ثقافة وفن

«الاعتراف» رصد جرائم التنظيمات الإرهابية خلال زمنين … مراد شاهين: تجربة حياتية فيها التعب والغموض والعشق والجمال .. باسل الخطيب: تجربة صعبة وممتعة جداً استنزفت مني طاقة وجهداً كبيرين

| وائل العدس – تصوير طارق السعدوني

تحت سقف القاعة متعددة الاستعمالات في دار الأسد الثقافة والفنون، ومع التعرق الشديد متأثرين بموجة الحر الشديدة في ظل عدم تشغيل التكييف إلا في الدقائق الأخيرة، عقدت أسرة فيلم «الاعتراف» مؤتمراً صحفياً بحضور مدير المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين.
كتب الفيلم باسل الخطيب بالتعاون مع نجله مجيد الذي يدرس الإخراج السينمائي في الولايات المتحدة الأميركية، وقام بإخراجه بنفسه في خامس أفلامه الروائية الطويلة بعد «مريم، سوريون، الأم، الأب».
وتدور الأحداث في زمنين، الأول مطلع ثمانينيات القرن الماضي والذي شهدت فيه سورية إرهاب التنظيمات التكفيرية «الإخوان المسلمون»، والثاني في 2016، الذي واجهت فيه البلاد جرائم هذه التنظيمات وقد اتخذت طابعاً أكثر وحشية وهمجية.
ويلعب بطولة الفيلم الذي يجري تصويره ما بين دمشق وطرطوس وريف حمص، كل من:غسان مسعود، ديمة قندلفت، كندا حنا، محمود نصر، روبين عيسى، وائل أبو غزالة، يوسف المقبل، أسيمة أحمد، رنا العظم، حسن دوبا، علا سعيد، فارس ياغي، فؤاد وكيل، قمر مرتضى، سوزان سكاف، فارس ياغي، جمال شقير، عبد اللـه شيخ خميس، محسن عباس، وائل شريفة، والأطفال رند عباس وحسن رمضان وجواد السعيد.
ومن المقرر أن يكون الفيلم جاهزاً للعرض أواخر العام الجاري.
شركاء حقيقيون
قال مراد شاهين: إن الهدف من المؤتمر التعريف بالأعمال المنتجة والتفاصيل المحيطة بها، في نوع من التعاون الجديد بين المؤسسة والإعلام ليكونا شريكين حقيقيين، مشيراً إلى أن الفيلم تجربة حياتية فيها التعب والغموض والعشق والجمال.
ورأى أن السينما تقوم على الإبداع والتأمل وإعطاء المساحة للمخرج، وحرية العمل لديه، ومن هنا تأتي علاقة المخرج بالممثلين الذين ينتقيهم ويرى أنهم يناسبون الأدوار المطلوبة، مضيفاً: المؤسسة لا تتدخل في اختيار أي ممثل ولكن يتم النقاش بعد الاختيار من باب الاطلاع، خاصة عندما يكون العمل قائماً على الإبداع فإنه لن يقوم على المحسوبيات والشللية، ومن هنا نحن لا نتدخل بفرض الأدوار والأمر يعود للمخرج بالمطلق.

خلال زمنين
وأوضح مخرج الفيلم باسل الخطيب أن شخصيات الماضي كما شخصيات اليوم لا تختلف خياراتها في المواجهة وروح المبادرة التي اكتسبتها من بيئة إنسانية وأخلاقية مرتبطة بها، رغم تباين الأحداث والظروف التي تدفعها لذلك، وقال: توجد شخصيات في الفيلم تبحث في ماضيها وماضي عائلتها، وأخرى تعيش أزمة وجودية لارتباطها بزمن مأساوي غامض من ناحية، ومواجهتها ظروف الحرب الراهنة وتداعياتها من ناحية أخرى ما يجعل المستقبل هو الآخر أكثر غموضاً.
وأضاف: كما يبحث الفيلم في مبدأ الانتماء، وإن كان ثمة جيل قد أخفق في الماضي إلى حد ما في تكريسها، إلا أنه يسعى اليوم للتأكيد عليها باعتبارها طوق نجاة من الدوامة التي تواجهه.
وألمح خلال مداخلته أن الحرية التي يعمل بها تتيح له أن يقدم رؤيته ويبدع وأن يقدم ما يشاء من دون أي تدخلات أو إنذارات.
وأكد أن التجربة صعبة وممتعة جداً، وهذا الفيلم استنزف مني طاقة وجهداً كبيرين، والفيلم إلى حد الآن يخلق بطريقة جديدة والفنانون يلاحظون التجدد.
وقال: سعيد بهذا الفيلم، لمشاركة الفنان غسان مسعود للمرة الأولى في السينما السورية، ما شكل مساهمة كبيرة من خلال إطلالته الأولى، وأعتقد بأنه آن الأوان كي يقدم هذا الفنان المبدع مساهمته بالسينما السورية.
وحول سؤال عن تكرار الوجوه نفسها في أفلامه أجاب الخطيب: في كل دول العالم توجد مجموعة من الفنانين التي تجمع بينهم لغة مشتركة وتفاهم، ومن المهم جداً لأي مخرج مهما كانت ظروف العمل أن يصطحب مجموعة من الفنانين المتحمسين للتجربة وعندهم إيمان بها، ومن دون ذلك لن يحقق المخرج ما يريده مهما توافرت الإمكانات، إضافة إلى محبتي لهم وإيماني بموهبتهم.
وعن عنوان الفيلم أوضح: هناك أفلام بعناوين مباشرة حازت العديد من الجوائز العالمية، ونحن عندما نختار العنوان ليس لأن لدينا مشكلة فيه بل يجب أن يكون بسيطاً ويعبّر عن مضمون الفيلم، وفي الوقت نفسه يضع علامة استفهام أمام المشاهد، لأن الفيلم هو الذي يوضح العنوان كتسمية مباشرة ليربط المشاهد الفيلم إن كان ذا قيمة أو العكس.

أول تجربة
بدوره قال غسان مسعود: سعيد بأن تكون أول تجربة سورية لي من خلال فيلم روائي طويل مع المخرج الصديق باسل الخطيب، وما أريد الإشارة إليه أننا قفزنا فوق العديد من المطبات كي نخرج بهذه التجربة، وخلال سبع سنوات من الحرب أردنا أن نقول شيئاً ربما عن طريق الحب وربما شاركنا القدر في بناء المصير لهذا الفيلم، ونرجو أن نوفق وأن يكون هذا الفيلم مبدعاً وأن تصل نتائج الفيلم للجميع.
لماذا تأخر في الظهور عبر السينما السورية؟ سؤال أجاب عليه: هذا أقسى سؤال يوجه لي خلال مسيرتي الفنية، كنتُ دائماً أقرأ نصوصاً وكان يدور بيني وبين المخرجين اتصالات ومحادثات، ولكن غالباً لا أتحمس للنص أو للدور، وأحياناً لما وراء النص والدور وأحياناً للإنتاج، وكنتُ أعزي نفسي دائماً أن القطاع العام بأي مكان في العالم لا يدفع المال الكثير، ويبدو أنني كنت من الأشخاص الذين يسهل الاستغناء عنهم في مرحلة سابقة، إلى أن تواصلنا مع وزير الثقافة ومدير المؤسسة العامة للسينما لضرورة إنعاش السينما السورية، وفي هذا الفيلم ربما لو لم يكن المخرج باسل الخطيب ربما لم أكن أوافق رغم الشروط الصعبة المعروضة.

شراكة وخصوصية
أما ديمة قندلفت فعبرت عن سعادتها بالتجربة السينمائية الثالثة مع المخرج باسل الخطيب بعد «مريم» و«الأم»، موضحة أن هذه الشراكة تجعلني أتكلم عن خصوصية هذا التعامل، عندها يستطيع الفنان أن يعرف تماماً توجه المخرج وطريقته في إدارة الممثل، وماذا يريد منه، كما تمكّن الفنان من إيجاد مفاتيحه ويتطلع لأداء أفضل، ويختصر في عملية فهم توجه المخرج ويستطيع بالتالي تطوير أدواته، وأجد نفسي محظوظة بهذا الفيلم لأن فيه تحدياً ليس بالهيّن، وكذلك سعيدة بالمشاركة مع الأستاذ غسان مسعود ولأول مرة.

سعادة
وقالت كندا حنا: إني سعيدة جداً بهذه المشاركة، لم أركز على التفاصيل ولا أعرف أحداث الفيلم بناءً على طلبي، ولكنني سلمت نفسي للمخرج باسل الخطيب ليدير شخصيتي كيفما يشاء.

شيء جديد
وقالت روبين عيسى: إن تجربتي في هذا الفيلم مختلفة عن تجربتي في فيلم «الأب»، لأن فيها شيئاً جديداً أقدمه، ففي أول تجربة شعرت أنني محظوظة بتجربة الأستاذ أيمن زيدان، وفي هذا الفيلم محظوظة بمشاركة الأستاذ غسان مسعود الذي كان أستاذي في المعهد وقام بتخريجي، وسعيدة بوجود باقي الأساتذة، وما أريد الإشارة إليه بأنني عندما شاركت في فعاليات مهرجان وهران السينمائي، لمسني التفاعل الكبير مع السينما السورية، وكيف نحن السوريين من خلال فيلم «الأب» رفعنا سلاحاً فنياً وكيف حركنا وجهات نظر وغيرنا وجهات نظر أخرى، ما أعتبره إنجازاً كبيراً.

حكاية جديدة
وأكد محمود نصر أن الفيلم قدم لي حكاية وشخصية جديدتين، وهناك كم من الحالات التي أقدمها لم أعشها من قبل لا في الحياة ولا التمثيل، أما باقي التفاصيل فأتركها إلى حين عرض الفيلم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن