سورية

لرد «الإحسان» إلى أردوغان…مخاوف أهلية من فرض «النصرة» التعامل بالليرة التركية

حلب- إدلب- الوطن : 

سار ما يدعى «المجلس المحلي» والمجموعات المسلحة في حلب وإدلب على هدي فرع القاعدة في سورية- جبهة النصرة بالإعلان عن تبنيهم قرار فرض استبدال بالليرة السورية، التركية «الشقيقة» كعربون وفاء ورد «الإحسان» للمجرم رجب طيب أردوغان، في خطوة ستترك آثاراً اقتصادية سلبية لا يمكن التكهن بها أثارت مخاوف الأهالي المناهضين لتطبيق الفكرة.
قيادات المسلحين والمجلسان المحليان في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين و«النصرة» في الشمال السوري قررا تسليم الرواتب بالعملة التركية بدل الدولار والليرة السورية اعتباراً من مطلع الشهر القادم على أن ترافق حملة الاستبدال حملة توعية إعلامية هدفها خلق «قناعة» لدى المواطنين لتقبل القرار وشرح أبعاده ودوافعه التي تصب في «مصلحتهم» ومصلحة «الثورة»!.
مصادر أهلية ومعارضة في حلب وإدلب، أكدت لـ«الوطن»، أن الهدف من مبادرة المسلحين دعم الاقتصاد التركي ورد «الجميل» لحكومة «العدالة والتنمية» التي تركت سياستها العدوانية تجاه سورية ودول المنطقة تبعات سلبية على الليرة التركية التي فقدت أكثر من 10 بالمئة من قيمتها أمام العملات الصعبة وهي في حال تدهور مستمر.
وأكد خبير اقتصادي لـ«الوطن»، أن تقبيض الرواتب للمسلحين وموظفيهم بالليرة التركية بدل الدولار سيوفر لسوق التعاملات التركية كميات ضخمة منه من الدول التي تتكفل بدفع الرواتب لهم بالدولار مثل السعودية وقطر، ما ينعش الاقتصاد التركي الذي تعتمد مناطق سيطرة المسلحين على منتجاته بأسعار باهظة. وتساءل عن أمور فنية بحتة مثل الجهة التي ستتلقى العملة السورية المتخلى عنها ومعيار السعر الذي سيتم بموجبه الاستبدال أهو ثابت أم متغير خاضع للعرض والطلب.
وشدد المواطنون في مناطق سيطرة المسلحين الذين تحدثت إليهم «الوطن» أن الليرة السورية رمز وطني لا يمكن المساس به وأن في الأمر مغامرة ومؤامرة على لقمة عيشهم لأن من ستصب في جيوبه فرق سعر البيع والشراء لاستبدال الليرة السورية هم قادة المسلحين ومن غير المعروف الآثار التضخمية المقبلة لهذا الإجراء وأثره على حالتهم المعيشية ومدى توفر الليرة التركية.
اقتصاديو وشرعيو المعارضة المسلحة كانوا أكثر وضوحاً في ندواتهم التي عقدوها لشرح «مقاصد» العملية ومنها محاربة الاقتصاد السوري والضغط عليه عبر التخلي عن العملة السورية نهائياً في غضون ستة أشهر دون أن يتطرقوا إلى انعكاساتها على المواطن وصعوبات التطبيق.
ورد أحد مصدري الفتاوى في إحدى الندوات على تساؤل الحضور عن سبب اختيار الليرة التركية عوضاً عن الدولار القوي والمستقر في الأسواق العالمية بقوله «يجب مقابلة الإحسان بالإحسان للحكومة التركية المسلمة بخلاف الولايات المتحدة الكافرة»!
وكانت «النصرة» مهدت منتصف آذار الفائت للعملية بفتح مكاتب صرافة في أحياء حلب التي تتمتع بنفوذ كبير فيها مثل الفردوس وبستان القصر والكلاسة لتصريف العملة السورية إلى تركية وأصدرت فتاوى خاصة بذلك قبل أن تعلن رسمياً مطلع الجاري عزمها تحويل تعاملاتها المالية إلى الليرة التركية داخل سورية وتسليم رواتب مقاتليها بها في المناطق التي تديرها في حلب وإدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن