حلويات سادة
حماة – محمد أحمد خبازي :
يشكو الكثير من محال الحلويات في حماة من وحدتها القاتلة، فهي تحن إلى الزبائن الذين كانوا فيما مضى يتهافتون إليها منذ بداية العُشر الثالث من رمضان الكريم، ليتسنَّى لهم شراء ما يلزمهم من الحلويات متعددة الأنواع والأشكال، والعديد منهم كان يوصي عليها قبل أسبوع من العيد – نظراً للازدحام الشديد الذي كانت تشهده وخاصة المحال المشهورة بصناعتها والمعروفة في حماة بعراقتها وقدمها ومحافظتها على التقاليد العريقة في صناعتها.
فقد أكد العديد من أصحاب تلك المحال لـ«الوطن» أن الإقبال على شراء الحلويات في موسم هذا العيد أقل من العادي ( فهو لا يسر ولا يعبر عن ابتهاج الناس بالعيد وحميميته) حسب تعبير أبو وائل.
بينما قال صاحب محل آخر: اللـه يعين الناس، (يا دوب فيها تشتري ما تأكله)!!.
السيدة نجوى ربة منزل قالت لـ«الوطن»: لم يعد للحلويات دور في حياتنا منذ بداية سنوات الأزمة، ولقد اختفت من بيوتنا، واقتصرت الضيافة على بعض المواد التي نصنعها على مضض في المنزل.
وقال الحاج إسماعيل: لم يعد للعيد بهجة، لقد غابت كل مظاهر الفرح من حياتنا، نأمل أن تعود سورية إلى سابق عهدها كي يعود الفرح إلينا.
وأضاف: يا ابني أعيادنا منذ سنوات بلا حلويات، وإن وجدت فهي بلا سكر!!.
فالقلوب حزينة، وإن فرحت فالغلاء يمنعنا عن الفرح، كيلو الحلويات المقبولة اليوم بين 2000 – 3500 ليرة، فعن أي حلويات نتحدث وكيف سنشتري.
لقد اكتفينا خلال رمضان بالرز بحليب، والمهلبية، وأما في العيد فسيكون الأمر عادياً، فإن استطعنا شراء كم كيلو من الكعك فسنشتري.
وعزا صاحب محل حلويات في مدينة سلمية أسعار الحلويات المرتفعة إلى ارتفاع سعر مكوناتها الأساسية، من سكر وسميد وطحين وخميرة.
فعلى سبيل المثال ارتفع سعر كيس السكر إلى 7800 ليرة سورية فكيف يمكننا أن نصنع حلويات بلا سكر؟
المهندس خالد الفاضل رئيس دائرة حماية المستهلك بحماة قال: كل المواد الأولية التي تدخل في تصنيع الحلويات يشتريها أصحاب المحال ومصنعو الحلويات بالسعر الحر، ولا يجوز استخدام أي مادة تموينية مدعومة (سكر – طحين) في هذه المحال وحيازة مثل هذه المواد مخالفة تموينية تعاقب عليها الأنظمة والقوانين التموينية.
وتقوم دورياتنا بجولات متكررة على محال الحلويات وذلك نظراً لقرب عيد الفطر السعيد، ويتم التدقيق على الإعلان عن الأسعار، والتأكد من قيام هذه المحال بتقديم بيانات وسعر التكلفة مع بيان الربح المحدد لمنع البيع بسعر زائد والالتزام بالسعر المحدد للتكلفة، كما يتم سحب عينات من مختلف أصناف الحلويات ويتم تحليلها في المخبر المختص.