رياضة

الدوري الممتاز في أسبوعه التاسع إياباً … بدأ الجد.. قمم كروية ومباريات لا تحتمل الهزل

| ناصر النجار

تستأنف عصر اليوم مباريات الدوري الممتاز في أسبوعه التاسع من إياب الدوري فتجري مباراتان، بينما تقام الجمعة ست مباريات.
والمباريات كلها في العرف الكروي العام مهمة ومشتعلة وحساسة وخصوصاً أن الدوري على شفير هاوية، فالفرق إما تنافس على اللقب أو إنها مهددة بالهبوط أو على شفا جرف منه، وعملياً فأما الفريق الوحيد (المرتاح) الذي أمِن شر الهبوط ويئس من المنافسة فهو حطين وبقية الفرق تعيش أحد الصراعين.
والمفترض ألا نستثني أي مباراة من القوة المفترضة والتنافس الشديد على نقاطها لحاجة كل الأطراف إلى النقاط صعوداً أو هبوطاً ويمكننا القول إنه بدءاً من هذا الأسبوع سينحسر صراع المهددين إن فازت بعض الفرق التي تعلو الطابق الذي يسكنه المهددون، أو إنه سيزداد اشتعالاً إن فازت بالمباريات فرق المؤخرة.

حسابات الكبار
الفرق المنافسة على الصدارة لها حساباتها الخاصة، وكل مباراة لها هي بطولة بحد ذاتها، ولا أنصاف حلول أبداً، فأي نقطة ضائعة، يعني ذلك ضياع جهد موسم بأكمله، لذلك يقول المشككون: هل ستكون مباراة الديربي اللاذقي بين حطين وتشرين تحتمل المنافسة الجدية، أم إن حطين سيكرم ضيفه؟
المباراة ستكون أكثر من حماسية وستحتمل التنافس الساخن لخصوصية الزعامة بين الفريقين على المدينة، فإذا كانت المباراة هي بطولة لتشرين، فهي زعامة لحطين، لكن ما يمكننا تصوره هو شكل الفريقين على أرض الملعب، فكلا الفريقين طب هذا الموسم في مباريات عديدة، فمن سيطب على حساب الآخر، أم إن التعادل كالذهاب سيكون، ووقتها سيخرج الفريقان صفر اليدين من لقاء أضرَّ ولم ينفع!
تشرين يسعى لاعتلاء القمة فهو يبحث عن الفوز ويأمل بسقوط المتصدر ولو بالتعادل، وحطين يسعى للفوز ليحسن موقعه بين الكبار ويفرض نفسه عليهم ضيفاً ثقيلاً.
الأجواء الأخيرة غير مرضية، فتشرين سقط أمام الكرامة بالكأس، وحطين خسر أمام الوحدة بقسوة في مباراة مؤجلة، والسقوط هنا يعني بداية لسقطات أخرى أو إنه درس لمن أراد أن يستفيد.
كلام أكبر يمكننا أن نطلقه على مباراة الجيش والاتحاد بفيحاء دمشق، الفريقان متنافسان قريبان من بعضهما، ويضمان جحافل من اللاعبين المتميزين، الفوارق بسيطة، والآمال واحدة، الجيش يخشى خسارة الصدارة، فثقل مطارديه يقض مضجعه، والاتحاد يريد أن يختصر المسافات ويلحق بمن فوقه ليحقق رغبته التي دفع من أجلها الملايين.
مزاجية اللاعبين وقراءة المدربين الصحيحة سيكون لها التأثير المباشر على المباراة ونتيجتها، المهم هدوء الأعصاب، وأي لاعب يخرج بالحمراء فسيهدي الفريق الآخر المباراة على طبق من ذهب، لذلك فالأخطاء ممنوعة في مباريات الكبار.
مباراتا القمة انتهتا ذهاباً إلى التعادل السلبي، وإن حصل هذا التعادل إياباً فستبقى الأوضاع على حالها بانتظار أسبوع آخر سيفصل الصراع على القمة، أما الصورة الأخرى فتكمن بتعادل الجيش والاتحاد وفوز تشرين، وستكون الفرصة تشرينية وهذه النتيجة الوحيدة التي ينتظرها البحارة، أما الاتحاد فيتمنى فوزه وخسارة تشرين لأنها المعادلة الوحيدة التي يأمل تحقيقها، فرحة الجيش وسعادته ستكون بفوزه وخسارة تشرين، وللعلم فإن خسارة الاتحاد ستجعل من أسهمه ضعيفة بالمنافسة على الصدارة.
الوحدة الرابع، حساباته تقضي بخسارة تشرين وتعادل الجيش مع الاتحاد، وستكون هذه الخطوة لو تحققت خطوة ذهبية لأنه سيقلص الفارق بينه وبين الصدارة إلى ست نقاط، وبينه وبين الآخرين إلى نقطة (الاتحاد) وأربع (تشرين) وهذا التمني مرهون بفوزه اليوم أولاً على جبلة بلقاء الفيحاء.
المباراة من حيث الوقائع النظرية يجب أن تكون برتقالية الشكل والمضمون، فما أثبتته المباريات هو تفوق الوحدة، ففاز ذهاباً بالدوري بهدفين، وفاز بالكأس بثلاثة أهداف نظيفة، والمفترض أن يتابع الوحدة طريقه فليس لدى جبلة أي سلاح يوقف به الوحدة.
عملياً قد يخبئ جبلة مفاجأة، وخصوصاً أن الفريق على حافة الخطر، وإن لم يجتهد لنيل نقطة من هنا وهناك فقد يكون مصيره الهبوط، نقطة ضعف جبلة في الخطوط الدفاعية، ونقطة قوته في استهلاكه للوقت وإدارته كما يجب، وهذا الأسلوب أعانه في بعض المباريات وقد يسعفه اليوم.

حسابات الوسط
فرق الوسط حساباتها مختلفة تماماً فهي تبحث عن نقاط الأمان التي اقتربت منها، من هذه المباريات مباراة الجارين الشرطة مع المجد التي تجري بملعب تشرين، الشرطة المتعثر بنتائجه بدأ يشعر بالخطر يداهمه بعد اقتراب العديد من الفرق منه، لذلك فإنه يرى أن فوزه اليوم أمر لابد منه ليتجنب مفاجآت الأسابيع القادمة، وضيفه المجد الذي تنتظره مباريات لا ترحم فإنه يرى فرصته بلقاء اليوم ليغادر إلى المناطق الدافئة هروباً من المصير الأسود، لا كلام في المباراة فكل شيء ممكن فيها، وحتى الآن لم يدخلنا الشرطة في الثقة التي تجعلنا ندافع عن فوزه مثله مثل المجد، فكلا الفريقين لم يدخل مرحلة التوازن الفني بعد.
الطليعة يواجه الكرامة بحمص، الفريقان جيدان، وهما مثل كل الفرق (متذبذبان) في أدائهما ونتائجهما، من نظرتنا إلى موقعيهما نجد أن الكرامة أحوج إلى النقاط، لذلك ستكون المباراة فرصته للاقتراب من الأمان، بعكس الطليعة الذي يجدها مباراة الأمان له، التكافؤ بين الفريقين يجعلنا مقبلين على مباراة مفتوحة بكل تفاصيلها وكذلك بنتيجتها، فمن أجاد ذاق طعم الفوز اللذيذ.
أما المباراة الثالثة فهي مباراة النقاط المضاعفة وستجمع النواعير مع ضيفه المحافظة، النجاة هو عنوان المباراة، والنواعير رغم أنه يلعب على أرضه إلا أنه يحذر لدغات ضيفه كما فعل بحمص مع الوثبة، حرارة المباراة ستجعلها قوية وستدنيها من مباريات القمم، والمباراة متعلقة بجاهزية الفريقين واستعدادهما للمباراة المصيرية.
الشرطة في الذهاب فاز على المجد 2/صفر، والكرامة مع الطليعة، والنواعير مع المحافظة تعادلا 1/1، فوز المجد يقربه من النجاة، وكذلك إن فعل الكرامة والنواعير أو المحافظة، هذه النتائج ستشعل منطقة الوسط وستجعل الفرق أكثر تقارباً، أما فوز الشرطة والطليعة فسيدخلهما في دائرة الأمان، وسينخفض عدد الفرق الهاربة من الهبوط، وتعادل الفرق في هذه المباريات سيبقي الوضع على ما هو عليه أسبوعاً آخر.

حسابات المؤخرة
كما المقدمة فإن فرق المؤخرة يواجه بعضها بعضاً، فالوثبة يحل ضيفاً على الحرية بحلب والجزيرة والفتوة يلعبان في دمشق أرضهما المختارة.
المباراتان متعلقتان بهوى الجزيرة والحرية فإن أعلنا استسلامهما فالفوز سيكون من نصيب الوثبة والفتوة، وغير ذلك فله حساباته، لكن الملاحظة أن الجزيرة والحرية يجب أن يحصلا على 18 نقطة في الدوري وإلا فسيحملان معهما النواقص إلى الدرجة الأدنى وهما الآن يمتلكان 14 نقطة فعليهما الحصول على أربع نقاط من مباراتيهما المتبقيتين على الأقل.
الوثبة في وضع خطر للغاية ومثله الفتوة وهما يبحثان عن نقاط تنقلهما إلى فرق الوسط ولن يجدا أسهل من هاتين المباراتين، الخسارة تجعلهما في وضع حرج وكذلك التعادل، ومن هنا تكمن أهمية المباراتين، في الذهاب فاز الفتوة على الجزيرة 2/1 وتعادل الحرية مع الوثبة 1/1.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن