الأولى

بعد امتعاض أميركي.. تركيا تراهن على تعديل «جذري» في مواقف «النصرة»

| إدلب – الوطن

بعد امتعاض أميركي من سياسة تركيا في سورية التي حولت إدلب إلى «أكبر معقل لتنظيم القاعدة الإرهابي في العالم»، تراهن أنقرة على تغيير كبير و«جذري» سيطال عقيدة وتركيبة «جبهة النصرة» فرع القاعدة في سورية، في الفترة المقبلة بعد انتصار «النصرة» على ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» وسيطرتها على معظم مساحة محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي.
وعلمت «الوطن» من مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة حضرت اجتماع اسطنبول في تركيا، والذي حضرته ميليشيات من «الجيش الحر» وأخرى إسلامية السبت، أن الجانب التركي أبلغهم ورداً على مطالبهم باتخاذ موقف واضح وصريح من «بغي» فرع «القاعدة» في سورية على «الأحرار» وبأن الوقت سيثبت أن «النصرة» التي تعتبر «هيئة تحرير الشام» واجهتها الحالية، على وشك القيام بإجراءات تعدل في سلوكها وفكرها القاعدي لتكون مقبولة لدى الجميع، وخصوصاً الدول التي تصنفها على قوائم الإرهاب.
ونقل أحد المصادر عن قيادي في «أحرار الشام» قوله: إن الجميع صعقوا بالرد التركي الذي دعا إلى الاجتماع للتباحث بأمور «سياسية» تمليها مقتضيات المرحلة المقبلة في سائر أنحاء سورية، وأشار إلى أن «تطمينات» أنقرة لهم لا ترقى إلى درجة الثبات لأنهم خبروا «النصرة» وحلفاءها في «تحرير الشام» جيداً في الاتفاقات معها والتي نكصت بها ورفضت الخضوع لأي من لجان التحكيم.
وقال المصدر: إنهم تبلغوا في الكواليس وبشكل غير رسمي بأن مدينة إدلب لن تكون تحت حكم إدارة مدنية من الميليشيات المختلفة ولن تخضع بأي حال من الأحوال لوصاية «النصرة» أسوة بمعبر «باب الهوى»، ونقل المصدر عن الجانب التركي بأن الحدود التركية مع إدلب ستبقى تحت سيطرة ميليشيات موالية لأنقرة ولا مخاوف من سعي «النصرة» لتوسيع هيمنتها في المحافظة مجدداً، في إشارة إلى جبل الزاوية وقسم من سهل الغاب اللذين ما زالا بقبضة «الأحرار».
ولفت إلى أن الانطباع الذي شكلته وفود الميليشيات في اجتماع اسطنبول يشير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة «العدالة والتنمية» لن يسمحا بتكرار سيناريو «تورا بورا» الأفغاني في إدلب.
وتأتي التحركات التركية بموازاة توجيه مبعوث الرئيس الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك انتقادات لأنقرة قال فيها: إن مقاربة بعض حلفائنا بالسماح بدخول آلاف أطنان الأسلحة وآلاف المقاتلين الأجانب إلى سورية لم تكن صحيحة و«القاعدة» استفادت بالكامل من هذه الطريقة، معتبرا أن إدلب تحولت لأكبر معقل لـ«القاعدة» في العالم بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، متسائلاً: كيف نجح مساعدو (زعيم التنظيم) أيمن الظواهري في الوصول إلى إدلب، بالتأكيد هم ليسوا مظليين؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن