سورية

ميليشيات «الحر» ترغب في استبعاد «حماية الشعب» عنها.. وتتمسك بالعمل انطلاقاً من البادية … انطلاق تحضيرات معركة «عروس الفرات».. وصحيفة أميركية: واشنطن عاجزة

| الوطن – وكالات

دخلت التحضيرات لمعركة دير الزور مرحلة جديدة مع اقتراب «التحالف الدولي» من حسم معركة الرقة، ودخول الجيش العربي السوري مدعوماً بحلفائه أراضي محافظة دير الزور، من ثلاثة محاور، جنوب غرب الرقة، من شرقي حمص عبر السخنة، فضلاً عن وجوده إلى الشمال من منطقة التنف في جنوب الميادين والبوكمال.
في الوقت ذاته، كثرت التسريبات حول خريطة التحالفات لخوض المعركة المقبلة في المدينة الواقعة على نهر الفرات، التي تعتبر درة مدن البادية الشامية. ففي الوقت الذي تحدثت فيه أنباء صحفية عن «غرفة عمليات مشتركة» بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة وتحالف «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بزعامة ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية، المدعوم من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، من جهة أخرى، تكثفت المفاوضات ما بين الأميركيين الذين يقودون التحالف الدولي وإحدى مجموعات ميليشيا «الجيش الحر» في منطقة التنف، لإقناعها بالانتقال إلى منطقة الشدادي جنوب محافظة الحسكة تحضيراً لإطلاق عملية دير الزور، وذلك وسط تحفظات متقابلة من الميليشيا نفسها ومن «حماية الشعب». وعوضاً عن الشدادي، تعمل ميليشيا «الحر» على إقناع أميركا، بافتتاح معركة دير الزور، من منطقة البادية في ضمان مزدوج ضد الجيش العربي السوري و«حماية الشعب»، وهو ما يبدو أن الأميركيين راغبون عنه. وبالترافق مع شيوع الأنباء عن مفاوضات الأميركيين مع ميليشيا «لواء مغاوير الثورة» حول معركة طرد داعش من دير الزور، شكلت الميليشيا مع ثلاث مجموعات أخرى، «لجنة مؤقتة» لتحديد الجبهة الأمثل عسكرياً وجغرافياً للانطلاق منها للسيطرة على المحافظة. جاء ذلك في إشارة مبطنة إلى تحفظ «مغاوير الثورة» عن الانتقال إلى منطقة الشدادي، الواقعة تحت نفوذ «حماية الشعب»، وفقاً لما عرضه الأميركيون، ورغبتهم في إطلاق معركة دير الزور من اتجاه البادية.
وأصدرت الميليشيا بياناً مشتركاً إلى جانب كل من «جيش أسود الشرقية»، «أحرار الشرقية»، أكد أن اللجنة بمنزلة «نواة تواصل» مع «مكونات المحافظة» كافة من أجل التوصل إلى العمل المشترك الواحد، في إشارة إلى نيتها استبعاد «حماية الشعب» من المعركة لأنها من خارج مكونات المحافظة.
واختتم البيان بالإشارة إلى أن اللجنة «قررت اختيار الجبهة الجنوبية في البادية كخيار أنسب للوصول إلى دير الزور وتحريرها في هذه المرحلة».
وشهدت الأيام الماضية مفاوضات بين الهيئة السياسية لـ«مغاوير الثورة» وممثلين عن «التحالف الدولي»، بهدف نقل مسلحي الميليشيا من معسكر التنف الذي يتدربون به تحت حماية القوات الأميركية والبريطانية، إلى الشدادي. وكشف قائد «مغارير الثورة» مهند طلاع، أن سير المفاوضات «إيجابية»، مشيراً إلى أن الميليشيا تطالب الأميركيين بدعم تشكيل «جيش جديد» يجمع مسلحي «الحر» وتكون «مغاوير الثورة» نواته، يحمل اسم «الجيش الوطني» على أن تنحصر فيه مهمة «دخول دير الزور وتحريرها من داعش». وشدد طلاع على رفض العمل مع «قسد»، على حين أصدرت الأخيرة بياناً نفت فيه تصريحات طلاع جملة وتفصيلاً، مشترطة للعمل انطلاقاً من الشدادي التنسيق مع القيادة العامة لـ «قسد». وأدى تحفظ «حماية الشعب» على انتقال المسلحين من التنف إلى الشدادي في أواسط شهر تموز الماضي، إلى إفشال مفاوضات أميركية بهذا الصدد، وتصر قسد على أن معركة دير الزور معركة من شأن «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وأن مسلحي «قوات الصناديد» العربية هي من سيدخل المدينة.
وأقر طلاع بأن الأميركيين لم يوافقوا على مسألة دعم الجيش العتيد، ما قد يشير إلى احتمال أن المفاوضات لا تعني أكثر من محاولة أميركية لإخلاء معسكر التنف من المسلحين الموجودين به تمهيداً لتسليم المعسكر للقوات الروسية بحسب ما كشفت الأنباء مؤخراً.
وذكرت تلك الانباء، أن الأميركيين بصدد تسليم التنف لقوات روسية، على حين نقلت صحيفة «واشنطن إكزامينر» الأميركية عن مصادر دبلوماسية، أن هذا الاتفاق تمت صياغته في هامبورغ، خلال قمة العشرين. وعزت الصحيفة التخلي الأميركي عن القاعدة إلى «العجز الكبير»، الذي عانت منه القوات الأميركية وحلفاؤها في سورية، بعد أن نجح الجيش العربي السوري وحلفاؤه في إقفال الطرق كافة شمال التنف وصولاً إلى الحدود مع العراق، مبينةً أن القوات الأميركية وحلفاؤها أصبحوا بحكم «الأسرى» في الأراضي السورية، وليس أمامهم أي «أفق عسكري» للخروج من ذلك المأزق.
إلا أن قيادة «التحالف الدولي»، أكدت أن الولايات المتحدة لم تسلم روسيا قاعدة التنف.
مع ذلك تعاملت الصحافة الروسية مع القرار بوصفه متخذاً، حيث وصفته بـ«الصائب»، وإن أكدت أنه «لا يعني النصر»، وأن واشنطن لا تنوي الاستسلام أبداً. وأشارت إلى أن القرار «يمكِّنها (واشنطن) من نقل قواتها إلى منطقة دير الزور»، الأشد أهمية سواء لغناها بالنفط والغاز أو «لوقوعها على طريق بغداد»، مشيرةً إلى أن بإمكان الأميركيين تشكيل «فصائل معارضة جديدة في الأردن ونقلها عند الضرورة إلى التنف، لافتةً من جهة ثالثة إلى أن الأولوية الأميركية في الوقت الحالي هو تعزيز الوجود العسكري في شمالي سورية، حيث «قسد». وحذرت من أن انسحاب القوات الأميركية من التنف سيقود إلى مواجهة روسية أميركية لأن الوجود الأميركي في المنطقة هو من أهم أسباب التعاون الروسي الأميركي.
في المقابل، يعمل الجيش العربي السوري وحلفاؤه على التمدد شرقاً على طول الحدود مع الأردن، حيث أطلق عملية للسيطرة على هذه الحدود أمس الأول. وتواترت أنباء عن «غرفة عمليات مشتركة» بين الجيش السوري وحلفائه من جهة و«قسد» تنسق العمليات في الرقة ودير الزور. وذكرت مصادر بحسب تقارير صحفية أن الغرفة قد يتم الإعلان عنها رسمياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن