعب أن نشاهد مفاجآت كبيرة في البطولات العالمية والقارية الكبيرة مثلما نشاهد في كرة الذكور.
أشياء كثيرة لافتة باتت تتحكم بكرة القدم الناعمة والأهم من ذلك أن قوى كلاسيكية تتحكم بمصير البطولات الكبرى ومن الصعب أن نرى تغييراً مهماً بالخريطة الخاصة فيها، وذلك لاعتبارات عديدة تأتي في مقدمتها العراقة والخبرة، فقد مارست بنات بعض الدول في أوروبا وأميركا اللعبة قبل كثير من رجال دول القارات الأخرى، ولا ننسى سبباً آخر لا يقل أهمية ويتمثل بالعادات والتقاليد التي تعوق تقدم الرياضة الأنثوية بشكل عام في دول العالم الثالث، ولذلك نادراً ما نرى منتخباً من هذه الدول ينافس في الأدوار المتقدمة للبطولات العالمية (المونديال بكل فئاته أو الألعاب الأولمبية).
على المقلب الآخر يبدو ظهور منتخب سورية الأول (للرجال) بالمونديال للمرة الأولى في تاريخه حلماً صعب المنال ويحتاج الوصول إليه إلى الكثير من الجهد والعمل والصدق بالفعل والقول من جميع القائمين والمهتمين بكرة القدم السورية على حد سواء لأن اللعبة الشعبية الأولى لا تنجح بالمال وحده أو الجهد البشري دون ركائز أخرى مهمة ولا بالدعاء بل بكل الجهود المتضافرة والتي يكمل بعضها بعضاً.
عندما كنت أتابع بعض مباريات مونديال السيدات الذي أقيمت فعالياته بكندا تبادر إلى ذهني سؤال يتعلق برؤية منتخب عربي أو على الأخص منتخب سورية الأنثوي في المحافل الكروية الكبرى فكانت الإجابة بيني وبين نفسي (وأتمنى أن أكون مخطئا) على شكل تساؤل مفاده: إذا كان منتخب الرجال الذي يشارك في كل البطولات ويحقق بعض النتائج اللافتة هنا وهناك يبدو أمر وصوله إلى المونديال مجرد حلم يداعب كل عاشق للكرة في بلدنا الحبيب!.. فما بالنا بمنتخب السيدات الذي لم نكن نسمع به إلا في بعض المناسبات المتباعدة!؟، أعتقد أن الأمر يقترب من السراب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن